لدي رغبة بالزواج وبالعفاف، فكيف أتصرف وأهلي يرفضون كل من يتقدم لي؟

0 491

السؤال

بداية شكرا لكم على هذا الموقع القيم.

أنا فتاة عمري 24سنة ومن عائلة معروفة ومتعلمة, جميلة (كما يقال) وحصلت على وظيفة مميزة الكل يحسدني عليها وهذا من فضل الله, طيبة القلب لدرجة أني لا أميز بين الضار والنافع.

عندما كنت في الجامعة تقدم لي العديد من الشبان وبمواصفات جيدة فمنهم الطبيب والمهندس ومن عائلات تناسب مستوانا الاجتماعي لكن أهلي لم يوافقوا وكانوا يعتذرون لهم بأنني لم أتخرج بعد, لدرجة أنهم لا يخبروني أصلا بالموضوع وأعرف عن طريق الصدفة بحجة أنهم لا يريدون أن يشغلني شيء عن دراستي وتفوقي فقد كنت دائما الأولى على قسمي.

كنت في ذلك الوقت أعذرهم لأنني أشعر أنهم يريدون مصلحتي، وأنا أمام الله حتى بالرغم من عدم رضائي عن هذا التصرف إلا أنني أسامحهم.

بعد التخرج تقدم لي العديد من الأشخاص وفي كل مرة أمي يجب أن تضع عيبا في الشاب وكنت بالنهاية اقتنع (لأنهم أكبر مني وأدرى بمصلحتي), وآخر مرة تقدم لي شاب من عائلة ومتعلم لكن شخصيته ضعيفة وضخم الجسد وقد استخرت الله ووافقت لأنه صاحب دين وخلق لكن أهلي لم يوافقوا وكالعادة رضخت لقرارهم لأني أريد زواجا الكل يفرح لي فيه والكل يرضى عنه.

أشعر نفسي بحاجة ماسة لأعف نفسي من الناحية العاطفية أولا ثم الجسدية. أنا دائمة الدعاء لله أن يرزقني الزوج الصالح وأنا واثقة تمام الثقة بأن الله لن يضيعني فأنا والله لم أعمل في مراهقتي ما عملته باقي الفتيات في عمري فقد كنت أشعر أنني أنضج منهم تفكيرا, ولكني أشعر بأني لم أعد أقوى على الصبر، هذا الموضوع يشغل تفكيري.

أريد أن أخبركم أيضا أن بعض الشبان الذين تقدموا لي وتم رفضهم قد ارتبطوا الآن بصديقاتي, وهذا لا يعني أني لا سمح الله أحسد صديقاتي بل على العكس تماما فأنا دائما أدعو لهن بالبركة والخير، ولكن كل ما في الأمر أن ذلك يجعلني أتذكر قصة ما حصل مع كل شاب.

ودائما أتساءل هل الحلال أصبح صعبا لهذه الدرجة ؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
لابنة الفاضلة/ مؤمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فمرحبا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب.

إننا نسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.

لا شك أيتها الكريمة أن الأخذ بالأسباب هو الحزم، ولا ينبغي للإنسان أن يتكل على القدر مع تفريطه في الأسباب، فإن الله عز وجل قدر المقادير وجعل لها أسبابا، وما دام الشباب الذين يرضون في دينهم وخلقهم يتقدمون لخطبتك فنصيحتنا لك أن لا تتحرجي ولا تستحي من مصارحة أهلك بالقبول والإصرار على الزواج، فهذا حق لك شرعه الله عز وجل لك، والزواج أمر محمود، الشرع يرغب فيه ويحث عليه ويرغب بالمبادرة به، وتزويج الفتاة في سن مبكرة مما حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم.

فلا ينبغي لأهلك أن يحولوا بينك وبين الكفء إذا تقدم لك، ونصيحتنا لك أن تكوني شجاعة بمصارحتهم برغبتهم في الزواج، لا سيما أمك، وليس في هذا ما يستحيى منه أو يعاب الشخص بسببه.

ويستحسن مع هذا كله أن تستعيني بمن لهم كلمة مؤثرة على والديك كإخوانك إذا كان لك إخوان كبار أو أخوات أو أعمام أو أخوال ونحوهم ممن لهم كلمة مسموعة.

ومع هذا كله ينبغي أن تلجئي إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والاستخارة، واعلمي أن ما قدره الله عز وجل لك إلى الآن هو الخير بإذن الله، فإن الله سبحانه وتعالى يقول: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

فلا تحزني على شيء مما فات، فإن الله عز وجل برحمته وحسن تدبيره ولطفه صرف عنك ما صرف لأنه يعلم سبحانه أن في ذلك الخير.

فطيبي نفسا بقضاء الله عز وجل وقدره، ولكن كوني حازمة في الأخذ بالأسباب فيما يستقبل من الزمان، فإذا تقدم لك من يرضى في دينه وخلقه فلا تتردي في القبول به، وينبغي أن تتبعي أساليب الإقناع التي ذكرناها لك من مصارحة الوالدين بحاجتك إلى الزواج وأن الفتاة كلما تقدم بها السن قلت فرص الزواج، ونحو ذلك من الكلام المؤثر، واستعيني بمن له الكلمة المسموعة لديهم، وأكثري من دعاء الله تعالى لا سيما في أوقات الإجابة كالدعاء بين الأذان والإقامة وحال السجود وفي آخر الليل بأن ييسر الله عز وجل لك الزوج الصالح، وأحسني الظن بالله فإن الله تعالى يقول في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي).

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات