كيف أعود للطاعات كما كنت سابقاً؟

0 556

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي أني أحس أني مقصر مع الله في أشياء كثيرة، ولا أخفي عليكم أنني عندما كنت أبلغ من العمر 12 عاما كنت أقوم الليل وأصلي الصلوات في وقتها، أما الآن وعمري 23 لم أعد أقوم الليل ولا حتى أحافظ على الصلاة في وقتها، بل حتى القرآن الكريم لا أذكر متى آخر مرة قرأته، مع العلم أني أحب الاستماع إلى قراءة القرآن وأستمع إليه يوميا.

ولدي مشكلة أخرى أني أفعل الذنب وأتوب منه ولكني أعود إليه في اليوم التالي، فماذا أفعل؟ أريد العودة كما كنت، أرجو منكم مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم 
الأخ الفاضل/ أحمد.     حفظه الله. 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته   وبعد،،،
 
فأهلا بك أخي الكريم في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يمن علينا وعليك بلذة القرب منه .
 
وبخصوص ما ذكرت من قصور بعد طاعة ومن ابتعاد بعد اقتراب، فإن الإيمان كما لا يخفاك يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وما أنت فيه الآن من فعل الذنب ثم التوبة منه أمر طيب طالما تعود إلى الله سريعا ، غير أن التكرار مشكلة لها عواقبها فلا ينبغي للعبد أن يعود إلى الذنب الذي تاب إلى الله منه، وأن يبحث عن أسباب وقوعه في الذنب، وأن يدرس كيفية التخلص منه، فأنت أخي الكريم - وكلنا ذاك الرجل - في حرب مفتوحة مع الشيطان، وقد أقسم أن يغوي عباد الله الصالحين : (قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين).

وما دام الأمر كذلك فإني أهيب بك أيها الحبيب إلى سرعة اللجوء إلى الله والأنس به ، والإقبال على القرآن والتلذذ بقراءته ، وحتى يتم لك ذلك فأنصحك بعدة أمور :
 
1- أنصحك أخي الكريم بداية أن تقوم الليلة قبل الفجر بنصف ساعة وحدك دون أن يعلم أحد، وأن تذهب في خلوتك إلى الله عز وجل ، توضأ واركع له ركعتين في جوف الليل، وفي سجودك أطله كثيرا وابك لربك وتحدث إليه ، أخبره بكل ما خطر عليك وكل ما تريده ، هو أعلم بما فيك وما منك ، لأن ربك يحب عبده إذا أقبل عليه وتضرع إليه، واسأله من فضله العظيم أن يحببك إلى القرآن تلاوة وسماعا، وإلى النوافل تعبدا وقياما ، والله المسؤول أن يستجيب لك فهو مجيب من دعاه والتجأ إليه .
 
2- اعلم أخي الحبيب أن القلب لا يعرف الفراغ ، فإذا لم تحسن أن تشغله بالطاعات المتنوعة شغل القلب بالمعاصي عياذا بالله ، فنوع عبادتك بين ذكر وصلاة وقراءة قرآن وصلة أرحام ومذاكرة أو عمل تبتغي رضى الله به.
 
3- كذلك من الأمور الهامة أن تجتهد في التعرف على أصدقاء صالحين أكثر منك علما وتعبدا، كن معهم ، جالسهم ، تعود على اللقاء بهم فإن ذلك مما يعين على الطاعة ويساعد عليها .
 
4- التمس دعاء والديك، فإن من الدعوات المرفوعات المقبولات دعوة الوالد لولده .
 
5- اجعل لك وردا ولو صغيرا وحافظ عليه ، واحرص ألا يمر عليك يوم إلا وقد أتممت وردك على الوجه المرضي ، وإن فاتك فاحرص على أن تجمعه في اليوم التالي إذا لم يكن شاقا عليك .
 
6- لا تيأس من روح الله ولا تبتعد عن الله ، فاليأس قد قرنه الله بالكفر: {إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون} ومهما كان ذنبك كبيرا فالله أكبر منه وأكرم ، ولكن عليك أن تتعرف على نقاط الضعف عندك التي تجعل القدم تزل، وأن تعرف أسبابها ومن ثم علاجها فهذا هو المرجو منك إن شاء الله.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات مثل: أتوب ثم أعصي فكيف أستمر على التوبة:  246818 - 228333 - 293842
وكيفية المحافظة على الصلاة: 18388 - 18500 - 17395 - 24251 

وفي الختام نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يحيي قلبك، وأن يحبب إليك الطاعة، وأن يزيدك برا وإحسانا وأن يثبتك على ما يرضيك منه.
 

مواد ذات صلة

الاستشارات