السؤال
السلام عليكم.
تحية طيبة، وبعد:
أحب أن أشكركم على ما تقدمونه من معلومة واستشارات، وأسأل الله العظيم أن يجعلها في موازين حسناتكم، أما بعد:
لدي قلق ونوبات هلع على حسب كلام طبيب نفسي، وصرف لي تفرانيل وأندرال ودوجماتيل، وتحسنت حالتي -والحمد الله- لكن خفقان القلب مستمر ولي سنتان أستخدم هذه العلاجات.
قيل لي الخفقان بسبب التفرانيل، وصرت محتارا لا أعرف كيف أوقفه لأني آخذ جرعة 50 مليجرام في اليوم!
أتمنى أن ترشدني بالطريقة الصحيحة في العلاجات وأي بديل للعلاج، علما أنه يوجد لدي علاج بروزاك صرفه لي الدكتور ذات مرة ولم أكن أستخدمه.
هل البروزاك علاج للقلق ونوبات الهلع؟ وهل هو أفضل من التفرانيل؟
أتمنى أن أجد إجابة شافية وطريقة لترك علاج تفرانيل وأستخدام بروزاك بديلا له.
وشكرا لكم على ما تقدمونه لنا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاطل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فأعرف أن الناس تستعمل أسماء مستعارة كثيرا، ولا تود أن تفصح عن أسمائها الحقيقية، وهذه خصوصية نقدرها جدا، لكن لماذا اخترت لنفسك هذا الاسم؟ فأنت لست بعاطل، وحتى إن لم يكن لك عملا يمكنك أن تقدم الكثير لنفسك وللآخرين.
أن تصف نفسك وتنعتها بهذه الصورة هذا نوع من التفكير السلبي الذي يجب أن تتخلص منه، وفي ذات الوقت أدعوك وأرجوك أن تبحث عن عمل؛ لأن العمل هو من أفضل الوسائل التأهيلية لتحسين الصحة النفسية.
أرجع إلى موضوعنا الأساسي وهو نوبات الهلع أو الهرع التي انتابتك ووصف لك الطبيب الأدوية التي ذكرتها، فالتفرانيل دواء من الأدوية القديمة ولكنه ممتاز لعلاج الهلع أو الهرع، لكن جرعة خمسين مليجراما قد لا تكون كافية، فالجرعة لا بد أن تصل إلى مائة مليجرام في اليوم، لكن الإشكالية هو أنه حدث لك تسارع في ضربات القلب بالرغم من تناولك لدواء إندرال والذي من المفترض أن يخفض من هذه الضربات.
أتفق معك تماما أن التفرانيل في بعض الأحيان ربما يزيد من ضربات القلب، ولذا نعتبر أن التفرانيل ليس الدواء المناسب في حالتك، وأقول لك إن البروزاك يعتبر دواء بديلا جيدا جدا وفعالا جدا، فالبروزاك في تسعين بالمائة من الناس يعالج القلق، لكن في عشرة بالمائة من الناس قد يزيد درجة القلق خاصة في أيام العلاج الأولى، لذا أقول لك: خفض التفرانيل إلى خمسة وعشرين مليجراما، وابدأ في تناول كبسولة واحدة من البروزاك، واستمر على هذا الوضع لمدة شهر، بعد ذلك توقف عن التفرانيل بالكلية، ويمكنك أن ترفع البروزاك إلى كبسولتين في اليوم، واستمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم، وأقل مدة لهذا العلاج الوقائي هي ستة أشهر.
بالنسبة للإندرال يمكنك أن ترفع الجرعة حتى تجعلها عشرين مليجراما صباحا وأخرى مساء لمدة شهر أو شهرين، بعد ذلك خفضها إلى عشرة مليجرام صباحا ومساء، ويمكن أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله.
أما بالنسبة للسبرايد والذي يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) أنا أفضل استبداله بعقار آخر وهو الفلوناكسول والذي يعرف علميا باسم (فلوبنتكسول) لأنه متميز جدا في علاج القلق والتوترات، وهذا لا يقلل أبدا من شأن الدوجماتيل فهو أيضا دواء رائع، لكن حين نعطي الفلوناكسول مع البروزاك تكون النتائج العلاجية بديعة جدا، لذا أرجو أن تتوقف عن الدوجماتيل وتبدأ في تناول الفلوناكسول، والجرعة هي أن تبدأ بحبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناولها لمدة أسبوعين في الصباح، ثم اجعلها حبة صباحا ومساء لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
لا بد أن تركز على تمارين الاسترخاء وذلك بجانب العلاج الدوائي، وللتدريب على تمارين الاسترخاء يمكنك أن تتحصل على شريط أو كتيب أو CD من إحدى المكتبات، أو تتصفح أحد المواقع على الإنترنت. وكما ذكرت لك مرة أخرى أرجو أن تبحث عن العمل لان العمل فيه قيمة علاجية وتأهيلية كبيرة جدا.
أرجو أن تكثر من التواصل الاجتماعي، وتشارك الناس في مناسباتهم، وأن يكون لك حضور ووجود، فهذا النوع من التأهيل الاجتماعي أيضا مطلوب كثيرا.
احرص على الصلاة في المسجد؛ لأن الصلاة في جماعة فيها خير كثير جدا للإنسان، كما أن انضمامك لإحدى حلقات التلاوة سوف يفيدك كثيرا.
حالتك إن شاء الله بسيطة، وأرجو أن تتبع ما ذكرناه لك من إرشاد فيما يخص الدواء وكذلك إرشادات نفسية عامة.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.