ابني ذو السنتين متمرد وكثير الحركة، كيف أتعامل معه؟

0 374

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي توأم ولد وبنت، وعند بلوغهم السنتين أنجبت طفلي الثاني ولدا، فابتعد ابني الأكبر عني بعد الولادة، وكان يتكلم بضع كلمات وتوقف! وبدأ في الجلوس في الشباك وحيدا، ولجأ إلى أبيه وأصبح كظله.

مشكلتي الآن أنه بدأ يعود إلي بعد 6 أشهر، وبعد سفر والده لمدة 15 يوما، اضطر إلى العودة لي، وأدخلته إلى روضة، لكنه لا يحب اللعب مع الأطفال، علما أنه يعمل تواصلا عبر العين معي ومع والده، لكنه مثلا في الروضة كل الأطفال يجلسون للتفرج على أفلام كرتون وهو يرفض ويمسك باللعبة ويلعب بها.

الآن هو متمرد، أنادي عليه لا يستجيب، يصعد على الدواليب وأخاف عليه من السقوط، وأمنعه فلا يستجيب، ويصر على فعل نفس الشيء مرة أخرى.

أحاول أن أجرب معه طريقة الكلام ومكافأته إذا استجاب.

عندما نذهب إلى السوبر ماركت يصعد على الأشياء، ويتنقل من مكان إلى آخر، ولا يسمع الكلام.

آخر ما حدث أنه لا يزال يستخدم الحفاظات مع العلم أن أخته التوأم تذهب إلى الحمام، وقد قام بوضع يده في الحفاظ وتذوق الخروج! فماذا أفعل؟

أرجوكم ساعدوني، هو الآن ابن سنتين ونصف، هل هو مريض أم ما يحدث طبيعي، مع العلم أنه يرفض رؤية أخيه الأصغر، أو حتى التعامل معه، وهل سيستمر في كراهيتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

هذا الطفل -حفظه الله – أصبح لا يحس بالأمان، وذلك كنوع من الغيرة، بعد أن ولد الأخ الأصغر، وبعد أن سافر والده الذي كان ملتصقا به، لا شك أن ذلك كانت له تبعات سلبية عليه أيضا، بمعنى أن هذه هزة نفسية أخرى، ولذا أصبح الطفل لا يشعر بالأمان، ومن ثم حدث له ما نسميه بالنكوص أو الرجوع إلى فترة طفولية مبكرة، وأصبح يظهر الشغب وعدم الاهتمام، والتبول على الحفاظات، ويقوم بتذوق الخروج، وهذا كله نوع من النكوص، ونوع من محاولة شد الانتباه، ومن الواضح أن الطفل لا يحس بالأمان، وهذه مرحلة من مراحل التطور الارتقائي للأطفال.

أيتها الفاضلة الكريمة: الوسيلة الوحيدة للتعامل مع هذا الطفل، أولا أن تسعي بقدر الاستطاعة أن تتجاهلي تصرفاته السلبية التي يحاول من خلالها أن يلفت النظر.

ثانيا: يجب أن تقربيه إليك وتجعله يحس بأنك تفضليه بعض الشيء على إخوته، هذا أمر متاح ومباح جدا في هذه المرحلة، اجعليه يستأثر بعطفك وحبك في حدود ما هو معقول، ومن أهم الطرق هي أن تلاعبيه، أن تنزلي بنفسك إلى مرحلة الطفولية وتلعبي معه ببعض ألعاب الأطفال، اجعليه يقوم بدور البطل وبدور الشخص النافذ، هذا يقلل من روعه بصورة واضحة جدا.

الأمر الآخر: اجعليه كأنه هو المشرف على أخته التوأم، بالرغم من أنها تقدمت عليه ارتقائيا، فهي تستخدم الحمام وحدها، لكن اجعليه مثلا يشارك في إحضار ملابسها، وشيء من هذا القبيل.

قربيه أيضا من الطفل الصغير، وذلك بأن يشرف على متعلقات هذا الطفل، بالطبع لا يمكن أن يشرف عليه، لكن أشعريه كأنه هو يقوم بهذا الدور، وأسلوب التحفيز المعقول سيكون مفيدا أيضا.

الطفل كثير الحركة بعض الشيء، ولكن لا أعتقد أنه يعاني من داء فرط الحركة، هي مجرد نوع من قلق الطفولة وعدم الشعور بالأمان.

العلاج كما ذكرنا هو: التجاهل، التحفيز، اللعب معه، وإشعاره بأنه هو المرغوب فيه، وأنه هو الأكبر، وأنه يستأثر بحبك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، نسأل الله أن يحفظ لك ذريتك وأن يجعلهم من الصالحين.

مواد ذات صلة

الاستشارات