السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أعاني منذ أربع سنوات من خوف شديد غير مبرر، بدأ الخوف معي بنوبات متقطعة، وأصبح اليوم لا يفارقني في معظم الأوقات، مما أثر على قدرتي بمزاولة الوظائف اليومية الحياتية بصورة طبيعية وكفاءة معتادة.
والأعراض التي أعاني منها هي كالتالي:
- الشعور الدائم بالإرهاق والتعب، مع عدم استقرار عدد دقات القلب، حيث أصبحت مستقرة في 49 دقة في الدقيقة، ولكن تستقر ما بين 65 و78 عندما أنتهي من ممارسة الرياضة وبعد حين تعود كما كانت 49. مع العلم أن الشعور بالخوف لا يفارقني.
- ضيق في الصدر، حيث أشعر أن قلبي مشدود، والشعور بالاختناق أحيانا عند النوم.
- وخز وألم خفيف وضعف مفاجئ في اليدين والساقين وتعرق زائد.
- الشعور بالدوخة، وفقدان القدرة على التركيز، وشرود، وشتات دهني كامل،
واضطرابات بالتفكير.
- فقدان الشهية للطعام وحموضة شديدة في المعدة.
- أشعر بأني سأجن وأحيانا أني سأموت، وتأتيني أفكار الانتحار، وأفكر في الانعزال.
- في الشارع أشعر أني مراقب وأهرب من التجمعات والأماكن العامة كالمقهى عندما أحس بهذا الخوف.
- أتواصل بصعوبة مع الآخرين، وكثيرا ما أكون صامتا، وعندما أتحدث فكلامي غير منظم ويهرب مني، وعيناي مرتبكتان، وأحيانا أفقد الثقة بنفسي وبالآخرين، وعندما أجلس مع مجموعة لا أستطيع التأقلم معهم إلا بصعوبة.
- التردد من اتخاذ القرارات والتفكير كثيرا في الماضي مع الشعور بالذنب من أشياء عادية جدا.
- الخوف من الأكل والشرب أمام الآخرين.
- ارتجاف اليدين أثناء الامتحانات المدرسية مما ضيعني لأني أدفع الورقة فارغة وأخرج.
قرأت كثيرا عن هذا الخوف فاكتشفت أن ما أعاني منه مرض يسمى الخوف غير المبرر والخوف الاجتماعي، وأن العلاج هو التعريض، واجهت كل المخاوف ونجحت في ذلك، ولكن مشاعر الخوف لا تفارقني؛ مما أدى بي مرة أخرى للانسحاب والانعزال.
فالمرجو جزاك الله خيرا أن تشخص حالتي، وما رأيك في دواء زولفت؟ وهل هو موجود في المغرب وبدون وصفة طبية وهل له تأثير على القلب؟
جزاكم الله خيرا، وأشكركم على هذا الموقع الرائع.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ nimo حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فقد بدأت الحالة معك بحالة قلقية نسميها بنوبات الهلع أو الهرع، ومن ثم تطورت لديك المخاوف، وأخذت الجانب الذي نسميه بالمخاوف أو الرهاب الاجتماعي، وهذه الحالات متشابكة ومتداخلة، وتعتبر كلها تحت مرض القلق وليس أكثر من ذلك.
القلق كثيرا ما يؤدي إلى الوساوس، ويؤدي إلى عسر في المزاج والشعور بالكدر.
فما تعاني منه كما ذكرت لك هو في الأصل قلق المخاوف، بعد ذلك تشعب إلى الجزئيات الصغيرة التي ذكرناها، والحالة تعتبر حالة واحدة، وليست أمراضا متعددة كما يعتقد البعض.
هذا الشرح مهم؛ لأن الإنسان حين يعرف ما به نعتقد أن ذلك يمثل جزءا كبيرا في العلاج.
ثانيا: أنصحك بممارسة الرياضة، أي نوع من الرياضة، الرياضة مفيدة جدا، وتقوي النفوس قبل أن تقوي الأجسام.
ثالثا: لا تشغل نفسك بموضوع القلب، كثير من الرياضيين تكون ضربات القلب فيهم بطيئة بعض الشيء، وإن سبب لك هذا الأمر إزعاجا، اذهب وقابل طبيب القلب، وسوف يقوم بإجراء فحص لك يسمى بالهولتر، والهولتر هو عبارة عن رصد لضربات القلب خلال أربع وعشرين ساعة ينظر إليها الطبيب بعد ذلك ويحللها.
الأمر الآخر هو أن تستفيد من وقتك وأن تديره بصورة إيجابية، إدارة الوقت وعدم ترك مجال للفراغ يساعد الإنسان كثيرا في التخلص من القلق والمخاوف والوساوس.
الاجتهاد في دراستك، ويجب أن تكون لك أهداف وآمال، وتضع الآليات توصلك إلى هذا الهدف.
علاج المخاوف كما ذكرت هو التعريض والمواجهة وتحقيرها، هذا مهم جدا، وأنت الحمد لله على إدراك تام بأهمية هذا النوع من العلاج السلوكي، وأرجو أن تدعمه أيضا بتمارين الاسترخاء، وللتدرب على تمارين الاسترخاء يمكنك أن تصفح أحد المواقع على الإنترنت التي توضح ممارسة تمارين الاسترخاء.
بالنسبة للعلاج الدوائي: هنالك أدوية عديدة يمكن أن تفيدك جدا، والزولفت هو أحد هذه الأدوية، واسمه التجاري الآخر هو (لسترال) ويسمى علميا باسم (سيرترالين) وهو موجود في المغرب كما عرفت من بعض الأخوة، وهو لا يحتاج لوصفة طبية.
اسأل عن الدواء تحت مسماه العلمي وهو (سيرترالين) تناوله بجرعة خمسين مليجراما ليلا، تناولها بعد الأكل، وبعد شهرين اجعلها مائة مليجرام - أي حبتين - في اليوم، يمكن أن تتناولها كجرعة واحدة مساء أو حبة صباحا ومساء، واستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة مساء لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.
هنالك دواء آخر نعتبره دواء مدعم لمثل حالتك، الدواء يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) واسمه العلمي هو (سلبرايد) أرجو أن تتناوله بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم اجعلها خمسين مليجراما صباحا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
في حالة إذا لم تتحصل على الزولفت (السيرترالين) هنالك دواء بديل ممتاز وهو موجود في المغرب حسبما أعرف، الدواء يعرف تجاريا باسم (ديروكسات) واسمه العلمي هو (باروكستين) وربما تجده تحت مسميات تجارية أخرى، وجرعته هي أن تبدأ بحبة واحدة ليلا، وقوة الحبة هي عشرون مليجراما، تناولها بعد الأكل، وبعد شهر اجعلها حبتين في اليوم.
يفضل تناولها بمعدل حبة في الصباح وحبة في المساء، استمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة يوميا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
إذا كان اختيارك هو الباروكستين فأرجو أن تتناول معه الدوجماتيل بنفس الطريقة التي وصفناها حين وصفنا لك تناوله مع الزولفت.
لا تجزع أبدا، إن شاء الله تعالى هذه الحالة سوف تعالج تماما، أرجو أن تتبع الإرشاد الذي ذكرناه، وأن تواصل برامج المواجهة والتعريض، وأن تتناول أحد مجموعة الأدوية التي وصفناها لك، ويجب أن تلتزم في تناول الجرعة بصورة قاطعة، وأن تصبر على الدواء، وفعالية الدواء دائما تبدأ بصورة صحيحة بعد أربعة إلى خمسة أسابيع من بداية العلاج.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637 ).
العلاج السلوكي للمخاوف: ( 262026 - 262698 - 263579 - 265121).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.