السؤال
السلام عليكم.
أشتكي من خوف شديد منذ الصغر من كل شيء حولي؛ فقد كانت تربيتي قائمةً على التخويف، والضرب على الوجه، والتهديد، والسخرية، وعدم التصديق إذا اشتكيت من أمر لا أقدر على فعله، ولم أتلق القدر الكافي من الحنان والحب؛ مما ولد عندي مشاعر سلبية: من كره، وغل، وحقد، وحسد تجاه كل من آذاني نفسيًا، ودمرني، فأصبحت فاقد الثقة في نفسي، كارهًا للحياة وللعمل، ليس عندي شغف أو هدف في الحياة.
لم أجد من يفهمني، أو يترفق بحالي، ومما زاد من تعبي النفسي أنني في مقتبل العمر، اجتهدت في تحصيل الرزق من كل جوانبه، ولكن لم أحرز من الدنيا إلا ما يسد الرمق -والحمد لله-، ولكن ما زاد من ألمي النفسي أن من حولي يراني مقصرًا، وما يؤلمني أكثر أنني لا أستطيع الدفاع عن نفسي من شدة الخوف والهلع، حتى أن قلبي يكاد ينخلع خوفًا بصورة دائمة؛ فتجدني دائم القلق، والاضطراب، وتعصف بي الوساوس والمخاوف.
أنا أصلي -بفضل الله-، وأقرأ القرآن، ولا أستطيع دفع ما بي، عندي غليان مستمر في جسمي، وكره لكل من آذاني، ولم يطيب أحد منهم خاطري، وقد وصف لي أحد الأطباء دواء (انفيجا ساستينا)، فهل ترون أنه مناسب لحالتي؟ وهل إذا رحلت عن البلدة لأنسى أحزاني، فهل سيكون ذلك حلاً؟
لا أستطيع النوم بسبب ما يسيطر على عقلي من تفكير، وجسدي من التعب.
أنا غير قادر على المسامحة والنسيان، كما أنني خائف من لقاء الله وأنا على هذه الحالة.
كما أنه لو مر علي أحدهم في الطريق بسيارته، وسلم سلامًا فاترًا، أو تجاهلني، شعرت بعدها بضيق شديد، وإهانة، وكأن قلبي منكسر بالمعنى الحرفي للأسف.
لقد مررت بصدمات نفسية عديدة؛ بدايةً من الأب، والأخ الأكبر، والزوجة، والأخوات، وكل المقربين، فقد أتعبوني، رغم أني لا أنكر مساعدتهم المادية لي، ولم أستطع ردها بسبب فقري، ولكن مع المساعدة كان الضرر.