تقدم ابن خالتي للزواج مني فرفضه أبي... فماذا أفعل؟

0 401

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحببت أن أعرف ماذا سأفعل؟ بدأت بالبحث حتى وجدت الموقع الرائع الذي طالما حدثنني صديقاتي عنه، وأحببت أن أطرح لكم سؤالي:

أنا فتاة في السادسة عشرة من عمري، أسكن في قرية تميل إلى الحضارة في أفكارها ومبانيها، وأنا في سن المراهقة، وأحب ابن خالي الذي بعمري والذي لا يعلم بأنني أحبه، ولكن هنالك شخص آخر ألا وهو ابن خالتي الذي كان يقطن بعيدا عنا، ولما أتى إلى القرية علمت من أخواته أنه يحبني، ولما أتى ليخطبني رفض أبي، مع أني أعلم من خالاتي وأخوالي أنه فتى جيد، ويصلي ويصوم، وما يعيبه إلا التدخين.

علما بأن أبي أيضا يدخن، والسبب الذي رفضه أبي هو أن أخواته من البنات المتبعات للموضة بشكل دائم، فهن يلبسن القصير، وهذه من الأمور التي لا يجب للفتاة أن تفعلها في أي مكان.

أنا لا أعارض لكن سؤالي: كيف أقدر أن أقنع أبي بهذا الفتى؟

علما بأن أبي شخص عصبي، وأنا أخجل من أبي وأمي أيضا بأن أفتح موضوع الزواج أو أي موضوع يخصني، وليس لي إخوة ولا أخوات كبار، فكيف أفعل؟ وهل الحب هذا جائز؟

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

لا شك أيتها البنت العزيزة أن نظر الوالد أكمل من نظرك أنت للأمور، وهو لكبر سنه وتجربته في الحياة وخبرته بمعاشرة للناس أدرى منك بالمصالح والمفاسد، ومع هذه الدراية وهذا العلم اجتمع حبه لك.

إن حب الوالد لولده أمر فطري جبلي في الإنسان، ومن ثم فهو حريص على مصلحته، وحريص على تجنيبك ما قد يضره ويضرك؛ ولذلك جعل الشرع الأب وليا للفتاة لهذه المعاني كلها ليس عبثا.

من ثم فنحن ننصحك أولا بأن لا تغفلي أو تهملي رأي والدك في الشاب الذي يتقدم لك، بل ينبغي أن تأخذي نظره مأخذ الجد، ويكون باعثا لك على التمحيص والنظر، وكون والدك يشارك هذا الشاب في التدخين هذا لا يعني أبدا بأنه يشبه والدك من جميع الوجوه.

من أهم الصفات التي ينبغي للفتاة الاعتناء بها في من تختاره زوجا لها (الخلق والدين) وهي وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) فإن دين الإنسان حين يكون صحيحا سليما يحول بينه وبين زوجته والاعتداء على حقوقها، وحسن خلقه يدعوه إلى حسن معاشرتها ومصاحبتها.

إذا كان في خلق الإنسان ضعف وفي دينه رقة فلا ينبغي للفتاة أبدا أن تستعجل الأمور، بل ينبغي أن تتريث بقدر الاستطاعة.

نصيحتنا لك أيتها العزيزة قبل أن تطرحي رغبتك على والديك أو تستعيني بمن يعينك على ذلك أن تتمهلي وتتريثي جيدا وتنظري في وجهة نظر والدك من جديد، وما هي البواعث التي جعلته يرفض، فإذا رأيت بعد استخارة الله سبحانه وتعالى واستشارة العقلاء ممن حولك من خالاتك ونحوهن، ففي هذه الحال إذا رأيت أن هذا الشاب يصلح لك فبإمكانك بأن توصلي هذه الرغبة من خلال والدتك، ويمكن أن تستعيني بخالاتك على والدتك، فتخبريها وتصاريحها برغبتك في هذا الشاب، إن لم تتجرئي على مصارحتها أنت بنفسك، فاستعيني بخالاتك لإبداء هذه المصارحة والرغبة.

حاولي أن تستعيني بأي شخص له علاقة بالوالدة كصديقاتها وجاراتها ونحو ذلك ممن لهن عندها كلمة مسموعة، وهي بدورها ستوصل هذه الرغبة إلى الوالد.

لكن نحن نؤكد ثانية أيتها الكريمة أنه لا ينبغي لك أبدا أن تعلقي قلبك بهذا الشاب وطريق الزواج به قد تكون محفوفة بالرفض والمنع، وقد لا يتسر ذلك، وأنت لا تزالين -ولله الحمد- في عافية من تعلق القلب به تعلقا شديدا، والنفس كما يقول علماء التربية: (إذا يئست من شيء نسيته) فسهل عليك النسيان ما دمت في أول الطريق، فاصرفي نفسك واصرفي قلبك عن التعلق بهذا الشاب، وإذا كان الله عز وجل قد قدر لك الزواج به فسيتيسر ذلك، وإن لم يكن قدر ذلك فاعلمي أن ما يختاره الله عز وجل لك هو الخير.

أنت لا تعلمين المستقبل ولا تدرين الغيب، والله عز وجل أعلم بما يصلحك، وهو أرحم بك من نفسك، فما يقدره الله عز وجل لك ويختاره خير لك من اختيارك لنفسك، كما قال الله عز وجل في كتابه: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

نسأل الله تعالى لك التوفيق وأن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات