لا يوجد أي تواصل بيني وبين زوجتي، فهل أطلقها أم أستمر على هذا الحال؟

0 509

السؤال

متزوج منذ خمس سنوات على حب، ولي بنتان، مشكلتي أنني أصبحت لا أجد أي تواصل بيني وبين زوجتي من أي نوع كان ولا أدرى ما السبب؟ أريد أن أطلقها لأتركها تبدأ حياتها من جديد، لكن محبتي الشديدة لبناتي تمنعني من أن أفعل ذلك.

نحن الآن نعيش في هدوء تام لا يسمع فيه إلا صوت التلفزيون، وكلامنا مع بعضنا البعض لا يكون إلا في ضروريات البيت.

السؤال: هل أستمر على هذا الحال؟

خاطبتكم لعلي أجد من ذوي الخبرة فيكم من يرشد إلى علاج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أيها الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يديم الألفة والمحبة بينك وبين زوجتك.

أصبت أيها الحبيب كل الإصابة حين أمسكت عن الطلاق ولم تتسرع في الإقدام عليه، فإنه ليس الخيار الأمثل، فإنه أبغض الحلال كما جاء في الحديث وأنت تعرف ذلك، وقد زهد الله -سبحانه وتعالى- في الطلاق بأكثر من أسلوب، ورغب في الإصلاح بين الزوجين والحفاظ على الأسرة بقدر الاستطاعة، وكانت وصية الله تعالى، ووصية رسوله -صلى الله عليه وسلم- لكل من رغب عن زوجته أن يمسكها ما دام يقدر على ذلك.

ومما يزيد الأمر تأكيدا أيها الحبيب أنك محب لزوجتك وهي كذلك، وأن حياتكما بدأت على الحب، فلا ينبغي أن يكون العارض الذي عرض من الملل والزهد في الزوجة سببا داعيا لتقرير الفراق في هذه اللحظات، وهذه الحال التي أنت فيها -أيها الحبيب- يمكن أن تعالج إذا أخذت بالأسباب المعينة على ذلك، وأول هذه الأسباب: أن تبحث بجد عن السبب الذي دعاك إلى هذا الشعور وأن تعيش هذه الحالة: هل هو شيء من قبلك أنت؟ أو شيء من قبل زوجتك كأن تكون مللت منها بسبب عدم اهتمامها بتجملها لك، أو لغير ذلك من الأسباب من قبلها، فينبغي أن تبحث عن سبب المشكلة بجد، فإن معرفة السبب أهم خطوات الحل والعلاج.

ثم هناك أمور أيها الحبيب معنوية ينبغي أن تخاطب بها عقلك، وهي كفيلة -بإذن الله سبحانه وتعالى- للقضاء على هذا الشعور بالسآمة والملل، أول هذه الأمور: أن تحاول دائما -أيها الحبيب- أن تتذكر الجوانب الإيجابية في الزوجة، وهي بلا شك كثيرة ومتعددة، فإذا دعاك إلى العزوف عنها شيء فإنه سيدعوك إلى التعلق بها أشياء كثيرة، وهي وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد قال: (لا يفرك -أي لا يبغض- مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر).

فأنت بحاجة أيها الحبيب أن تكلف نفسك تذكر كل الإيجابيات الموجودة في زوجتك، ولو أن تكتبها أمامك في ورقة، وتحاول أن تذكر بها نفسك على الدوام، فإن هذا داع أكيد إلى أن تتجدد في نفسك مشاعر المحبة والتعلق بهذه الزوجة.

الشيء الثاني: كلف نفسك أيها الحبيب بالتجديد في حياتك مع زوجتك، فكلف نفسك أن تخرج معها، وأن تعيش بعض اللحظات خارج البيت وخارج جو البيت الذي أصابك بما أصابك من الكآبة، وصارح زوجتك بأنك بحاجة إلى أن تجدد في حياتك وحياتها، فتحاول هي أن تغير من نمط الحياة معك، وأن تجدد في هيئتها أمام عينيك، فإن هذا كله داع -بإذن الله سبحانه وتعالى- إلى تغيير الشعور الموجود في نفسك.

ومما نوصيك به -أيها الحبيب- أيضا: التحصن بالأذكار الشرعية، لا سيما الأذكار المؤقتة كأذكار الصباح وأذكار المساء، وأذكار النوم والاستيقاظ منه، وكذا دخول الخلاء والخروج منه، فإن هذه الأذكار تنفع -بإذن الله سبحانه وتعالى- مما نزل للإنسان ومما لم ينزل، وأن تقرأ الرقية الشرعية لنفسك، فإنه لا يبعد أن يكون هذا نوع من تسلط الشيطان على القلب وعلى النفس ليحاول إيجاد الفرقة والبغضاء بين الزوجين، وهي أعظم غاية يحاول الشيطان الوصول إليها.

وحاول كذلك أن تنصح زوجتك بمثل هذه النصائح، وخير ما نوصيك به بعد ذلك تقوى الله -سبحانه وتعالى- وكثرة اللجوء إليه أن يصلح حالك كله، وأن يحبب إليك زوجتك ويحببك إليها، فإن الدعاء -بإذن الله سبحانه وتعالى- سبب أكيد في الوصول إلى المقاصد المحبوبة.

نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح شأنك كله، وأن يقدر لك الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات