السؤال
كيف أنظم وقتي من حيث أفضل وقت للمذاكرة، وأفضل وقت للنوم، علما بأني لا أخرج للدراسة الآن، وكيف أنظم المذاكرة والحفظ والمراجعة، المذاكرة بصوت عال أم بالكتابة أم بالنظر والقراءة السريعة؟ أيهم أفضل؟ وهل أذاكر مادة واحدة إلى أن أنتهي منها أم أقسم وقتي على أربعة مواد في نفس اليوم حيث أني في كلية الطب وبقي على الامتحانات حوالي ثلاثة أسابيع؟ وهل هناك مانع من تخصيص مكافأة أسبوعية لي؟ مثل حضور درس ديني إن أنا انتظمت على مذاكرة جدول المذاكرة أم لم يعد وقت لذلك؟
وأخيرا كيف أثبت على إخلاص النية من مذاكرتي؟ وهي نفع المسلمين وبر الوالدين، وكيف أتخلص من الإحباط واليأس؟ ولماذا أشعر بالخوف والقلق أيام الامتحانات؟
جزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك وموقع كل سائلي إسلام ويب، وإننا سعداء بتواصلك معنا، وسعداء كذلك بأن نرى من بناتنا من جعلت نيتها خالصة لوجه الله الكريم، وتسأل عن كيفية الثبات عليها، وسأبدأ من النقطة الأخيرة:
ابنتنا الكريمة : اعلمي حفظك الله - عز وجل - أن النية الصالحة تجعل العادة عبادة، ونيتك هذه بلا شك تجعل كل وقت تقضيه في المذاكرة عبادة تتقربين بها إلى الله عز وجل ، وطرق الثبات عليها وتجديدها كلما تذكرت ، ولا تلتفتي - بارك الله فيك - لمثبطات الشيطان ، بل إذا أتاك ليخبرك بأن نيتك تغيرت، قولي ابتداء هي الآن لله ودعيك من مهاتراته .
أما الخوف والقلق فأمر طبيعي، بل إن علماء النفس يقولون إنه أمر صحي؛ لأن الفاشل البليد ليس عنده ما يقلق عليه، لكن يقلل هذه القلق والخوف: الإيمان الكامل بأن قضاء الله نافذ لا محالة، وأن الأمور مقدرة من قبل ، وليس على المرء أن يقلق من الغد وإنما عليه أن يبذل الجهد، ابذلي جهدك وكوني على يقين بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، اجتهدي في المذاكرة ، وعند الانتهاء قولي: اللهم إن ما ذاكرت وديعة أودعها عندك فردها لي عند الطلب، وإذا أردت الجواب فابدئي باسم الله وقولي اللهم رد وديعتي ، وثقي في أن الله لن يخذلك .
أما عن تنظيم المذاكرة فهذا أمر يخضع لكل أخت حسب حاجتها ، لكن بصفة عامة أفضل أوقات التحصيل ما يعقب النوم مباشرة ، والنوم في الليل جيد ومن الأوقات المباركة في التحصيل وقت ما بعد صلاة الفجر .
أفضل أن تبدئي بمادة مادة وأن تنهيها حتى تكون الأفكار مترابطة ، كذلك أحبذ بعد قراءة فصل من الفصول أن تكتبيه على ورق من ذاكرتك ، بدون النظر إلى الكتاب ثم تعرضين ما قرأت على كتابك، وتضعين الملاحظات .
أرى ان حضور المحاضرات الآن سيأخذ وقتا منك، فيكفيك مثلا سماع شريط لعالم من الإنترنت كمكافأة، سيما إذا كان الشريط في الهمة أو النية أو ما يشجعك على الاستمرار في المذاكرة بقوة.
نحن سعداء بتواصلك معنا أيتها الأخت المباركة، ونسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن تنفعي الأمة المسلمة غدا بعلمك.
وبالله التوفيق.