دلوني على وسائل الثبات بعد الهداية والإخبات

0 435

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم جزيل الشكر على مجهوداتكم، وأسأل الله أن يبارك فيكم ويجزيكم الله كل الخير.

كنت منذ سنة من الشباب الطائش، لم يكن لي هدف في هذه الحياة، كنت كمعظم بنات هذا العصر تربطني علاقة "حب" بشاب، كنت لا أصلي إلا نادرا تحت ضغط والدتي، كنت أهوى الاستماع إلى الموسيقى، أتشاجر بعض الأحيان مع والدي، أهملت دراستي وانحدر مستواي بعد أن كنت من المتميزات، ولم تكن من معصية إلا وفعلتها ولا حول ولا قوة إلا بالله، لكن مع كل هذا كنت بين الحين والحين تنتابني حالات من القلق والبكاء الشديد وضيق لا يوصف، فكنت أتذكر قول الله تعالى:"فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء" كنت مع كل ما أنا فيه من المعاصي أتذكر خالقي وأتمنى لو أتغير لكن النفس الأمارة بالسوء.

الحمد لله منذ رمضان الذي مضى بدأت في إصلاح نفسي واتخذت خطوات عملية لا زلت ملتزمة بها إلى الآن أصبحت أحافظ على الصلاة، رغم ما ينقصني من خشوع، ورغم أن ذلك كان صعبا في البداية، لم أعد أستمع إلى الموسيقى رغم أنها كانت هويتي المفضلة، واستبدلتها بالقرآن، كما أصلحت من حجاب الموضة الذي كنت ألبسه، وإن كان لا يزال يحتاج إلى إصلاح، وأصلحت علاقتي بوالدي، أحمد الله وأشكره على هدايته لي.

لكن مشكلتي التي لم أجد لها حلا هي صحبتي والمحيط الذي أعيش فيه لم أستطع أن أنصح صديقاتي بالبعد عن العلاقات المحرمة بعد أن كنت لهن مثالا، ولم أستطع أن أنهاهن عن الاستماع إلى مزامير الشيطان، ولا أن أوضح لهن قيمة الحجاب.

أشعر بالإحباط والعجز حين أراهن على معصية، أخاف عليهن من عذاب الآخرة، لكن ما مضى يمنعني من نصحهن.

أيضا أنا لم أجد حولي ولو أختا صالحة تشجعني على المضي قدما في إصلاح نفسي وطاعة ربي، فالمحيط الذي أعيش فيه مع الأسف لا صلاح فيه البتة، بل ولم أجد من تشجعني على لبس حجاب يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أحسن وأستر من الذي ألبسه بل ونظرا لأننا في بلادي لا توجد سوى مدارس مختلطة فإني أضطر إلى مصافحة زملائي رغم أنني أحاول أن أجتنبهم، وأبتعد عنهم قدر الإمكان.

أعلم أن لا عذر لي في ذلك، وأن طاعة الله أولى وأحق، لكن أتمنى بصدق أن أغير محيطي حتى أبدأ حياة جديدة خالية من المعاصي، لكن ليس بمقدور عائلتي أن تبدل المكان.

عذرا على الإطالة لكنني والله وجدت فيكم ضالتي المنشودة التي أبحث عنها، وجدت من يرشدني إلى الصلاح ويشجعني على إصلاح نفسي.

أرجو منكم أن تدلوني على حلول أصلح بها نفسي وكيفية تعاملي مع من حولي.

جزاكم الله الفردوس الأعلى وفرج همومكم والله الموفق والمستعان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ moslima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

حمدا لله على سلامتك أختنا المباركة، فالعود إلى التدين وإلى الالتزام من أحق ما ينبغي أن يحمد المرء ربه عليه.

أختنا الفاضلة: إن الالتزام هدوء نفسي يشعر المتدين به، ولا يملك أن ينقل ذلك الشعور لأحد، لأنه شيء رباني يرزقه الله من يشاء من عباده، انظري كيف انقلبت الكآبة التي كنت تعيشين فيها إلي هدوء وراحة، والحمد لله على نعمة الإسلام والتدين.

أود أختنا الكريمة أن تتأكدي من سعة رحمة الله تعالى، وأنه جل شأنه لا يريد لعباده إلا الخير، يريد سبحانه أن يعفو عنهم قال تعالي: "والله يريد أن يتوب عليكم" وقال أيضا : "يريد الله أن يخفف عنكم" هذا عفو الله مع عباده.

ولابد أن تتأكدي أيتها الفاضلة أن أهل المعاصي في هم وغم وإن ظهروا أمام الناس بمظهر أهل السرور، إنهم يعيشون كآبة مظلمة لأنهم فقدوا الأنس بالله واللجوء إليه.

لن يستريح ولن يطمئن قلب عبد إلا بالالتزام والتدين، والحرص على ذكر الله "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، وأما بخصوص الخطوات العملية التي سألت عنها فهي على التالي:

1- الإيمان العميق: وأعني بذلك تقوية الوازع الديني بكثرة الصلاة، وذكر الله، وقراءة القرآن، وسماع المحاضرات والأشرطة ولو عن طريق الإنترنت، المهم أن تقوي إيمانك، فهذا أول شيء، وقبل أن يبدأ العبد بالغير عليه أن ينتبه من محاولة الجر إليه.

2- صديقاتك كثر، لكن منهن السيئة ومنهن الأكثر سوءا، ومنهن الشريرة، ومنهن العاصية التي تعصي الله، لكنها تتألم لذلك، ابدئي أيتها المباركة بالأقرب إلى طريق الهداية، وصادقيها، وابدئي معها رحلة دعوية هادئة جدا.

3- كذلك من صديقاتك من هن أقرب إليك ومن هن أبعد عنك، ابدئي بمن تحبك ومن كانت صادقة في حبها لك.

4- تذكري دائما أن أخلاقك هي التي تؤثر في الغير ، وأنك ربما تقابلين بشيء من السخرية والاستخفاف، قابلي ذلك بهدوء وعدم انفعال، وابتسامة تنبئ عن رضا، فإن ذلك من أهم عوامل جذب بعض المترددات لك.

5- احرصي دائما أن يكون معك مصحف أو كتاب أو شريط كاسيت أو مجلة إسلامية، حتى إذا اجتمعوا ولم يكن معك أحد ، بادري بالجلوس مع ما أخذت من قرآن أو كتاب أو مجلة أو ما شابه.

6- حددي هدفا تصلين إليه، واعملي بجد لتحقيق هذا الهدف، ولا تجعلي أحدا يشغلك عنه، حتى إذا كانت النتيجة كنت الأولى أو المتميزة في الصف فهذا من أكبر الوسائل الدعوية لك.

7- تذكري أن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: " إنك لا تهدي من أحببت " فلا تنشغلي بالنتائج، ما دمت قد أديت ما عليك.

8- أخيرا أنصحك أختي المباركة بركعتين كل ليلة مع الله عز وجل، تسألين ربك الثبات على الحق، وأن يهدي أخواتك.

بهذا أختنا الكريمة تجدين التوازن المطلوب بين ما عليك من عمل وما عليك تجاه صديقاتك.

وفقك الله للخير وثبتك على الحق، ونحن في إسلام ويب سعداء بتواصلك معنا ونسأل الله أن يبارك لك وأن يحفظك من كل مكروه.

مواد ذات صلة

الاستشارات