السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 22 عاما، بدأت مشكلتي وأنا صغير كنت أعاني من نوبات الهلع من أعراضها تأتيني ليلا دقات قلب عنيفة، وتعرق شديد، وكانت هذه الأعراض مصاحبة للتأتأة؛ حيث إنني لا يمكن التحدث إلا عند تحريك عضو من أعضائي مثل رجلي.
ذهبت إلى دكتور نفسي لمدة ثلاث سنوات، في كل مرة أذهب عنده يكتب لي علاجا مختلفا عن الآخر، اختفت عندي أعراض الهلع لكن لم ألحظ تحسنا نهائيا من جانب التأتأة، تركت الدكتور وصرفت علاجا اسمه السيروكسات، وأنا الآن أتناول منه بجرعة 25مغ وضعي تحسن لكن ظهرت عندي مشاكل عندما تركت الدكتور، وهي المزاجية، والاكتئاب، والوسواس الشديد.
هل يوجد علاج للاكتئاب والوسواس والمزاجية آخذه مع السيروكسات؟ وهل تتحسن حالتي أكثر من الآن؛ حيث إن الآن حالتي في التأتأة تحسنت بنسبة 60%
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالزيروكسات دواء فعال جدا لعلاج نوبات القلق والتوتر وكذلك الهلع، لكن ربما تحتاج أن ترفع الجرعة قليلا، أنا أفضل أن تكون الجرعة العلاجية سبعة وثلاثين ونصف مليجرام؛ لأن دراسات كثيرة جدا أشارت أن نوبات الهلع تحتاج إلى الجرعة الوسيطة، أي ليست الجرعة الدنيا وليست الجرعة العالية كذلك، فسبعة وثلاثون ونصف مليجرام من الزيروكسات سوف تكون جرعة فعالة جدا، وهذه يمكن أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك ارجع مرة أخرى واجعل جرعة الزيروكسات خمسة وعشرين مليجراما، وهذه يمكن أن تستمر عليها على الأقل لمدة ستة إلى تسعة أشهر.
توجد أيضا أدوية بسيطة مضادة للقلق، ولكنها مدعمة جدا لفعالية الزيروكسات، وفي نفس الوقت تزيل -إن شاء الله تعالى- هذه الوساوس واضطراب المزاج وتحسن كل الأعراض التي تعاني منها، وإن شاء الله تعالى وضع طلاقة اللسان أيضا يتحسن كثيرا.
الدواء الذي أنصح باستعماله كمدعم يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول)، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف مليجرام - أي حبة واحدة - تناولها صباحا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة صباحا وحبة مساء لمدة شهرين، ثم حبة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناول الفلوناكسول، لكن استمر على تناول الزيروكسات كما وصفت لك آنفا.
من الضروري جدا أن تتذكر أن درجة التحسن التي حدثت لك هذه يجب أن تكون دافعا إيجابيا من أجل المزيد من التحسن؟! توجد فلسفة في الطب النفسي وهي أن التحسن يؤدي إلى المزيد من التحسن، وذلك يحدث من خلال ما نسميه بزيادة إرادة التحسن، فالحمد لله تعالى هذه خطوات إيجابية جدا، وحاول أن تتجاهل الأعراض السلبية بقدر المستطاع وتستبدلها بأفكار إيجابية.
ممارسة الرياضة بصورة منتظمة فيها خير وفائدة كبيرة جدا، كما أن التواصل الاجتماعي وإدارة الوقت نعتبرها من المدعمات النفسية الكبيرة التي تفيد الناس.
تمارين الاسترخاء أيضا ذات فائدة خاصة جدا لعلاج نوبات الهرع والهرع المصحوب بالوساوس.
أخي الكريم: طبق هذه التمارين وهي بسيطة وسهلة، وكل الذين انخرطوا فيها بجدية أحسوا بفائدتها، لدرجة أنهم يمارسونها لدرجة الإدمان، فتدرب أنت على هذه التمارين، وهذه يمكن أن يدربك عليها أخصائي نفسي أو من خلال الحصول على CD أو شريط أو كتيب أو تصفح أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة التالي: التخلص من الهلع سلوكيا (278994).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.