السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو منكم الإفادة في سؤالي هذا نظرا لإحساسي فيه بظلم، وأكاد أن أقتل نفسي من ذلك الموضوع الخطير.
لي زوجة طيبة أنعم الله علي بها، ولكن في كثير من الأحيان لا تطيع أمري، وإذا طلبت شيئا منها لا تسمع كلامي، كما يصدر منها بعض الكلمات التي تسيء إلي بها.
تحب أن تفضل كلامها علي إذا قلت لا تخرجي من المنزل تخرج، أصبحت وهي كثيرة الغضب من أي شيء يغضبها، وتأخذ جانبا من المشاكل الموجودة كل يوم،
إذا أردت أن أعاتبها فيما بيننا لا تتقبل النصح، وتترك المنزل وتذهب إلى بيت أبيها.
علما أني إنسان ملتزم وكثير الطاعة لله، ولا أحب أن أضربها، ولكن أصبحت الحياة جحيما بيننا.
في يوم ضاقت بي الحياة وذهبت إلى والدها كي أعرفه بما يحدث من ابنته، وعرف أنها مخطئة في كثير من التصرفات؛ حيث أنها تطلب الطلاق مني بدون سبب أكثر من خمس مرات، فأغضب ذلك والدها وذلك من كثرة عنادها، وعدم طاعة زوجها.
عندما كان ينصحها ارتفع عليه الضغط وحملوه إلى المستشفى وإذا به نزيف في المخ، وعاش لمده 8 أيام ثم توفاه الله، وأنا كنت جالسا معه إلى آخر نفس في حياته، لأني كنت بارا به وأطعمه بيدي؟ فهل لي ذنب لما أصابه من أذى حيث لم أخطئ في حق زوجتي ولم أضربها؛ حيث قلت لها إني سوف أبلغ والدك بما يجري بيننا.
وهل الشكوى إلى والد الزوجة حرام؟ وإذا طلبت الطلاق مني ماذا أفعل؟ ولي منها ابنة وأراها لا ترضى بما قسمه الله لنا!
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amr حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهلا بك أخي المبارك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وفي زوجك، وأن يحفظكما من كل مكروه.
أخي الكريم يمكن تقسيم سؤالك إلي شقين:
الأول: هل أنا محاسب لما قمت به مع والد الزوجة؟
الثاني: هل إذا طلبت زوجتي الطلاق أوافق أم لا؟ وكيفية التعامل معها؟
أما في الأمر الأول فلا أرى أن عليك شيئا البتة فأنت إنما شكوت، وإذا ضاق صدر المرء فإن أول من ينبغي إن يلجأ إليهم بعد الله هم أهلها، وما كنت تعلم أن شكواك ستصل بهذا الوالد إلي هذا الحد، وهي أسباب، والأمر في قدر الله كان معلوما.
قد قمت بواجب الدين عليك حين أثمت بجوار والد الزوجة وراعيت الله عز وجل فيه، وظللت معه إلى أن توفاه الله، نسأل الله أن يرحمه وأن يغفر له.
أما بخصوص الزوجة فاصرف النظر عن موضوع الطلاق بالكلية، واجتهد أن ترضي هذا الوالد الذي توفي في ابنته، وأن تتحمل وتصبر فإن ذلك هو الخير بإذن الله، وأود منك عدة أمور:
أولا: اجتهد أن تفهم زوجتك، وأن تتحاور معها أكثر، وأن تشعرها بالأمان، إذا كلمتك وقالت لك ما تشاء، دعها يا أخانا تفرغ لك كل ما في جعبتها، فإن المرأة إذا خافت أو خشيت سكتت، وربما تفضي إلى من لا يحسن التصرف.
ثانيا: البيت لا يقوم على الانفراد بالقرار بل على الحوار، وإذا كان الحق معها وأنت نزلت عليه فتلك من الرجولة، ولا تنقص من قوامتك شيئا، وقد نزل النبي صلى الله عليه وسلم على رأي زوجته أم سلمة لما رأى حسن رأيها.
ثالثا: أكثر من ودها والثناء عليها، فإن المرأة بطبيعتها تحب ذلك، وهو من الأمور التي تريحك في البيت، وتؤجر عليها إن شاء الله.
رابعا: تغافل يا أخي فمن حسن سياسة البيت أن يتغافل المرء عن بعض أخطاء الزوجة، وهذا من الذكاء، سأل حكيم من العاقل: قال الفطن المتغافل.
خامسا: اجتهد في أن تتحمل أخطاءها، وحاول أن تصلح من شأنها من أجل ابنتك ومن أجلها ومن أجل والدها، فصلاحها خير لك ولها ولابنتكما.
سادسا: أكثر من الدعاء لها في الصلاة، وادع لنفسك، والزم صلاة الليل فإنها خير معين لك، سل الله دوما أن يصرف عنكما الشيطان، وأن يرزقكما الخير حيث كان.
إنا لنسأل أن يوفقكما الله لكل خير، وأن يصلح أحوالكما، وأن يهديكما إلى صراط مستقيم.