السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري الآن 23 سنة، أعيش في بيئة وعائلة جيدة - ولله الحمد -مشكلتي ابتدأت عندما كنت بالمرحلة المتوسطة، ظهر لدي الأرق والتوتر بدون سبب، فجأة بدأ معي الأرق، ذهبت وتعالجت عند طبيبة نفسية، وصفت لي حبوبا وتحسنت معها وتركتها بالتدريج، استمرت حالتي مستقرة إلى أن وصلت المستوى 3 جامعة، عاد إلي التوتر والقلق بفترة الامتحانات بشكل كبير ( مع العلم أنه يحدث لي بالأيام العادية ) أواصل أحيانا يوما كاملا، وأحيانا أكثر أشعر بالنعاس، ولكن عندما أذهب إلى النوم لا أستطيع النوم، أصبح النوم هاجسي الأكبر، دائما أفكر هل سأنام، هل سأشفى بإذن الله! هل سيستمر معي.
ذهبت إلى أخصائية نفسية حتى أعالج سلوكي وأغير من أفكاري وأسيطر على توتري، فحولتني إلى طبيب نفسي وأصبحت أراجع في عيادتين عند الطبيب وعند الأخصائية، هذا منذ سنة ونصف، الطبيب أعطاني علاج سبراليكس أخذته نصف حبة، ثم حبة بعد سنة و 4 شهور بدأ بتخفيض الجرعة إلى نصف حبة ثم بالتدريج حتى تركت العلاج نهائيا، الآن لي أسبوع تركت العلاج وبدأت حالات الأرق والتوتر بالرجوع، عندما استشرته قال لو عادت إليك ارجعي للسيبراليكس نصف حبة أو حبة، وأحاول السيطرة على أفكاري، حاولت وتدربت ولكن كلما عاد إلي الأرق أشعر بأنني فشلت وأنني عدت كما كنت.
لا أعلم هل هذا الحل الأخير لمشكلتي الاستمرار على العلاج؟ هل لا أستطيع العيش بدون علاج؟ هل يمكن أن تكون مشكلتي ليست نفسية؟ بل حسدا أو غيره! هل الاستمرار على العلاج وأنا في هذا السن الصغير سيؤثر علي عندما أكبر؟!
دائما أفكر كيف سأتزوج، وأنا الآن ليس عندي هموم لا أستطيع النوم، ماذا أفعل عندما يكون لدي مسؤوليات كثيرة، كيف سأربي أطفالي وأهتم بزوجي وأنا لم أستطع السيطرة على توتري.
عملت جلسات استرخاء وشرب حليب دافئ، ولكن لا يفيد أثناء حدوث الأرق، أشعر بالإحباط، فأنا أكتب لكم استشارتي وأنا لي يوم كامل لم أستطع فيه النوم ولو لساعة، وأشعر بالتوتر، وأفكر هل سأنام أم لا!
أرجو منكم سرعة الرد على رسالتي، فأنا في أمس الحاجة لكم بعد الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nono حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمحتوى رسالتك يشير أن لديك استعدادا للقلق، وفترة الامتحانات هي من الفترات التي قد تؤدي إلى الإشارة النفسية، وهذا ينتج عنه ظهور القلق، الإنسان لديه حلقات ضعيفة في حياته، وحين تكون هنالك مؤشرات سلبية تؤدي إلى الضغوط النفسية تجد أن مستوى القلق ارتفع لدى الإنسان الذي لديه شيء من الاستعداد للقلق، وهذا هو الذي لاحظته في حالتك.
القلق النفسي يتولد منه في بعض الأحيان ما يسمى بالقلق التوقعي، وهو ضيقة وسواسية تشغل الإنسان وتجعله يعيش في اجترارات نفسية وفكرية، وما الذي سوف يحدث في المرة القادمة، وأن القلق سوف يأتي، وأن الأرق سوف يحدث، وهكذا... وهذه الإسقاطات على النفس لها تأثير سلبي.
لذا نود أن نوضح لك أن حالتك بسيطة جدا، وأن القلق طاقة نفسية مهمة للإنسان، وعلى الإنسان أن يسعى للاستفادة منها، وأفضل طريق للاستفادة من القلق هو أن يدير الإنسان وقته بصورة جيدة، وهذا يعني أن الأربعة وعشرين ساعة التي يكون منها اليوم يجب أن تكون مثمرة في حياة الإنسان، يخصص وقتا للدراسة، ويخصص وقتا للراحة، ووقتا للعبادة، ووقتا للتواصل الاجتماعي، وهكذا... وهذه الوسيلة الممتازة جدا التي تحول القلق النفسي من قلق سلبي إلى قلق إيجابي، فكوني حريصة على ذلك.
تمارين الاسترخاء وتطبيقها ليس لها حدود، استمري على هذه الجلسات وفائدتها معروفة، وإن لم يستفد منها الشخص على الأقل سوف تمنع الانتكاسات وزيادة الأعراض النفسية.
الرجوع إلى الدواء لا بأس به أبدا، لأن عامل الاستعداد مادام موجودا فهذا يدل أن الناقلات العصبية في وضع من التحفز الشديد، وهذا ينتج عنه القلق، وهذا التحفز واليقظة والزيادة من الموصلات والناقلات العصبية لا يتم تحجيمها والسيطرة عليها إلا من خلال الدواء، ولكن أيضا بمرور الزمن يمكن أن يحدث نوع من التكيف التلقائي لهذه الناقلات والموصلات العصبية، مما ينتج عنه اختفاء الأعراض، وتأتي هذه الاستجابات الطبيعية التلقائية، فلا بأس من أن تستمري على السبرالكس، وهو دواء فعال ونقي جدا وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، وأنا أرى أنك في حاجة إلى أن تستمري عليه لمدة عام أو حتى عامين، وخلال هذه المدة حاولي أن تجتهدي في المناهج السلوكية التي تحدثنا عنها، إذن أنت لست في حاجة أن تستمري على الدواء مدى الحياة، نعم تستطيعين العيش بدون علاج دوائي، لكن ليس في المرحلة الحالية، فالاستمرار على العلاج في هذه السنة لا يؤثر عليك سلبا، على العكس تماما حين يتم ترميم خلايا الدماغ في هذا العمر عن طريق الدواء والعلاج السلوكي هذا أفضل بكثير.
مشكلتك هي نفسية في المقام الأول، وموضوع الحسد والسحر نحن نؤمن به تماما، لكن المسلم المؤمن دائما في حفظ الله ورعايته، ومادام هو في معيته وذلك بالالتزام بالعبادات والدعاء والأذكار وتلاوة القرآن، فالله سيحفظه، فكوني حريصة على ذلك.
ليس هناك ما يمنعك أبدا من الزواج، وإن شاء الله تعالى سوف تكونين زوجة ناجحة، أسأل الله تعالى أن ييسر لك الزوج الصالح الخير، وأن يجمعك به على خير، وأنا واثق تماما أن طاقاتك النفسية - وكما ذكرنا القلق أحد مكوناتها - سوف تسخر بصورة إيجابية للاهتمام بزوجك وبيتك، عليك بأذكار النوم فهي مهمة وضرورية، وعليك أيضا أن تتجنبي النوم النهاري، وأن تمارسي الرياضة، وأن لا تتناولي محتويات الكافايين مثل القهوة والشاي والكولا وغيرها بعد الساعة السادسة مساء.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على هذه الاستشارات حول علاج الأرق وقلة النوم سلوكيا 268557 - 277975 .
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.