اكتشفت أن زوجي غير مستقر نفسياً... فأريد نصحكم.

0 481

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أتمنى أن تقرؤوا مشكلتي، وأن تنصحوني أو تساعدوني، أنا متزوجة من شهر، عمري 21 سنة، زوجي عمره 47 سنة.

قبل الزواج ظننت أني على صواب باختيار زوج عاقل أكبر مني يرشدني في حياتي، تزوجت وتغربت عن أهلي، اكتشفت أنه غير مستقر نفسيا، في بعض الأحيان يكون في حالات هستيرية على موضوع تافه، كثير الكلام، ممكن أن يحكي لك قصة تدوم 3 ساعات ويحكيها أكثر من مرة.

مشاكلنا كثيرة، ومن أول شهر يهددني بالطلاق على أسباب تافهة، مع أنني أقوم بكل واجباتي في بيتي، لا أشعر بالسعادة، ولا أريد الطلاق، في بعض الأحيان أشعر باليأس، فقدت معنى الحياة، وأحس كأنني حكمت على نفسي بهذه العيشة، وسطي العائلي لا يسمح لي حتى بالتفكير بالطلاق، أفكر أن أنجب طفلا أو طفلة بأسرع وقت لأني أظن أنني عندما أرى أطفالي أمام عيني يتغير الوضع وأشعر بالسعادة.

بصراحة زوجي يشعرني بالاشمئزاز، حتى لمسه لي أكرهه، ولكنني مضطرة، أريد من يساعدني، أريد أن أشعر بالثبات النفسي، وأن تكون نفسيتي مستقرة؛ لأني أنهار بسرعة، وأظل أبكي بالساعات، أحس أيضا أنني مدمنة على الانترنت، مع أنه ليس إدمانا فأنا أستطيع أن أترك الانترنت إذا وجدت بديلا، فأنا أحس بالملل والوحدة القاتلة في بلد غريب لا أهل ولا أصدقاء.

أتمنى من الله أن ألقى ردودا تريحني، فأنا لا أستطيع أن أفكر، وأرى كل حياتي من الجانب السلبي.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ابتسام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب.

بداية نقول لك أيتها العزيزة: ينبغي أن تدركي جيدا أن الحياة لا تخلو من المنغصات، فحياة الناس – كل الناس – لا تخلو من بعض الأكدار، ولذا يقول الشاعر:

كل من لاقيته يشكو دهره *** ليت شعري هذه الدنيا لمن

ولكنك لصغر سنك ربما لا تدركين المنغصات والأكدار التي يعيشها غيرك.

كوني على ثقة أيتها الكريمة بأن السعادة شيء نصنعه نحن بأنفسنا، فسعادتنا نحن من ينتجها؛ ولذلك قال بعض الأدباء (السعادة شيء ينبعث من الداخل، ولا يستجلب من الخارج) فحسن تناولك للأمور وفهمك لها من أهم الأسباب التي تؤدي بك إلى حياة سعيدة.

مما يعينك أيتها الكريمة على التعرف على الجوانب الإيجابية في حياتك، وأنك تعيشين في إيجابيات لا حصر لها، وأنك تعيشين حياة مملوءة بالنعم، وأن أسباب السعادة تحفك من جميع جهاتك، مما يعينك على هذا أن تتذكري في أحوال الناس الذين هم دونك وأقل حظا منك، فلو تفكرت في ملايين النساء اللاتي يتمنين أن تحظى الواحدة بزوج كيف ما كان هذا الزوج، ولو تفكرت في أحوال النساء المشردات والنساء اللاتي لا يجدن عائلا ولا معينا، والنساء اللاتي قضين أعمارهن كلها تحت ضغوطات العنوسة، إلى غير ذلك من المشكلات الكثيرة التي تعيشها ملايين النساء غيرك، لعلمت أن الله -عز وجل- قد حباك بنعم عديدة، فشعورك أولا بأنك تعيشين في نعم كثيرة يدفعك إلى حب هذه الحياة، وإلى شكر الله تعالى على هذه النعم، وهذا سبب أكيد في زيادة هذه النعم وفي تحسن حالتك النفسية.

لقد أصبت أيتها الكريمة في موضوع الطلاق وعزوفك عنه وعدم التفكير فيه، وهذا دليل على رجاحة عقلك، فإن الطلاق دمار للأسرة، كما هو دمار لمستقبل المرأة أيضا، فلا ينبغي أبدا أن تلجئي للتفكير فيه، ولا تأبهي بتهديد الزوج بالطلاق، فإن هذا الأسلوب يعتاده كثير من الأزواج ولكنهم يرددونه دون الميل إلى تنفيذه وتطبيقه، ومن ثم لا تحملي هما لهذا الجانب.

ننصحك أيتها الكريمة بأن تتجنبي بقدر الاستطاعة الأسباب المثيرة لغضب زوجك، حتى لا يقع فيما تشكين منه من غضب هستيري، فربما يكون بعض الناس شديد الغضب، لكن تجنبي بقدر الاستطاعة أسباب غضبه، وبهذا ستتغلبين على هذه العادة السيئة الموجودة لديه.

كما أنه بإمكانك بأن تستغلي أوقات هدوئه وراحة باله في محاولة توعيته بآثار الغضب وكيفية توقي الإنسان الغضب إذا وقع فيه، بأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وأن يغير هيئته التي هو عليها، وحسن جدا أن تسمعيه بعض المواعظ والدروس، وهي كثيرة جدا على موقعنا وغيره من المواقع التي تعالج بعض هذه الأخلاق الذميمة، ومن ذلك خلق الغضب.

ولكنك أيتها الأخت ينبغي أن تدركي جيدا بأن هذا ليس سببا كافيا لأن تنفري من زوجك وتشعري بالبغض له والنفرة منه، فإن الناس لا يسلمون من العيوب، وكونك تستطيعين عد عيوب زوجك هذا من محاسنه، فكفى المرء نبلا أن تعد معايبه.

وأما كثرة كلامه معك فهذا جانب إيجابي فيه، لأن الزوج الذي يحب الحديث مع زوجته ويديم الساعات الطويلة بالحديث إليها، هذا سلوك ينم على جوانب إيجابية في شخصيته، كالتواضع، وحبه للزوجة، وميله إليها، ونحو ذلك من الأخلاق التي يكنها هذا الشخص التي تظهر في سلوكه هذا، فلا ينبغي أبدا أن تتضايقي، وينبغي أن تكوني عاقلة فتعطي زوجك الفرصة السانحة ليتحدث إليك ويعبر لك عن نفسه، ويشعر بذاته أمامك، فهذا مما يعزز الثقة والعلاقة والمودة بينكما.

ننصحك أيتها الكريمة بأن تحرصي على الإنجاب سريعا، فإن الأولاد عامل استقرار مهم للأسرة، وسبب أكيد في زيادة الثقة والربط بين الزوجين، كما هم أيضا سبب أكيد في عمل الجميع -الزوج والزوجة- بالحفاظ على الأسرة، وتفاني في خدمتها والقيام بمصالحها.

ننصحك أيضا أن تتعرفي على النساء الصالحات في المحيط الذي أنت فيه، وتحاولين حضور الأنشطة النافعة لهن، كحلقات تعليم القرآن الكريم ونحو ذلك، فإن الرفقة الصالحة من النساء ستعينك على قضاء أوقاتك فيما ينفع، وستجنبك الكثير من الفراغ الذي يؤدي بك إلى هذه الأفكار المؤلمة.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الذرية الصالحة ويقر عينك بها وبزوجك.

مواد ذات صلة

الاستشارات