السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من هذه المشكلة من 5 أشهر، أعاني من خوف، قلق، إحساس بالضيق، والاكتئاب، عدم الاستمتاع بأي شيء،
بسبب: ذهبت لحضور زفاف وكانت هناك فتاة مصابة بتلبس جن، ومع الرقص والأغاني أصيبت بصرع، وأخذت تتخبط وترقص وسقطت، وأخذت تصرخ، وسمعت صوت الذي يتلبسها، في ذلك الوقت أصبت برعب شديد، وخرجت من المكان وأنا خائفة، منذ ذلك اليوم وأنا أخاف من أدنى شيء، أصبحت أخاف من الأغاني، من أي صوت صاخب ، من الحفلات، اكتئاب، عدم رغبة في العيش، أصبحت أبلع ريقي طوال الوقت حتى لو لم يكن جافا، دقات قلبي متسارعة.
قرأت القرآن والرقية الشرعية وواصلت على الأذكار، ولكن فكرة التلبس أصبحت تلازمني بكل أعمالي، حتى عندما أتكلم أو أضحك حاولت بشتى الطرق أن أنسى، وأن أواجه هذا الإحساس والخوف، ذهبت لأحد الأعراس وحاولت الرقص، ولكن بمجرد وقوفي على المسرح أصبحت دقات قلبي تتسارع، وشعرت بأنه سوف يحدث لي مثلما حدث لها، أخاف من الموسيقى، أخاف من كل شيء، كل شيء حولي مرتبط بهذه الحادثة، كنت فتاه طبيعية، أشعر بضيق لم أعد كما كنت، أفتقد نفسي، أفتقد الإحساس للراحة، أكره الحياة، الخوف والقلق والاكتئاب يقتلني، التفكير بهذا الشيء أتعبني، أحاول بشتى الطرق، الآن أفكر بالأدوية، فماذا تنصحوني؟
علما بأني حتى عندما أحد يتحدث عن هذا الموضوع ترجع لي هذه الأعراض، خوف من كل شي يحاصرني، أكاد أجن.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فكثير من الحالات النفسية - خاصة حالات القلق والمخاوف والوساوس - تكون مرتبطة بمثيرات معينة، وهذه المثيرات تعتبر خبرات، والخبرات يمكن أن تكون سلبية ويمكن أن تكون خبرات إيجابية، خبرتك كانت خبرة سلبية، فما حدث لهذه الفتاة أنت وصفته بالتلبس، ولا شك أن الرقص والغناء هو بيئة ليست طيبة، وكل ذلك - أي اعتقادك في أمر هذا التلبس وما قامت به هذه الفتاة من صراخ وعويل - ومن خلال ما نسميه بالتأثير الإيحائي الذي وقع عليك بشدة وقوة وذلك نسبة لاستعدادك النفسي الذي ربما يكون غريزا ولد لديك حالة المخاوف التي أصبحت مقرونة بوساوس واضحة جدا خاصة حول فكرة التلبس.
أولا: أنا أعتقد أنك في حاجة إلى تصحيح مفاهيمك الدينية حول التلبس، وأعتقد أن التواصل مع إحدى الداعيات سوف يكون أمرا جيدا ومفيدا، بل وضروريا من وجهة نظري.
ثانيا: خوفك من الموسيقى والرقص، هذا إن شاء الله فيه خير لك، أنت لماذا تصرين على أن يكون الرقص جزءا من حياتك؟ نحن نقدر مشاعر الناس ونريدهم أن يستمتعوا بأوقاتهم، لكن هذا يجب أن يكون في حدود المتاح والمباح، والجيد والذي يساعد الإنسان من أجل تطوير شخصيته وبنائها البناء الصحيح.
فالذي يأتيك لا تحسبينه شرا خلال هذه الأعراض التي ظهرت لك، لكن أقول لك أن فكرة المخاوف أصلا لديك متأصلة، وأنت من هذا المنطلق عليك أن تقيمي نفسك وتخاطبين نفسك ذاتيا وداخليا (ما الذي يجعلني أخاف؟ أنا لست بأقل من الآخرين) وفي نفس الوقت لقطع هذا التفكير الوسواسي يجب أن تقتنعي أن بيئة الرقص والغناء والموسيقى هي بيئة مثيرة بالنسبة لك لخبرات وتجارب سالبة تدعم وتقوي المخاوف والوساوس والهشاشة النفسية لديك، لذا هنا التجنب يكون أمرا مطلوبا، وابحثي عن بدائل أفضل وأكثر نفعا وفائدة في حياتك.
لا مانع من أن تتناولي دواء مضادا للمخاوف ويشعرك إن شاء الله بالاسترخاء والطمأنينة، الدواء يعرف تجاريا باسم (سبرالكس) ويعرف علميا باسم (إستالوبرام) وجرعته هي أن تبدئي بخمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - استمري عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفعيها إلى حبة كاملة، واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، وبعد ذلك توقفي عن تناوله.
هذا الدواء دواء مفيد وفاعل وسليم ومضاد جيد للوساوس والقلق والمخاوف، كما أنه محسن للمزاج.
أنصحك أيضا بأن تطبقي تمارين الاسترخاء، وذلك من خلال اكتساب ومعرفة تفاصيل أدائها بتصفح أحد المواقع على الإنترنت، أو التواصل مع أخصائية نفسية لتقوم بتدريبك على ذلك.
أرجو أن تنقلي نفسك ووجدانك إلى بيئة أفضل، بيئة الجدية وبيئة النساء الصالحات والداعيات، وأن تفكري في مستقبلك بصورة أكثر إيجابية، وأن تديري وقتك بصورة صحيحة، هذا إن شاء الله يطور من مهاراتك الاجتماعية والنفسية، وإن شاء الله في نهاية الأمر تحسين بالرضى.
وحول حكم الأغاني وكيفية الإقلاع عن سماعها يرجى الاطلاع على: (280589 - 280738 - 233029 – 17189).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.