السؤال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أولا: أود أن أشكركم على هذا الموقع الكريم، والذي تتاح لنا من خلاله الفضفضة ومشاورة أهل الرأي.
قصتي هي كالآتي:
تقدم شخص لخطبتي, يكبرني بـ 18 سنة، ويقيم في البلد الذي أنا فيه بشكل غير قانوني، لكني وافقت عليه لسمعته الحسنة، فأنا لا يهمني شيء ما عدا الدين والخلق، وتمت الموافقة، وبعدها عقدنا القران، و تم هذا في مدة شهر تقريبا.
بعد أن قدم إلى منزلنا للعقد، و كانت هذه أول مرة يأتي إلينا، وذلك لأنه يقطن في منطقة بعيدة عنا، وتمت الرؤية الشرعية في الإنترنت، وبعد أن تعرفت عليه أكثر، وجدت أنه لا يناسبني لسبب واحد لا غير، هو الالتزام، لا أقول أنه فاسق أو ما شابه، فهو إنسان محترم من عائلة طيبة، لكن رؤيته للدين مختلفة جدا عن رؤيتي، بالرغم من أن سنه 38 سنة، غير أنه لا يحافظ على صلاة الفجر، وفي بعض الأحيان يجمع الصلاة لظروف عمله، ويصافح النساء، ويستمع للأغاني, وبصراحة لم أرض بدينه، لأنني -والله شاهد على ما أقول- منذ صغري و أنا أدعو الله أن يرزقني الزوج الصالح الذي يعينني على ديني ودنياي، وفي الآونة الأخيرة قبل أن يتقدم لخطبتي ازداد التزامي والحمد لله، ونسأل الله الثبات، وزاد إصراري على توفر شرط الدين والخلق في الخاطب؛ لأنني أرى أنه بمجرد اختيار الزوج سنختار مصيرنا الديني كيف سيكون، ونيتي أن يكون زواجي لله، يقربني إليه أكثر، لا أريد أن أرجع إلى الوراء، فأنا إنسانة وأخاف على نفسي من تأثير الوسط الذي سوف أعيش فيه، أريد أن أتعاون أنا و زوجي على أمور ديننا ودنيانا.
المهم فكرت كثيرا، وتشاورت مع أهلي، واستخرت الله أكثر، وكانت النتيجة فسخ العقد.
ارتحت كثيرا بعدها، وحمدت الله على ذلك، لكن المشكلة هي الوساوس والهواجس التي تأتيني، فمثلا أقول لنفسي أني ظلمته وأهنت مشاعره، لأننا كنا طوال فترة الملكة نتحدث في الهاتف، وكانت الأمور تجري بسلام ، حتى فاجأته بأمر الفسخ، لكن -والله شاهد- لم أكن أنوي الشر، أو أن نيتي كانت من البداية هي الفسخ، كلا والله, بل كنت أجهز نفسي للعرس، و كانت الأمور طبيعية، لكني وصلت إلى مرحلة لم أستطع المواصلة، ولم أفتح معه موضوع عدم التزامه من قبل، لأني خفت أن يتظاهر لي به، خصوصا أنه مرة أخبرني أنه لم يصل العصر والمغرب لظروف عمله فلاحظ انزعاجي، وفي اليوم التالي أخبرني أنه قبل نومه أمسك المصحف وقرأ بعض السور من القرآن الكريم.
تأتيني وساوس بأنه سيحصل لي كما فعلت له ( كما تدين تدان) و مع هذا فظني بالله حسن، وثقتي بالله كبيرة أنه سيعوضني بخير منه، لأنني تركته من أجل الله.
جزاكم الله خيرا، و لا تنسونا من صالح دعائكم.