السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبلغ طفلي من العمر 6 سنوات، ويعاني من مرض فرط النشاط الزائد، ونقص التركيز، إضافة لوجود اضطراب في الغدة الدرقية، وهو ما سبب في تأخر النطق لديه وفق تشخيص طبيب عصبية أطفال، وقد بين الطبيب أن الطفل سليم من الناحية الدماغية والجسمية، وقياس محيط الرأس وفق الحدود الطبيعية، وجرى له تخطيط جذع دماغي وسمعه سليم بشكل كامل، ومنذ أن كان عمره 4 سنوات تمت المباشرة بمعالجته من اضطراب الغدة بحبة تيروكسين عيار 50 ميكرو يوميا.
بعد أن استقر وضع الغدة حيث صار عمره 5 سنوات تمت المباشرة بمعالجته لفرط النشاط بحبة ريسبيريدون عيار 1 ملغ يوميا، وبعد المباشرة بالعلاج لوحظ تحسن ملحوظ لدى الطفل؛ حيث بدأ بالنطق وتحسن سلوكه، وهو ما شجعنا لوضعه في روضة أطفال تعمل بنظام (مونتوسوري) وقد عملت هذه الروضة على تحسين تدريجي بمستواه المعرفي والإدراكي واللغوي، ولكن بقي مستواه أقل من في عمره علما بأنه يتم إخضاعه لجلسات نطق لدى إحدى الجمعيات، ولكن لا يحبها بعكس الروضة فهو يبكي عندما نأخذه إليها لأن أسلوبها يعتمد على فرض المعلومة ولا تساير الطفل وسؤالي هو:
1 - هل يحتاج الطفل لمرشد نفسي من أجل تحسين التواصل مع الذين من عمره حيث يلاحظ عليه عصبيه واضحة وعناد شديد، وخاصة فيما يخص متابعة الدروس؟ وهل يحبذ الاستمرار بجلسات النطق أم أن الروضة تكفي؟
2 – هل يحتاج الطفل لزيادة الجرعة الدوائية لدواء ريسبيريدون؟ وهل يوجد دواء أفضل لحالته؟
3 – هل يمكن دمج الطفل بمدرسة نظامية مع من في سنه كصف أول ابتدائي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالحمد لله أنه قد تم تدارك عجز الغدة الدرقية؛ لأن هذا الأمر مهم جدا، وحقيقة كثير من الأطفال انتهت أحوالهم إلى ضعف في الإدراك وتخلف عقلي وضعف التطور الارتقائي جسديا ومعرفيا وذلك نسبة لعدم تشخيص عجز الغدة الدرقية.
بالطبع النتائج الأحسن دائما إذا كان التشخيص مبكرا فهذا الطفل تم تشخيصه حين كان عمره أربع سنوات، هذا لا بأس به، ولكن كنت أتمنى لو كان التشخيص قد حدث قبل ذلك، لكن عموما ليس هنالك ما تأسف أو تأسى عليه، المهم هو الآن أن تتابع موضوع الغدة الدرقية، والعلاج التعويضي علاج مفيد جدا.
هنالك أمر مهم وهو يجب أن نلاحظ مستوى هرمون الغدة الدرقية؛ لأننا أيضا لا نريده أن يرتفع أكثر مما يجب، لأن هذا قد يزيد من نشاط الطفل وعدم استقراره وعصبيته، أنا على ثقة تامة أن الطبيب مدرك ذلك تماما.
الجانب الآخر فيما يخص فرط الحركة ونقص التركيز: إذا كان التشخيص تشخيصا مؤكدا، وهذا التشخيص له ضوابطه التي يجب أن يقوم بها المختص فعقار الرزبريادون لا بأس به لكنه ليس الدواء الأفضل، الأدوية الأفضل هي مشتقات الأنفتامينات وهي معروفة جدا للأطباء المختصين، وهي عدة تركيبات وتركيزات وكلها مفيدة، وما دام عمر الطفل قد بلغ ستة سنوات لا بأس أن يعطى أحد هذه المستحضرات.
هنالك أيضا دواء يعرف باسم (استراتيرا) هذا الدواء لا ينتمي لفصيلة الأنفتامينات، لكنه يساعد كثيرا أيضا في تحسين التركيز وعلاج علة فرط الحركة الزائد.
ما ذكرته لا يعيب أبدا الرزبريادون، ربما يكون الطبيب الذي وصف الرزبريادون كانت له رؤيا أخرى، حيث إنه أيضا حاول أن يعالج العصبية والتوتر والرزبريادون دواء متفوق جدا في علاج اضطراب المسلك لدى الأطفال، وربما يفكر أن يعطيه الطبيب أحد المستحضرات التي ذكرتها وذلك بجانب الجرعة الصغيرة من الرزبريادون.
عموما وبفضل من الله تعالى هذا الطفل قابل جدا للتأهيل، وأن نرفع من مقدراته، ولا شك أن الروضة مفيدة له تماما، ومقابلة أخصائي النطق أيضا إن شاء الله فيه خير كثير له، والأمر يتطلب منكم أيضا تحفيزه وتشجيعه والتغاضي عن سلبياته، والطفل العنيد هو طفل دائما يحاول أن يبحث عن الأمان، فأرجو أن نشعره بالأمان وذلك من خلال عدم انتقاده، وأنا أرى أن درجة معقولة من العناد لا بأس به، لأنه حقيقة يساهم أيضا في البناء الصحيح لشخصية الطفل.
لا أعتقد أن الطفل يحتاج لمرشد نفسي، فقط المتابعة مع الطبيب النفسي المختص في حالات الأطفال، أو طبيب الأعصاب المختص في حالات الأطفال، وذلك بجانب متابعة طبيب الغدد، أعتقد أن هذا هو كل الذي يحتاج له، وجلسات النطق لا شك أنها مفيدة كما ذكرنا مع شيء من الجهد في المنزل.
ليس هنالك حاجة أبدا لزيادة جرعة الرزبريادون، هذه الجرعة واحد مليجراما كافية جدا، ولكن إذا رأى الطبيب إضافة علاج آخر من الأدوية التي ذكرتها فهذا سوف يكون أمرا جيدا، وأعتقد أن الطفل سوف يستفيد من ذلك.
هنالك دواء مشهور من الأنفتامينات يعرف باسم (مثايلفنديت) ومركب آخر يعرف باسم (كونتسيرتا) وكلها مركبات معروفة لدى الأطباء المختصين.
سؤالك هل يمكن دمج الطفل في مدرسة نظامية مع من في سنه كصف أول ابتدائي؟
أعتقد ذلك، وأنا حقيقة أشجع ذلك، فهذا الطفل مما ورد في رسالتك لا أعتقد أنه يعاني من تأخر كثير، فهذا الطفل سوف يستفيد كثيرا من برامج الدمج في المدارس النظامية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، أسأل الله أن يحفظه وأن يجعله قرة عين لكم.