السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا تزوجت وكان شرطي أن أسكن في بيت وحدي؛ لأنه كان عندي ظروف، أمي تطلقت من أبي وأنا صغيرة جدا، وعشنا في بيت أهل أمي، وأمي كانت مريضة.
المهم أخبرنا أم زوجي بأني أريد بيت وحدي فقالت كلها سنة وتطلع في بيت، فوافقت وتزوجت بغرفة واحدة مع أهله.
تعرضت إلى الإهانات وأنواع التحقير فلجأت إلى ربي، زوجي كان متعلق بأمه جدا، رغم كذبها وكلامها علي، سبحان الله كل ما زدت في شكوى كل ما زاد تعلقه، وآخر المطاف أمام عينه غلطت وأهانني.
أنا الآن عندي طفلتين وحامل بالثالث، وهو يخاف من أمه وغضبها، أصبح ظالم لي، يحرمني من المادة وكل شيء لديه، تخطيطه خاطئ، معجب دائما بأمه، فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حزن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك أختنا الفاضلة، وأسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه.
وبخصوص ما سألت عنه أيتها الفاضلة، فلا يخفاك أن الطبائع تختلف في الأسرة الواحدة، فكيف إذا كانت أسر متغايرة وأعمار متباينة، إن هناك فارقا في السن بينك وبين أم زوجك، وطريقة التفكير ربما تكون مختلفة اختلافا جذريا، والغالب على أم الزوج أنها تشعر وكأن زوجته شاركتها فيه، وربما يولد هذا بعض المشاكل في البيت الواحد.
والإنسان العاقل ليس الذي يختار حياته، بل الذي يحسن اختيار أفضل الحلين وأخف الضررين، وما أنت فيه يحتاج منك أن تفكري بعقلانية أكثر، فلديك أطفال وأنت حامل في الثالث أسأل الله أن يحفظهم، وفي ذات الوقت هي أمه وواجب عليه برها والإحسان إليها مهما أساءت، وهذا لا يعني أن يظلمك أو يجور عليك، بل عليها أن يبرها وألا يظلمك، وكونه يستمع إلى حديثها في الصواب والخطأ أمر مرفوض شرعا، بل عليه أن يفعل الصواب وأن يعدل عن الخطأ دون تجاوز حق الأمومة، وأنت يا أختنا في شكواك إنما تضعين زوجك في معادلة صعبة، وكلما ازددت في الشكوى كلما زاد في عناده ومساندة أمه.
لذلك أتمنى عليك أمور عدة منها الصبر والكتمان، فلا أريدك أن تشكي أم زوجك إليه، بل عليك أن تحسني علاقتك بها ما أمكن، واعلمي أنك بذلك مأجورة من الله عز وجل، وفوق ذلك ستقل المشاكل كثيرا.
لذلك أريد منك عدة أمور:
أولا : أريد منك الاهتمام بوالدة زوجك والإحسان إليها دون انتظار مقابل منها، بل افعلي ذلك التماسا للأجر من الله عز وجل.
ثانيا: قابلي الشدة باللين، والإساءة بالإحسان، والغلظة بالحنان، واعلمي أن الإحسان سيغيرها إلى الخير ولو بعد حين، ولكنك تفعلين ذلك التماسا للأجر قبل كل شيء.
ثالثا: لا تكثري من الحديث عن أهلك أمامها حتى لا تثيري حفيظتها، بل أكثري من مدحها ومن الثناء عليها، فإن مثل هذا الأسلوب يأسر القلوب ويحولها بإذن الله إلى الخير إن شاء الله.
رابعا: أكثري من الدعاء لها وبخاصة في صلاة الليل أن يصلحها الله وأن يذهب عنها تلك الحدة التي في طباعها، فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء.
إن أسلوب اللين خير لك ولحياتك ولأولادك ولزوجك، وفوق ذلك مريح لك لأن المشاكل ستقل لكن عليك بالصبر، وأسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يهدي زوجك إلى طريق الخير.
والله الموفق.