زوجتي تمتنع عن إعطائي الحق الشرعي، ما نصيحتكم؟

0 567

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زوجتي تمتنع عن إعطائي الحق الشرعي منذ أكثر من عامين بحجة أني أخطأت في حقها طيلة العشر سنين زواج، ويعلم الله أني صابر عليها، واتخذت معها كل الأساليب الشرعية لتقويمها إلا أني لا أجد معاونة من أي أحد من أهلها، فعندما أخبرتهم بما تفعله طلبوا مني الصبر عليها، لأن عندي منها طفلان، ولكني لا أستطيع أن أعيش ما بقي لي من عمر بدون زوجة، ولا أستطيع الصيام، وأنا متزوج قولا وليس فعلا! ولا توجد عندي الإمكانيات المادية للزواج مرة أخرى، وعندما أحضرت الحكم من أهلها في وجود والدي للإصلاح، وجدوا أنها ليس لديها الرغبة في المعيشة، ولكنها لم تعلنها صراحة، ولكن كل أفعالها تدل على ذلك، ويعلم الله أني لو أمتلك ما تطمع فيه لأعطيته لها لا لشيء إلا لكي لا تظل تلعنها الملائكة كل مساء حتى تصبح.

للعلم زوجتي مدرسة مساعد بالجامعة، وموضوع الدكتوراه الخاص بها في لغويات القرآن الكريم، وكل ما أطلبه هو معرفة كيف أتصرف معها، حتى لا أغضب الله، مع العلم بأني نصحتها وأدخلت أمام المسجد الذي أصلي فيه ليساعدني في حل هذه المشكلة، وحاولت استمالتها بالمال، فأعطيتها كل ما قالت إنها ساعدتني به أثناء حياتنا الزوجية قبل المشكلة.

أرجو الإفادة أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mostafa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يصلح زوجتك وأن يردها إليه مردا جميلا.

لا شك أن ما تقع فيه هذه المرأة من الامتناع عن زوجها إذا دعاها إلى الفراش فعل قبيح وأمر منكر كما هو معلوم، وكما ورد الحديث الذي أشرت إليه، وينبغي لك أن لا تيأس أيها الحبيب في نصح هذه الزوجة، أولا ينبغي أن تسمعها بعض المواعظ التي تذكرها جزاء التفريط في الحقوق وعقاب الله تعالى للمرأة إذا هي عصت زوجها.

وقد أحسنت أيها الحبيب حين حاولت الاستعانة ببعض العقلاء من أهلها بقصد الإصلاح، والله -عز وجل- يأجرك على هذا كله، ولكن إذا لم تجد هذه الأساليب وأصرت هذه الزوجة على الامتناع مع قيامك أنت بالنصح، ومحاولة التجمل لها والبحث عن رغبتها، مع سؤالها ومصارحتها في الأشياء التي تنقمها عليك، فهذه المرأة أمام خيارين بعد ذلك: إما أن تفتدي نفسها وتدفع إليك ما دفعته إليها من مهر كما فعلت زوجة ثابت وهي فاطمة بنت قيس حين كرهت البقاء مع زوجها فردت إليه المهر وخالعته، ولك الحق إن لم تفعل ذلك أن ترفع أمرك إلى المحكمة الشرعية لإجبار هذه الزوجة على القيام بحقوق الزوج ومنعها من الامتناع من ذلك.

هذا غاية ما نستطيع أن ندلك عليه من العمل، ولكن نحبذ لك أن تسلك ما استطعت في حل هذه المسألة بالطرق البعيدة عن النزاع والشقاق بالترغيب والترهيب، وتذكير المرأة بعظيم حق الزوج عليها، وأنها بذلك ترتكب إثما عظيما وجرما كبيرا.

لك أن تأتيها في فراشها بغير رضاها إذا لم يكن في ذلك ضرر عليها -أي لم يكن امتناعها من أجل ضرر، فلك أن تأتيها بغير رضاها- فإن هذا حق من حقوقك، ولكن إذا رأيت أن المحكمة أو القاضي الشرعي له سلطان عليها بحيث يمنعها من هذا التصرف ويلزمها بأداء حقوقك، فإنه طريق آخر يمكن سلوكه بغية الوصول إلى حل في هذه المشكلة التي أنت فيها.

نسأل الله تعالى أن يتولى عونك، ونوصيك باتخاذ الأسباب التي تعينك على التعفف إلى أن يفرج الله -عز وجل- ما أنت فيه، وأن ييسر لك الخير كله.

مواد ذات صلة

الاستشارات