السؤال
السلام عليكم.
أنا امرأة متزوجة منذ سنتين، وزوجي لا يتق الله في معاملتي، فهو بارد المشاعر، لا يحسسني بأنوثتي ولا يتقرب مني إلا للعلاقة الجنسية، وإذا أراد ذلك لا يبادر ويريدني أن أبادر أنا، أما بالنسبة للتعامل فأنا لا أحس بأنه يحبني، وإذا كان في المنزل لا يتكلم معي إلا للطلبات افعلي كذا وأريد كذا، وأنا أعيش في بيت أهله، أنا لم أرى منهم أي سوء، ولكن أحس إن زوجي يفضل أهله علي، وأيضا أنه مقصر في حقوقي الزوجية من ناحية جنسية ومن ناحية نظافته الشخصية، فهو لا يهتم بنفسه أبدا، ولا يتعطر ولا يستحم إلا كل أسبوع أو عشرة أيام، لدرجة أني أصبحت أكره أن أقترب منه، وحاولت التحدث معه في الموضوع لكنه لا يتجاوب، وأنا والحمد لله لا أقصر معه بأي شيء من كل النواحي ومع أهله كأنني واحدة منهم.
أنا وصلت لمرحلة لا توجد لدي أي مشاعر تجاهه، وأكرهه ولا أطيق العيش معه، وهو كثير المشاكل، ولا يسمح لي بالخروج من المنزل إلا مرة واحدة في الأسبوع عند أهلي، أنا لا أعرف ماذا أفعل؟ ساعدوني وجزآكم الله ألف خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ز.م.ك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك أختنا الكريمة في موقعك إسلام ويب ، وإنا سعداء بتواصلك معنا.
أختنا الفاضلة ما ذكرته من حديثك عن زوجك تدور المشكلة الحقيقة فيه حول عدم قيام الأخ بحقوقه الشرعية كما ينبغي أن يقوم بها، وهذا هو الذي أثر عليك نفسيا، وعلاج مثل هذا الأمر يقتضى منك جهدا أكثر في عناصر تأتي تباعا، لكن قبل ذلك نحب أن نخبرك أننا إذ نقول عن جهدك معه ندرك المعاناة التي تعانيها ونؤكد على حقك الكامل في الاستمتاع بزوجك فهذا حقك، ولذلك نضع بعض الأمور التي نرجو أن تصلحه، فصلاحه صلاح لك ولأولادك، نسأل الله أن يوفقه وأن يصلحه وإياك للخير:
أولا: بداية يجب أن تعلمي أختي الكريمة أن ما تفعليه معه أو مع أهله من خير هو في ميزان حسناتك وأن الله يأجرك على ذلك خيرا، وسيكتب في سجل حسناتك -إن شاء الله، فأكثري من هذا العطاء واجعلي نيتك في ذلك رضا الله عليك أولا.
ثانيا: من الأمور التي ينبغي أن تحرصي عليها وأن تفكري فيها وفي كيفيتها بما يتناسب مع طبيعة زوجك: تقوية الوازع الديني بداخله، فإذا قوي الإيمان بداخله وعلم أن من الظلم ترك الزوجة وعدم مراعاة مشاعرها سيردعه دينه أن يظلم، واعلمي أن الدين هو العاصم، وأن الصلاة مفتاح كل خير وتواجده في المسجد وسماعه المحاضرات والمواعظ من أهم المفاتيح إلى الوصول إلى الخير.
ثالثا: اجتهدي أن تقومي أنت بما عجز هو عليه، بمعنى إذا أتى إلى البيت قومي أنت بتهيئة الاغتسال له، وكذلك قومك بأمر غسوله بنفسك وعطريه وأخبريه أنك تستمتعين بذلك.
رابعا: امدحيه بعد ذلك وامدحي فيه رائحته وطريقة ثيابه وهندامه بعد فترات متباعدة ليس من أول مرة.
خامسا: احرصي أن تسمعيه بطرق غير مباشرة شرائط تتحدث عن حق الزوجة، أو تجلبي له من الكتب أيضا بطريق غير مباشر ما يتعلق بطريقة تعامل الزوج مع زوجه وكيفية ذلك إن كان محبا للقراءة، أو أي طريقة تصل المعلومة إليها مغلفة بقالب الدين.
سادسا: ما تحبيه منه ابدئي أنت به أولا، فمثلا أذا أردت أن تسمعي منه كلمة حب أو ود، فاذكريها أنت في وقت مناسب، فإن فعل ما تريدينه من ود فامدحي ما فعل وعظميه وأخبريه كم أنت سعيدة بهذا التغير.
وإن لم يفعل فنبهيه ولكن بطريقة هادئة.
سابعا: أكثري من الدعاء له أن يصلحه الله -عز وجل-، وأن يهديه للخير فما خاب عبد لجأ إلى ربه واحتمى به.
نسأل الله أن يصلحه وأن يبارك فيه وفيك.
وبالله التوفيق.