زميلتي زوجها يريد أن يطلقها ليتزوجني، فهل ظلمتها بحبي له؟

0 409

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا أشكر كل القائمين على هذا الموقع ذو النفع، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الأمر أنني تعلقت بزميل لي في العمل وهو أيضا يبادلني نفس الشعور، لكنه متزوج ولديه طفل وأنا أعرف زوجته، وتربطني بها صلة طيبة، وكان تعاملي معه طوال الوقت كأنه أخ لي وهو أيضا، -سبحان الله- وجدت تجاهه ألفة غريبة وكأنه من أقاربي المقربين فعلا، ولأننا نعمل معا والتواصل بيننا طوال اليوم تقريبا حدث أن زادت هذه الألفة وتطور الأمر للابتلاء بالحب.

في البداية أحسست بالخوف وشعرت كأني وقعت في ذنب كبير، فكيف أشعر تجاهه بهذا وهو متزوج ولديه طفل وابتعدت عنه قدر الإمكان، ولكن لظروف العمل عدنا للحديث مع بعضنا مرة أخرى وأصررت طوال الوقت على تأكيد أننا أخوة وخاصة أن أيا منا لم يصرح للآخر بشيء، لكن مع الوقت تطور الأمر منا مرة أخرى وصارحني برغبته في الزواج مني.

لكن كان العائق هنا زواجه حتى أن الأمر وصل إلى تفكيره في تطليق زوجته كي نتزوج، وكنت كلما صارحني بهذا طلبت منه أن لا يتسرع وأن يحاول الإصلاح بينه وبين زوجه؛ لأنه أخبرني بأن الأمور لا تسير بينهم جيدا، حتى من قبل أن يقع في صدره شي تجاهي وقد تحدث معها أكثر من مرة كي تهتم أكثر، وعلمت زوجته بما بيننا وزاد الخلاف بينهم خاصة بعد تدخل بعض من المعارف المشتركين وإخبارهم لها بكلام باطل زاد من شعورها السيء تجاهي وتجاه زوجها، والله أعلم بأن ما اخبروها به ليس به أي جانب من الصحة ولم ينطق به لساني أبدا.

وابتعدت عنه مرة أخرى وكنا قد ابتعدنا عن بعضنا البعض عدة مرات، ولكن كان يحدث كل ما يعيدنا للحديث مع بعض حتى أننا حاولنا إقناع بعضنا بأننا شر لبعضنا البعض ولكن -سبحان الله- بسبب هذا الإحساس كنا نتلمس سبل التقرب إلى الله أكثر وأكثر خوفا من غضب ربنا وسخطه علينا.

والآن بعد استشارتنا لأهل العلم في أمرنا وما الحل لنا أشاروا علينا بأن الحل هو التعدد، وأنا موافقة اقتناعا مني بأنه إذا كان قدر ربنا لي أن أكون له زوجة فسوف يكون، وإن لم يكن هذا ما قدره لي ربي فلن يتم الأمر، علما بأني استخرت ربي كثيرا بشان زواجي منه وسبحان الله كنت دائما اشعر بالاطمئنان والثقة بأنه من قدره لي ربي والله أعلم.

فهل في الأمر منذ البداية ظلم لزوجته، وكيف أتبرأ إلى الله من هذا الظلم؟

وهل وقع منه ظلم في حقها، وما السبيل للتوبة من ذلك؟

علما بأن غضبها لم يزداد إلا بعدما استمعت لتلك الوشايات الكاذبة التي أوغرت صدرها أكثر وأكثر.

أفيدوني بالله عليكم أفادكم الله، فالخوف في قلبي يزيد من لقاء ربي وإنا ظالمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب ونسأل الله الكريم البر الرحيم أن يوفقك لكل خير وأن يصرف عنا وعنك الضر والمكروه.

الأخت الفاضلة بداية أحب أن أقف معك عدة وقفات:

الوقفة الأولى: لا يخلو بيت قط من مشاكل حتى بيت النبوة حدث فيه ذلك.

ثانيا: الاستماع من طرف واحد ظلم والحكم بعد الاستماع ظلم آخر.

ثالثا: ما كان يحق لك وأنت الأخت الفاضلة المتدينة أن تسمحي لمثل تلك العلاقة أن تمتد، سيما وأنت تعلمين أن الشيطان يفرك بين الزوج وزوجته، أي يبغض كل طرف إلى الآخر، ولقد كنت دون أن تشعري أحد هذه العوامل، لأنه يشكو لك وأنت تستمعين ويتحدث متلذذا إليك والشيطان يعمل دوره في هذا الأمر، حتى وصل به المقام إلى محاولة هدم بيته وتشريد ولده، ولم يجد منك صدا منيعا يحفظ للصداقة حقها، وللبنوة مكانتها، بل قلت: لا تتسرع، وهي كلمة تعني الموافقة الضمنية.

رابعا: -أختي الفاضلة- أريدك أن تضعي نفسك في مكان هذه الأخت وعندك ولد هل كنت تقبلين بما حدث، ولا تبرري الأمر بأنها أساءت إلى زوجها ولم تحسن إليه، فإنك سمعت من طرف وربما الأخت لو أخبرت بما عندها لظهر أمر آخر.

خامسا: هل فكرت بمصير هذا الطفل إن حدث بينهما طلاق، وهل تظنين -أيتها الفاضلة- أن لو حدث زواج على انهيار أسري هل يدوم سالما، أتصور الأمر يحتاج إلى مراجعة جادة منك.

سادسا: أرجو أن لا يغضبك حديثنا فأنت سألت والمستشار مؤتمن، وأنت أختنا ولا بد من النصيحة، أنت لا زلت صغيرة وتستطيعين بناء حياة مؤسسة على الوفاء لا غيره، وعلى الوئام لا الفراق، فأنصحك ألا تكوني أنانية التفكير أو عاطفية المزاج، الأمر يتعلق بأسرة والأمر جد خطير.

تواصلي مع صديقتك في حوار هادئ مفتوح، وحدثيها حديث الأخت لأختها المشفقة الحريصة عليها وعلى ولدها، وإن كانت ثمة عيوب فيها فأرشديها بطريقة هادئة، ودعي البيت كما هو، فإن تيسر أن تتزوجيه مع زوجته فليكن الأمر بطريقة سليمة لا تعرف الغدر، وبطريقة واضحة لا تعرف الالتواء، وبطريقة عادلة لا تعرف الحيف أو الجور.

وإلا فانسحبي ولا تكوني معول هدم بحق أسرة مسلمة، ومن ترك شيئا لله عوضه الله، وفقك الله ورعاك وثبت على طريق الحق خطاك.

هذا ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ومن الله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات