السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريدأن تساعدوني باستشارة، وأرجو الرد عليها بسرعة، خطبت لرجل لمدة ثلاث سنين، وفي السنتين الأولى كان هذا الرجل لا يهتم بي، يحسسني أني مثل أخته، ولكن في السنة التي بعدها أصبح أفضل، مع العلم أنه كان متعقدا من الفتيات، وهو كان متدينا، وعندما كان يأتي إلي كان يأتي في ساعة متأخرة، ووعدني أنه بعد الزواج سوف يأتي إلى المنزل في وقت أبكر، وفي ليلة الزفاف لم يكن هناك نوع من الرومانسية، وأنا من النوع البارد، ولم نكن متفقين من الناحية الجنسية؛ لأن أسلوبه لم يكن يعجبني، وبعد شهرين أصبحت حاملا، وبعدها وحتى هذه اللحظة لم يجامعني زوجي أبدا، وعمر طفلي عشرة أشهر، مع العلم أني لم أقصر في نفسي -والحمد لله- أني جميلة، ولكن زوجي لا يشعرني بشيء، وبعد محاولات صار زوجي يتقرب إلي ولكن المشكلة أني أصبت بعقدة منه، ولا أحب أن يقترب مني، والحياة الجنسية تؤثر على الحياة الزوجية والاجتماعية.
لماذا لا ينظر إلي زوجي؟ أرى نظرات من الخارج ولا أراها من زوجي، وغير ذلك طول حياتنا لم يضح من أجلي بشيء، ولم يقف معي موقف محب لزوجته، دائما يقف ضدي، أهله لا يحترموني، وهو ضعيف أمامهم، ممنوع أزعل أو أعصب أو أحتج، فماذا أفعل أرجوكم انصحوني؟
أهله يتدخلون بخصوصياتنا، وعندما أطلب منهم عدم التدخل تنشأ خلافات بيني وبينه وبين أسرته، مع العلم أنا أعيش مع العائلة، ومعظم المشاكل بسبب أهله.
انصحوني أرجوكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
فمرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى أن يصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يديم الألفة والمحبة بينكما.
نحن نحس وندرك أيتها الأخت مشاعر النفرة التي تعيشينها من زوجك، ولكننا في الوقت ذاته ندرك -أيتها الأخت- أن الشيطان يسعى جاهدا لأن يضخم في نفسك ما يزيد هذه النفرة، فإنه يسعى جاهدا للتفريق بين الرجل وزوجته، وهذا غاية ما يتمناه، لهذا نحن ندعوك وننصحك نصيحة من يحب لك الخير ويتمنى لك السعادة أن تجاهدي نفسك في التغلب على هذه المشاعر التي تجدينها في نفسك، وقد تكونين معذورة في ذلك، ولكنها والاسترسال معها ليست الحالة التي ينبغي أن تعيشيها، ومن ثم فخذي نفسك بالجد والحزم لتحاولي التغلب على هذه المشاعر، ومما يعينك على ذلك أمران مهمان:
الأمر الأول: التفكر في الجوانب الإيجابية في زوجك، وأنت عند الإنصاف لا شك أيتها الأخت أنك ستجدين جوانب إيجابية كثيرة في هذا الزوج، ربما تتعامين عنها حين تجدين في نفسك الغضب منه بسبب تقصيره في حقك، ولكن عند تلمس هذه الجوانب الحسنة فيه ستجدين فيه الشيء الكثير، ومن ذلك ما ذكرته عنه من تدينه وعدم رغبته في الفتيات، ونحو ذلك من الجوانب الإيجابية في الزوج، فمثل هذا الزوج جدير بأن يقصر نظره وطلبه وهمته على زوجته.
والأمر الثاني: الذي يعينك على التغلب على هذه المشاعر: التماس العذر لزوجك في جانب الإخفاقات التي عاشها من قبل، وأنت إذا بحثت عن هذه الأعذار فمما لا شك فيه أيتها الكريمة أنك ستجدين أعذارا كثيرة تلتمسينها له، فربما كان بروده بسبب عضوي فيه، ولا يتهم بلا شك ولا ريب في بروده هذا بتعلقه بغيرك، فإن تدينه يحول بينه وبين ذلك، كما أن ما تشعرين به من عزوفه عن الفتيات يؤكد هذا الجانب أيضا، وهذا مؤشر حسن في الحقيقة يدلك على أن هذا البرود والعزوف ليس بأسباب قبيحة تخافين منها، فينبغي أن تكوني حصيفة عاقلة حازمة في كيفية التغلب على هذه الحالة التي يعيشها زوجك.
نحن نصحك -أيتها الكريمة- بأن تتناسي الماضي، وأن تحاولي استغلال اللحظات التي أنت فيها، والتي تشعرين بمحاولة زوجك بالرجوع إليك، ومد جسور التواصل معك، فينبغي أن تستغلي هذه الفرصة في تحسين العلاقة بينك وبين زوجك، وأن تتغلبي على مشاعر نفسك وتفتحي مع زوجك صفحة جديدة، وتنمي هذه الشجرة الجديدة بحسن تصرفاتك في عين زوجك، بأن تكثري من التجمل له وتحسني التبعل، وتحاولي دائما أن تجددي في هيئتك وملابسك في عينه مما يثيره ويستميل إليك، وأنت بهذه الأفعال كلها -أيتها الكريمة- مأجورة عليها، فإنك بها تعفين نفسك وتعفين زوجك.
نحن على ثقة أيتها الكريمة بأنك إذا أخذت بهذا المنهج وسلكت هذا الطريق فإنك ستلمسين -بإذن الله تعالى- تغير في حياتك الخاصة مع زوجك.
وأما المشكلات مع الأهل فنصيحتنا لك أن تقللي من غيرتك أولا، وأن تستعيني بالصبر فيما ينشأ بينك وبين أهله من مشكلات، فإن الحيلة في ما لا حيلة فيه: الصبر، وربما كان من أنسب الحلول للتغلب على هذه المشكلة هو أن تسكنا جميعا في بيت مستقل، فحاولي أن تتلطفي بزوجك برفق ولين وتقنعيه بضرورة أن تسكنا في بيت مستقل، وأن تراعي في ذلك قدرات الزوج، وإن لم يكن الآن فيسعى الزوج وتسعين معه للوصول إلى هذه الغاية، وحينها ستقل هذه المشكلات التي تتأذين منها الآن، وينبغي أن تعذري زوجك في بر أهله وإحسانه إليهم، وأن لا تفرطي في الغيرة بحيث تحملك هذه الغيرة على النفور من الزوج أو البغض له.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح ما بينكما ويديم الألفة والمحبة بينكما، وأن يقر عين كل واحد منكما بالآخر.
نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ومن الله التوفيق والسداد.