لا أملك المال لطلب الخلع منه، فهل سيطلقني القاضي؟

0 600

السؤال

أنا متزوجة منذ سنتين، ومنذ اليوم الأول من زواجي وزوجي يتعاطى الحشيش ويشرب الخمر ويتعاطى المخدرات أمامي، بل ويجر رفاقه إلى ذلك، لا يصلي ولا يصوم، ورأيته بعيني في نهار رمضان وهو يفطر على الحشيش، صبرت عليه كثيرا، بل والله حلف لي مرتين أمام أهلي على المصحف أنه لن يشرب العرق المسكر، ثم عاد إليه, يستغل خروجي ليسكر، لدرجة أصبحت لا أزور أهلي من أجله، جامعني مرة في نهار رمضان، وأنا الآن في منزل أهلي ولا أريد العودة إليه، والذي يشجعني على ذلك أننا لم ننجب أطفالا، وأهلي يقولون لي لا تعودي إليه.

ماذا أفعل؟ أعلم أن البقاء معه حرام، ولكنني لا أملك المال لأرد له المهر، وأهلي كذلك، وأخشى أن يطلب مني القاضي الخلع منه، لأنني أعلم يقينا أنه لن يطلقني بسهولة، أم تتوقع أن القاضي سيرغمه على طلاقي لأنه لا يصلي! الآن أفكر أن أعود إليه لإنهاء هذه المشاكل، ولكنني لا أريد ذلك، خوفا من المحاكم ورفضه طلاقي فأبقى معلقة.

أرجوكم ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ناديه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبا بك أختما الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يفرج عنك ما أنت فيه، ونصيحتنا لك أن تكثري من اللجوء إلى الله عز وجل بصدق واضطرار أن يجعل لك فرجا ومخرجا، وأن تحسني الظن بالله تعالى فإنه على كل شيء قدير، ولا تيأسي من رحمة الله، فإنه إذا أراد شيئا إنما يقول له كن فيكون، يهيئ له الأسباب من حيث لا تحتسبين، فأحسني الظن بالله وأكثري من استغفاره ودعائه، وتحري أوقات الإجابة كالدعاء في الثلث الأخير من الليل وأثناء السجود وبين الأذان والإقامة.

وأما عن رفع الأمر للقاضي لطلب الطلاق من هذا الزوج، فإن فراق هذا الزوج خير من البقاء معه ما دام هذا حاله، لا سيما وأنت لا تزالين في عافية من الابتلاء بالإنجاب منه، فربما كان الفراق في هذه الحالة أنفع من البقاء والاستمرار، ولكن هل سيطلب منك أن تدفعي له ما بذله من المهر في مقابل الطلاق أم لا؟ هذه ترجع إلى مدى إثبات الضرر عليك عند القاضي، وكل ما ذكرته عن هذا الزوج فإنك لن تستطيعي إثبات هذا أمام القاضي إلا بوجود البينات التي تدل على كونه شاربا للخمر وكونك تتضررين بذلك، ومن ثم فإن حكم القاضي عليه بأن يطلق لمجرد أنك تذكرين أنه لا يصلي أمر نستبعده، ولكن نصيحتنا لك أن تستشيري المشتغلين في لجنة المحاماة في بلدك، فإنهم سيدلونك على المداخل التي يمكن أن تنفعك في التخلص من مثل هذا الزواج.

وخير ما نوصيك به الصبر فإنه الحيلة عند انعدام الحيل كما قيل: (الحيلة فيما لا حيلة فيه: الصبر) وما دمت تتضررين بالبقاء معه في البيت فإن لك الامتناع من العودة إليه، وهذا ليس من النشوز إذا كان ثم ضرر عليك، وإذا رأيت أن إصلاح هذا الزوج ممكن وأنه يمكن أن يقلع عما هو عليه وكنت لا تستطيعين فراقه ولا يتيسر لك ذلك فربما كان تفويض الأمر لله سبحانه وتعالى واللجوء إليه مع الرجوع إلى هذا الزوج خير لك من أن تبقي معلقة.

نسأل الله تعالى أن يعجل لك الفرج، وأن يقدر لك الخير، ووصيتنا لك بتقوى الله تعالى وإحسان الظن به سبحانه، فإنه لن يضيع عبده المتوكل عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات