لدي غيرة شديدة على أخي وعلى صاحبتي، ماذا أفعل؟

0 420

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شخصية أغير على الذين أحبهم بطريقة شديدة، وهذه الغيرة تتعبني جدا قبل أن تتعبهم لأني أصبحت مخنوقة بسبب غيرتي الزائدة، فأختي وصاحبتي -وهي أختي لم تلدها أمي- اشتكت من تضييقي لها بالاهتمام والغيرة، فعندما تمت خطبتها أصبحت أغير عليها بشكل فضيع، وأنا غير راضية، ولكن غصبا عني ولا أعرف لماذا أفعل ذلك؟

أنا تعبت وأتعبتها معي حتى أصبحنا لا نتكلم مثل سابق عهدنا، وكل وقت نتشاجر، لدرجة أنها قررت أن لا تتحدث معي، وقالت لي إنني أنا السبب في ذلك، أنا لا أعلم كيف أبعد عن الغيرة الشديدة عليها، وعلى أخي الذي أغير عليه من خطيبته.

أنا البنت الوحيدة في وسط 3 أولاد، وصاحبتي هذه كانت بالنسبة إلي صاحبتي وأختي الكبيرة، بالرغم من أننا في سن واحدة، وهي أكبر مني بسبعة شهور تقريبا.

صاحبتي متأكدة أنني أحبها كثيرا، وتقول لي أنت خربت علي فرحتي، وأنا لا أشعر بالفرح بسببك.

أنا تعبت وقررت أبتعد عنها حتى لا أكون السبب في تنقيص فرحتها، وحتى لا أتعبها أكثر من كذا، أنا زهقت من نفسي.

أنا أتمنى أغير من حالي وأعقل، لكنني لا أعرف كيف، أحيانا أشعر أنني إنسانة شكاكة، تأتي داخلي هذه الفكرة، فأحزن وأمتنع عن الأكل، وأنا بصراحة أشعر أنني أختنق من الذي أفعله، أتمنى أن تردوا علي بسرعة ولو على الإيميل لأنني بصراحة أشعر أن حالتي هذه ستوردني المهالك.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.

فهذه السمات التي تتسم بها شخصيتك وهي متعددة ومنها الغيرة ومنها القلق وعدم محبة الذات، وعدم الثبات على مزاج واحد، هذا النوع من المشاعر المختلطة يكون سببه درجة بسيطة في اضطراب الشخصية.

واضطراب الشخصية قد يكون شديدا أو متوسطا أو بسيطا، وهذا النوع الذي تعانين منه هو من النوع البسيط المختلط، واضطرابات الشخصية من هذا النوع يعالج:

أولا: من خلال أن الإنسان يجب أن لا يتمنى ما لا يرضاه لنفسه لا يتمناه للآخرين، وهذا مبدأ مهم جدا.

ثانيا: حين تسيطر عليك هذه الأفكار من حيث الغيرة عليك أن تكثري من الاستغفار وتذكر الموت دائما من الأشياء المفيدة جدا للإنسان ليتخلص من شوائب النفس، خاصة الغيرة والحسد، فكوني حريصة على ذلك.

ثالثا: مساعدة الآخرين وذلك من خلال المشاركة الفاعلة في الأعمال الخيرية، أيا كان نوعها، يروض نفس الإنسان ويبعده عن الغيرة ويجعله يتواصل مع الآخرين بتقدير واحترام وأن يتمنى الخير لهم.

رابعا: مفهوم الصداقة يجب أن يقوم على الاحترام قبل كل شيء، بعض الناس تجدهم متعلقين ببعضهم البعض بصورة جوفاء جدا لا تجد احتراما حقيقيا، والاحترام الحقيقي يجعلك تعذر الناس في الأمور التي تختلف معهم فيها، وتؤيدهم وتساندهم فيما تتفق معهم فيها، هذا مبدأ طيب وجميل، وأرجو أن يكون هو المحرك لتفكيرك.

خامسا: عليك أن تجاهدي نفسك وأن تدعو الله تعالى أن يطهر نفسك من هذه الشوائب، هذا مهم، الإنسان لا يترك الأفكار السلبية لتسيطر عليه، بل يقاومها ويحقرها، ويستبدلها بفكر مخالف، ويدعو الله تعالى أن يعينه على الخير.

سادسا: وجهي طاقاتك نحو ما هو أفيد، -كما ذكرت لك- الانخراط في العمل الخيري، القراءة، مساعدة الآخرين، زيارة الأرحام، كل هذا يجعل المنظومة القيمية لديك جيدة وممتازة.

سابعا: عدم الاستقرار النفسي خاصة حين تكون مبنية على خلفية فيها شيء من اضطراب الشخصية يكون هنالك أيضا درجة متوسطة من القلق المصاحب، لذا تناول دواء مثل موتيفال سيكون مفيدا لك، وهذا الدواء بسيط وهو متوفر في مصر، ولا يتطلب وصفة طبية، فأرجو تناوله بجرعة حبة واحدة في المساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناوله.

ممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، أيضا فيها خير كثير لك.

وأخيرا أقول لك: لا بد أن تضعي لنفسك هدفا في الحياة، أهدافا معقولة، أهدافا نبيلة، وتسعي لتحقيقها، وذلك من خلال إلزام نفسك على التنفيذ.

إن التنفيذ الجاد لما تريدين الوصول إليه هو وسيلة أيضا من وسائل تهذيب النفس وإشعارها بقيمتها، وهذا يساعد كثيرا على نضوج وتطوير الشخصية وتنقيتها وتصفيتها من الشوائب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات