تأتيني أفكار وذكريات قديمة وشرود بالذهن، وأكون حزينة، فماذا أفعل؟

0 393

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل النوم تأتيني كل أفكار وذكريات قديمة وهموم وأبدأ بالبكاء، أنا إنسانة كتومة جدا، وهذا الشيء أصبح يتكرر بصورة مستمرة، وأحيانا أثناء النهار أشرد وأبدأ بالتفكير غالب يومي، وأكون حزينة، أحاول أن لا يشعر الآخرون بهذا الشيء، وأتمنى المساعدة، وأنا عمري 21 سنة من الشام ومخطوبة.

وشكرا للمساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن وقت قبل النوم دائما هو وقت انقطاع الإنسان مع نفسه، والبعض يبدأ في تذكر بعض الأشياء واجترار الذكريات، وقد يدخل أيضا في شيء ما نسميه بأحلام اليقظة الإيجابية أو السلبية، وهذه يعني أنها اجترار ذكريات وآمال مستقبلية وهكذا، هذه تعتبر ظاهرة عادية لدرجة كبيرة، لكنها تزداد عند الذين لديهم درجة عالية من القلق، وأنت يظهر أن لديك درجة عالية من هذا القلق، وما يأتيك من شرود في التفكير والتركيز في أثناء النهار هو دليل على وجود هذا القلق البسيط -إن شاء الله تعالى-.

إذا حالتك ليست حالة مرضية، إنما هي ظاهرة قلقية وهذه يجب أن لا تسبب لك شاغلا.

أنصحك بممارسة بعض التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة؛ لأن الرياضة تزيل الأفكار القلقية وتجعل الجسم وكذلك العقل في حالة راحة واستقرار.

ثانيا: دائما حين تذهبين إلى الفراش إلى النوم ابدئي بتذكر أشياء طيبة وجميلة في حياتك، اقرئي موضوع خفيف ولطيف، وعليك بالحرص على أذكار النوم مهمة جدا.

كما أني أنصحك بتطبيق تمارين الاسترخاء خاصة قبل النوم، وهذه التمارين تمارين بسيطة جدا، وأنت مستلقية على الفراش أغمضي عينيك، افتحي فمك قليلا، فكري في حدث سعيد، بعد ذلك خذي نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، أمسكي الهواء قليلا في صدرك، ثم بعد ذلك أخرجي الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم، كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية خاصة كما ذكرت لك قبل النوم، ويا حبذا لو طبقته أيضا مرة واحدة في أثناء النهار ولذلك لمدة أسبوعين أو ثلاثة على الأقل.

التخلص من الفكر السلبي ضروري جدا، وأنت لديك الكثير من الإيجابيات في حياتك، فأنت في بدايات سن الشباب، وأنت -الحمد لله تعالى- مخطوبة وطالبة جامعية، وأمامك -إن شاء الله- مستقبل مشرق، ولديك أشياء جميلة وطيبة في حياتك، فحقري الفكر السلبي، واستبدليه بالفكر الإيجابي.

أخيرا: رأيت أنه سيكون من المفيد لك أن تتناولي أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق والتفكير التشاؤمي، الدواء يعرف تجاريا باسم (زيروكسات) واسمه العلمي هو (باروكستين) هذا الدواء يمكن أن يكون تحت مسميات تجارية مختلفة في سوريا، فاسألي عنه تحت اسمه العلمي الذي هو (باروكستين).

أنت في حاجة لجرعة صغيرة جدا، ابدئي بنصف حبة، تناوليها يوميا ساعتين أو ثلاثا قبل النوم، وهذا لا يعني أن الدواء منوم، أبدا، الدواء ليس منوما لكنه استرخائي.

استمري على هذه الجرعة لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم إلى نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أؤكد لك أن الدواء دواء سليم بسيط غير إدماني، لا يؤثر على الهرمونات النسوية، تنظيم الوقت بصورة صحيحة مهم جدا، وتجنب النوم النهاري أيضا مهم، والإنسان حين ينظم وقته بصورة صحيحة يجد أنه قد قام بفعل الكثير الذي ينفعه وينفع الآخرين، وهذا الشعور بأنك قد قمت بأعمال قيمة -إن شاء الله تعالى- يحسن من دافعيتك للمزيد من الإنتاجية والمزيد من الإيجابية، وهذا في حد ذاته يعتبر أمرا جيدا.

أسأل الله لك التوفيق والسداد والصحة والعافية، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات