السؤال
السلام عليكم.
أنا متزوج ولدي أطفال، لست مرتاحا مع زوجتي نسبيا، عصبيتها زائدة على الأطفال، وردة فعلها عنيفة معهم، تعلل ذلك بكثرة أشغال المنزل والضغوط، وأنها لا تملك نفسها حال غضبها، نهرتها كثيرا، تهدأ فترة ثم تعود كما كانت.
لدي محل إنترنت، وذات مرة كنت أراقب أحد الزبائن عبر لوحة التحكم فوجدته يتحدث مع واحدة بدا من حديثهم أنها أخته، فأخذت الإيميل وتواصلت معها فترة طويلة حتى استجابت لي، أصبح بيننا نوع من الود، رأيتها من بعيد عند بيتهم، أهلها أناس طيبون، البنت فوق الثلاثين من عمرها، تواصلنا عبر الهاتف، كنت أتكلم معها بكل شيء حتى في الجنس.
تقدم لها العديد من الشباب فرفضتهم من أجلي على قولها، أنا متردد هل أتقدم لها أم لا، أنا مرتاح لها لكن مسألة الكلام الجنسي على الهاتف لست مرتاحا له، ولو كانت تفسر من باب الحب.
ما رأيكم أتقدم لها أم لا؟ وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المغترب شرقا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فأهلا بك أخا عزيزا في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا أخي الكريم.
أود قبل أن أجيب على سؤالك أن ألفت انتباهك إلى ضرورة الفصل بين رغبتك في زواج بالثانية، وبين مشكلة طارئة في بيتك، وألا تجعل من المشكلة دافعا للهروب منها إلى أمر آخر، ما لم تكن مقتنعا به تماما.
أما الأمر الثاني: فإني أسألك وأنت الأخ الكريم الصالح المنصف - إن شاء الله - ويدل على ذلك عدم وقوعك فيما حرم الله من الكبائر، ويدل على إنصافك قولك: ( غير مرتاح نسبيا ) وهذا يعني صلاحك وإنصافك فيما نحسب، والسؤال هنا أخي المبارك: هل هناك امرأة في الحياة كاملة؟ وإذا وجد الرجل المرأة العفيفة الطاهرة التي تحفظ غيبته وتحفظ بيته ولكنها سريعة الغضب - والمبرر قد يكون مقبولا - هل يجعله يقوم بنهرها أم يحاول مساعدتها؟ هل حاولت أخي الكريم أن تجلس مع أولادك يوما كاملا في البيت لترى بنفسك المعاناة التي تعانيها الزوجة؟ وترى بنفسك هل تستطيع أن تملك أعصابك أم لا، فالأبناء - لاسيما في الصغر - يغلب عليهم عدم التقيد بأي نظام، وكثرة اللعب، ولكل واحد طاقة.
الأمر الثالث: هل مثل هذا الزواج والأخت على ما ذكرت يصلحك ويصلح حال زوجتك وأولادك؟ فنحن لا نمنعك من الزواج الثاني، فهذا حق شرعي لك، لكن عليك أن ترتب بيتك أولا وأن تهيئه للأمر، وأن تختار الزوجة التقية الصالحة، فإنا لا نريد إصلاحا لأمر لنفسد أضعافه.
الأمر الأخير: أتمنى أن تعطي زوجتك قدرا من الاهتمام، وتعاونا معا على الصلاح، وأن تستمع إليها وإلى ما تضمره في قلبها، أتمنى عليك أن تأخذها الآن، الآن بعد أن تقرأ هذه الاستشارة اجلس معها وحدكم وتحدثوا عن الجميل المتفق بينكم، وعما يكرهه الإنسان من زوجه ولا يتمناه فيه، وأن يراعي ظروفه، صدقني يا أخي المبارك ستشعر بتغير كبير يأتي بالود والمحبة.
وأما الزواج الثاني فأنصحك أولا بالتريث، وعدم الإقدام عليه إن كانت الحاجة الشرعية غير ملحة، فليس هناك بيت خال من المشاكل، ولا يعني اختلاف بسيط مثل هذا الإقدام بلا ترو مسبق والتعجل بالزواج من غير رغبة ولا حاجة، ثم إذا أردت الزواج لا محالة فعليك بالتالي:
- الاستخارة والاستشارة.
- كثرة الدعاء أن يوفقك الله إلى الخير.
- لا تقدم على أمر أنت غير مقتنع به لمجرد خلاف فرعي، بل تقدم وأنت مقتنع بما تفعل وواضح فيما تفعل، أكرر أخي الحبيب: مقتنع بما تفعل، وواضح فيما تفعل.
أسأل الله أن يوفقك لكل خير ، وأن يرشدك إلى الطريق القويم الذي تسعد به في الدارين.