الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي مدخن قليل التدبير ويتدخل في حياة إخوانه!!

السؤال

السلام عليكم.

أنا أم لطفلين، ومتزوجة منذ ٦ سنوات، أنا في منطقة وأهلي في منطقة أخرى، وكذلك أهل زوجي في منطقة أخرى، مشكلتي أن زوجي لا يملك إدارة المال، وعند مناقشته عن الصرف يضع اللوم علي وعلى أبنائه، اشترينا بيتًا من البنك فزاد الطين بلة؛ لأنه يقتص من الراتب ٣/٤ مع أنه -للأسف- لا يقصر بشراء علب الدخان، حتى لو بقي القليل من الراتب، ولا يقصر على نفسه إذا رأى شيئًا على الإنترنت وأعجبه.

يخفي عني الكثير، ويطلب من أهله المال باسمنا، تعبت منه، وبدأت أحمل بعض مشاعر النفور منه؛ لأنه غير مسؤول، ويتكلم عن حياتنا كثيرًا عند أهله، ويحب أحاديث النساء للأسف، ويتدخل في حياة إخوانه بناء على كلام أمه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم خالد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يصلح حال زوجك إنه جواد كريم، وبعد.

قد علمنا -أختنا- أن الزوج حفظه الله وأصلحه: قليل التدبير، كثير اللوم، مدخن، ويحب التدخل في الشؤون العائلية بناًء على كلام أمه، ولنا هنا ملاحظات أيتها الفاضلة:

أولاً: أين هي إيجابيات الزوج؟ لا يعقل أن يكون رجلًا بلا إيجابيات، بل طبيعة البشر جميعًا أن فيهم الخير والشر، والصلاح والفساد، وكنا نود منك أن تذكري لنا إيجابياته لسببين:

1- أن نراه عن قرب فنستطيع أن نذكر لك الطريقة التي تجب التعامل بها معه.
2- أن تتوازن عندك النظرة إليه، فإن الشيطان دائمًا ما يضخم مشاكل الزوج أكثر مما ينبغي أن تكون عليه، في الوقت الذي يصرف الأبصار عن محاسنه ويقلل من أهميتها، وهنا تكمن المشكلة.

ثانيًا: بعض المشاكل المذكورة في دائرة الحل وليست مستعصية، ولكنها تحتاج إلى وقت ويلزم التعايش معها حتى التخلص منها.

فالتدخين وقلة التدبير، ويمكن علاجهما من خلال ما يلي:

1- الاقتناع أولًا بالمشكلة أو بوجودها وإيجاد الرغبة في التغيير، وهذا يحتاج منك إلى التودد له والشفقة عليه، والاجتهاد في إعطائه مكانته اللائقة به؛ فإن هذا يبعده عن العناد أو المكابرة، ودعينا نضرب مثلًا على التدخين، يمكننا معالجته من خلال ما يلي:
- إيصال رسائل له غير مباشرة عن التدخين وآثاره السلبية وحكمه الشرعي، ويمكنك الاستعانة بمن يحبهم أو يسمع لهم، وكذلك شيخ المسجد الذي يصلي فيه الجمعة، يمكنه أن يلعب دورًا هامًا معه، كل هذا بطريق غير مباشر.
- الطبيب الذى يتردد عليه زوجك، يمكنه كذلك أن يخيفه من خطورة التدخين.
- وضع خطة عملية له كذلك قد تكون مفيدة، كأن يقلل مما يشرب كل يوم، المهم أن المشكلة تحتاج إلى تعاون وتنوع، وهي ليست في دائرة المحال.

2- إدارة المال أو نفقات البيت: يمكنك الاتفاق معه على وضع مصروف شهري، وأنت من تتولين هذه النفقة، وبذلك يمكننا أن نتجاوز هذه المرحلة.

3- التدخل في حل قضايا أسرته ربما يكون أمرًا فطريًا، وما دام يجتهد في الإصلاح ويستمع إلى كلام أمه؛ فإننا نرجوك أن تبتعدي أنت عن هذه الدائرة، فهؤلاء أهله وهو يحاول أن يصلح، نعم لك الحق في الاعتراض في حالتين:
- أن يجور على حقوق البيت.
- أن يتجاوز حد الله في التعامل مع النساء.
فإذا ابتعد عن هذين الأمرين فالمرجو منك تركه، وإذا وقع في الأمرين أو أحدهما، فالمرجو منك بالإحسان نصحه، والتعاون معه في تجاوز مشاكله.

أختنا الكريمة: لا ندري هل القرض الذي أخذتموه بعيد عن الربا أم لا، نرجو منك التأكد بسؤال أهل الاختصاص.

نسأل الله أن يوفقك، وأن يرعاك، والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً