أضرار العادة السرية بين الوهم والحقيقة؟

0 836

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا وجدت على موقع إسلام ويب في إحدى الاستشارات عن أضرار العادة السرية يتحدث فيها طبيب من هذا الموقع.

بصراحة أنا استغربت من هذا الموضوع؛ لأني سألت جميع الأطباء في جامعتنا (أنا أدرس طب) عن أضرار العادة السرية وكلهم بالإجماع قالو: ليس لها أضرار.

والعجيب أرى كثيرا من الناس المتوهمين يقولون عن قائمة كبيرة عن أضرارها.

وبصراحة لا توجد ولا دراسة عن الأضرار بل بالعكس دراسة كينسي عن العادة السرية إن ليس لها أضرار وأريد تعليقكم عن هذا وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأؤيد كثيرا مما قلته، ولكن لا يمكن استبعاد وجود أضرار للعادة السرية.

فكما وضحت وكما وضح لك الأستاذة الأطباء فالعادة السرية حملت في كثير من الأزمنة، وفي التراث معلومات كثيرة مغلوطة، ومنها أنها تسبب العمى، وفقدان العقل، وتآكل الركبتين، والعقم، ونفاذ الرصيد من السائل المنوي، وضعف الانتصاب العضوي أي تسبب تدمير لأنسجة الذكر، وقد وضحنا كثيرا هنا في هذا الموقع أن هذا كلام غير صحيح، والعادة السرية لا تسبب هذه الأضرار على الإطلاق.

ولكن من خلال التجارب العملية فهناك عدة أضرار لا يمكن غض البصر عنها ومنها الأتي:

تكرار الممارسة خاصة بشكل مفرط يسبب احتقان البروستاتا نتيجة التعرض المستمر للإثارة الجنسية دون إشباع جنسي كامل مثل ما يحدث مع الجماع، وكما يحدث في العلاقة الزوجية من قذف خارج المهبل في بعض الحالات لتجنب فقد تم توضيح أن هذا الأمر يسبب عدم الإشباع الجنسي الكامل للزوج عكس ما يحدث مع القذف داخل المهبل، وتكرار ذلك يسبب احتقان البروستاتا وهذا ما يشبه تماما مع يحدث مع العادة السرية.

وتكرار احتقان البروستاتا قد يؤدي لحدوث انتقال لميكروب مثل الاستاف نتيجة احتقان البروستاتا مما قد يؤدي إلى التهاب البروستاتا.

أيضا هناك عوامل نفسية كثيرة تتعلق بالعادة السرية، ومنها عدم وجود شريك جنسي أثناء العادة حيث تكون المتعة الوحيدة من خلال القذف فقط مما يؤدي إلى استعجال القذف مما قد يؤدي إلى سرعة القذف صحيح أن أحدث النظريات تقول أن نقص (السيروتونين) هو السبب الهام في الإصابة بسرعة القذف، ولكن الجانب النفسي المتعلق بالعادة السرية مع احتقان البروستاتا قد يزيد من هذا الأمر.

أيضا قد يؤدي الإفراط في العادة السرية لفترات قريبة من الزواج إلى نوع من الإدمان عليها مما يسبب عدم استمتاع الرجل بالجماع، ويلجأ إلى ممارسة العادة السرية نتيجة التعود منذ سنين عليها، وهذه المشكلة تسبب الكثير من الخلافات الزوجية العميقة، وهذه حالات كثيرة جدا مرت علي بشكل شخصي حيث يصعب مع الشخص الاستمتاع إلا من خلال يده، وليس الجماع نتيجة تعود المخ على هذا الأمر منذ سنين والأمر يحتاج لعلاج نفسي لعلاج هذا الأمر.

أيضا مشكلة أخرى مرت علينا كثيرا، وموجودة في الكتب وهي أن يعاني الشخص من تأخر أو عدم القذف بعد الزواج وذلك نتيجة التعود المفرط على العادة السرية بحيث لا يسبب له المهبل نفس الإحساس الموجود مع الاحتكاك مع اليد مما يسبب تأخر القذف والعجيب أن هذا الشخص بعد محاولة الجماع وعدم القذف يذهب للحمام ويقذف بمنتهى السهولة مع العادة السرية وهذا أيضا يحتاج لعلاج نفسي من خلال تمارين محددة بين الزوجين للتغلب علي هذا الأمر.

مسألة الضعف الجنسي أراها ليست عضوية على الإطلاق، وقد وضحت ذلك كثيرا، ولكن قد تكون نفسية أيضا نتيجة تأقلم المخ على مثل تك الممارسة مع حدوث التعود على نفس طرق الإثارة، وهذا ما يختلف مع الزواج والجماع مما قد يؤدي إلى إحساس الشخص بالضعف الجنسي حتى لو لم يكن سليما.

وعليك بالإطلاع على العديد من الاستشارات في موقعنا لننظر إلى التجارب الواقعية.

وفي النهاية هذا اجتهاد مني وبناء على معلومات علمية، وبعد مناقشات أيضا مع أستاذة ذكورة كبار في مصر صحيح عدد أخر منهم يؤيد كلامك من خلو الأمر تماما من أي أضرار، ولكن آخرون قد وضحوا ما ذكرته، ويبقى في النهاية أن معدل الممارسة ما بين الإفراط والإعتدال له دور غير قليل في تحديد تلك الأضرار.

في النهاية أشكرك على حرصك على توضيح المعلومات الطبية لنا وإن كنت أنا على صواب فأتمني أن تكون قد أفادتك إجابتي وإن كنت مخطئا فليسامحني الله وأدعو الله أن يرزقنا العلم النافع.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات