السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
في البداية أشكركم جزيل الشكر على هذه الخدمات الجليلة التي تقدمونها لنا من خلال موقعكم الرائع إسلام ويب.
أنا شاب أبلغ من العمر (27) سنة من الجزائر، أكملت دراستي الجامعية منذ حوالي (4) سنوات، وإلى الآن لم يتسن لي الحصول على عمل دائم، ولكن أعمل كموظف مؤقت.
أنا إنسان متدين والحمد لله، وفي أحد الأيام وبينما كنت متواجدا عند الطبيب لمحت عيني فتاة جميلة ومحجبة، وبما أنني طول حياتي لم أكلم فتاة لأني كنت إنسانا خجولا، ولم أقم بعلاقات غير شرعية مع فتيات، لذلك ارتأيت أن أكلم أمها التي كانت معها عند الطبيب، وأعطيت رقم هاتفي لتلك البنت بغرض التعرف عليها قصد التقدم إلى خطبتها.
هنا بدأت المعاناة، نعم المعاناة، لقد تحدثت مع البنت لمدة (3) أسابيع واتفقنا على كل شيء، حتى إننا تعلقنا ببعضنا كثيرا، لا أخفي عليكم أننا خلال تحدثنا عبر الهاتف تخلل ذلك بعض الكلام المعسول، وأنني كلما تحدثت معها زاد حبي لها، علما أنه من خلال كلامها يظهر عليها علامات الصلاح.
بعد تعرفي على الفتاة، وفي الأسبوع الـرابع بالتحديد كلمت أمي في الموضوع، وكان جوابها واقعيا، وهو السؤال عن الفتاة وأهلها، حيث أن خالتي تسكن بالقرب من مسكن الفتاة، وهنا كانت الصدمة بالنسبة لي، حيث أن خالتي أخبرت أمي بأن أهل الفتاة منحرفون! لما سمعت بالخبر أصبت بالذهول، وأصبحت كالمجنون، لم أصدق ما يجري لي، حيث أنني ذهبت بنفسي لسؤال أصدقاء لي يسكنون بجانب أهل الفتاة، فأخبرني صديق عزيز علي بأن الفتاة لها أخت كانت على علاقة بشاب كانت تخرج معه أمام أنظار الناس، والله يعلم ماذا كانا يفعلان، أخبرني كذلك أن أخواتها كلهم فيهن هذه الصفة، وأن أباهم ديوث، وكما يقال عندنا في الجزائر زوجته تحكم في البيت.
لكن الأمر الذي زاد من معاناتي هو أن الفتاة التي أردت أن أخطبها كانت الوحيدة من بين أهلها لم تفعل مثل تلك الأمور، لذلك أردت أن أقنع والدي بالأمر، لكن طلبي قوبل بالرفض التام، رغم كل المحاولات التي قمت بها.
أردت في الأخير أن أتقدم إليكم ببعض الأسئلة، لعلكم تخففون عني ما أنا فيه من هم و حزن:
هل الدعاء أثناء قيام الليل بأن يرزقني الله تلك الفتاة كزوجة، وأن يلين الله قلب والدي لتقبل الأمر يعتبر من قبيل الدعاء المرفوض والميؤوس منه؟ علما أن والدي يرفض رفضا قاطعا هذا الزواج.
ما هو ذنب فتاة صالحة تعيش وسط أسرة كهذه؟ وما هو السبيل لأن أتخلص من التفكير في تلك الفتاة؟ وهل يدخل حديث (المرء مع من أحب) في حب رجل امرأة، ولم يكتب لهما الزواج على أن يلتقيا في الجنة؟
وجزاكم الله خيرا.