السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود استشارتكم في أمر يضايقني كثيرا، وهو أني منذ أن تزوجت منذ سنتين وأنا علاقتي بأهل زوجي رسمية جدا؛ لأني لم أحس منهم الرغبة في توطيد العلاقة بيننا، فمثلا لا تكلمني أخته الوحيدة إلا إذا مرض ولدي، وهذا بعد أن أخبرهم زوجي أنه تضايق من هذا الشيء، لأنها تكتفي وأمه بسؤال زوجي عن حال ولدي، من بعدها أصبحت أخته فقط تتصل بي مرة واحده بعد ذهابنا به للمستشفى، وغير ذلك لا تتصل بي لتطمئن علي وعلى ولدي، وتكلم زوجي أكثر من مرة ولا تقول له أعطني زوجتك لأكلمها كما تعودت طيلة حياتي من عماتي وعلاقتهم الطيبة بأمي، أنا كنت أكلمها دائما أول زواجي، ثم بدأت أتضايق لعدم رؤيتي لمردود، حتى أني لو غبت أكثر من يوم أسمع أين أنت ومثل هذا الكلام.
هي تسكن معنا في نفس المنطقة، ونذهب لزيارتهم مرة بالأسبوع، وعندما أذهب نجلس نتحدث، لكني لا أحس منهم برغبتهم في كسب ودي، وأنا الجديدة على عائلتهم، هذا فضلا على أن أمه لا تكلمني نهائيا لتطمئن علي وأنا أكلمها دائما، لماذا لا تتخذني أمه كابنتها تحكي معي مثل أم وابنتها؟ ولماذا لا أجد من أخته حب السؤال علي؟ وللعلم أنا بطبعي هادئة قليلة الكلام، لكن إن تعودت على التي أمامي نتحدث كثيرا، الوحيدة التي تسأل علي بحب زوجة أخيه، وقد أخبرتني في فترة ملكتي أن أخت زوجها لا تتصل نهائيا بها، وأن هذا الأمر يضايقها، لأن السؤال دائما يأتي منها هي, فقلت لها ربما للمشاكل التي كانت بينكم في أول سنين زواجك، ولكني عندما تزوجت رأيت أني أنا أيضا لا يرن جوالي باتصال منها إلا في مرضي أو مرض ولدي!
وجهوني، فأنا أصبحت أنفر من الاتصال، وأكلمها فقط من أجل زوجي؛ لأن طبيعة الإنسان لو جاء السؤال دائما منه سيحس أن الذي أمامه لا يرغب في توطيد علاقته به.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يصلحك ويصلح بك، ونحن في إسلام ويب سعداء أختنا بتواصلك معنا .
وبخصوص ما سألت، أريد أن أبتعد عن حيثيات ما قلت لأنتقل بك نقلة أخرى ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم حين قال في الحديث الصحيح: (ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها).
هل تعلمين أختي الكريمة أن أحد أهم الأسباب التي أودت بك إلي ما تشعرين به هو أن التواصل كان يحمل داخله وجود مقابل، فأنت اتصلت وجزاك الله خيرا على ذلك، لكن كنت تنتظرين المقابل، فلما لم يحدث تركت الاتصال، ولا يعني ذلك أن أهل الزوج لم يكن عندهم بعض الأخطاء ، ولكن أحدثك أنت يا من تلتمسين الأجر وتودين الحصول عليه، أود منك من الآن أن تجعلي شعارك: (وعجلت إليك ربي لترضى) من الآن قولي لنفسك: أنا سأتواصل معهم لله لا لشيء آخر، لرضاه ومحبته والتماس الأجر منه لا لأجل أن ترد أمه أو ترد أخته وأن تجيبني أو تبادلني بالاتصال، بل لله، وفعل هذا مع التماس الأجر بل وتحققه -إن شاء الله- يكسبك عدة فوائد أخرى، منها:
1- الرضا النفسي، وهذه فائدة عظيمة ، فمع تتبع هذا النهج الإيماني لن تجدي ذاك الأرق الذي كنت تجدينه في السابق جراء عدم حديثهم إليك.
2- إرضاء الله في إرضاء زوجك، وهذا أمر عظيم وفضل عميم أن ترضي المرأة زوجها فهو أحد أبوابها إلي الجنة .
3- اكتساب الحسنات يوميا، وهذا يوضع في رصيدك من جراء هذا التواصل الذي صنعتيه لله لا لغير.
4- ثباتك على هذا الموقف سيغير حتما من طريقة التعامل والجفوة القائمة ولو بعد حين .
هذا هو ما أوصي به أختي المباركة مع وصية أخرى، وهي عدم المعاتبة أو التحدث فيما يزيد الجفوة، أسأل الله أن يحفظك ويحفظ زوجك، وأن يختار لكم الخير، وأن يصلح ما بينك وبينه أهله..آمين.