خطبني رجل أربعيني، فما توجيهكم؟

0 475

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة 26 سنة، أعيش وسط أسرة مستورة الحال ومجتمع بسيط وعريض نوعا ما، متخرجة من الجامعة وغير موظفة.

تود امرأة خطبتي لقريبها، وهو من غير محارمها، لديها خلفية كلامية عني، ورأتني مرة واحدة خلال أقل من نصف ساعة، قريبها عمره (40) سنة ولم يسبق له الزواج، وهي تمدحه وتعطي له ضمانات.

أكثر ما تعجبت منه وقد أقلقني هو تأخره في الزواج لهذا السن! هل الأمر يستحق القلق أم أن هناك أسبابا مقنعة للتأخر في الزواج للرجل؟! وهل عدم اشتراط الرجل مواصفات معينة لزوجته يعني تدني مستوى الثقة لديه ورغبته في الزواج لمجرد الزواج؟ أي ليس لديه أهداف خاصة ورؤى معينة ينشدها في حياته الزوجية، من ناحيتي أنا لدي طموحات وتطلعات أود أن تتحقق ولو بدرجة أقل من العادية، لا أن تتلاشى جميعها.

لأن أبقى دون زواج أفضل من أن أتزوج لمجرد الزواج، فلدي ما أسعى له وأود تحقيقه خارج الحياة الزوجية، صحيح أن الزواج حلم لكل شاب وفتاة، لكن نريد أن يتحقق الحلم لا أن نعيش الكابوس! ولو كان الذي سيتقدم لي كامل الرجولة فما الذي يجعله يتأخر في تحقيق حلم الزواج والأبوة؟

هذا الذي أنا أنتظره، وأود ما لديكم من مشورة صادقة، ملؤها الخبرة والتجربة، وأنا مستعدة للإنصات لها مهما كانت، فلا أود سوى تبصيري والأخذ بيدي.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حديقة ورود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه.

الأخت الفاضلة: جميل أن تسجل المرأة أهدافها وتطلعاتها، وأن تكون رؤاها مبنية على واقع معاش لا على نظريات خالية، وأنت -والحمد لله- تعرفين ما تريدين وهذا أمر جيد.

إذا كان الحديث عن التطلعات المنشودة في الزواج أمرا محمودا فينبغي أن تحرصي عليه، وأن تخططي له إلا أن عليك أختنا الفاضلة ألا تنسي الواقع الذي نعيش فيه.

القول بأن البقاء أفضل بدون زوج من أن أتزوج لمجرد الزواج أمر بعيد بعض الشيء عن النظرة الواقعية، بل الزواج مطلب فطري وكذا شرعي.

أما القلق الذي يساورك، فحقيقة لا أجد له مبررا، فالسن الذي وصل إليه الرجل ليس كبيرا بالدرجة المقلقة بل ربما يكون مقبولا أو طبيعيا في بعض البلاد.

أما عن رؤاه الفكرية أو عدم اشتراطه مواصفات معينة فمن أدراك بذلك؟! فقد تكون صديقتك مدحتك أمامه مثل ما فعلت معك.

ثم يمكنك أخذ اسمه وعنوانه وإعطاء الأهل أو أحد من الأهل ليسأل عنه ويأتي بتفاصيل الأخبار عنه، أو إن كانت صديقتك من النساء الصالحات الصادقات فيمكنك ابتداء أن تسأليها عن كل ما حاك بصدرك من أسئلة، وساعتها سيزول كل لبس ورد عليك.

ليكن أول ما تسألين عنه مدي قربه أو بعده من الله، ومدى محافظته على الصلاة، ومدى خوفه من الله عز وجل، ثم بعد ذلك ما شئت من أسئلة، فالزوج إذا خاف الله وكان مراقبا له متدينا أو مقبلا على الله صادقا في ذلك فالأمر ساعتها إن شاء الله يكون ممدوحا.

أختي الفاضلة: لا أود أن تبحثي عن كل أحلامك وأمانيك في رجل واحد فقد يكون ذلك متعثرا، بل إن وجدت مع التدين نصف ما تريدين فابدئي حياتك بعد الاستخارة والاستشارة.

عسى الله أن يوفقك لكل خير وأن ييسر لك زوجا صالحا يخاف الله ويتقيه، وأن تتحقق كل رؤاك الصالحة في خدمة الإسلام والمسلمين.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات