السؤال
أعاني من توتر عصبي وهلوسات شديدة، وشعور بأني مريض.
أنا خريج جامعي من سنتين، ينتابني شعور بأنني مريض، وكل أصدقائي يعرفون بأنني مريض ومرضي خطير، وأشعر بأن كل من يتحدث يعرف شيئا عن مرضي، ولكن لا يخبرني، حتى إنني أصبحت لا أقابلهم، وامتد الشعور لأسرتي أيضا، بدأت أتخوف من أن هنالك شيئا يخفونه عني، وزاد خوفي، وحتى الآن وأنا خائف وأشك دائما بأنني مريض.
أرجوكم أفيدوني فيما أنا فيه، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohmmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن اعتقاد الإنسان بأنه مريض دون أن يكون هنالك إثبات بالمرض هي ظاهرة نشاهدها لدى بعض الناس، وتسمى في بعض الأحيان بالمراء المرضي، وهذه الحالات تعتبر من المخاوف الوسواسية، بمعنى أنه لا أصل لها من الناحية العضوية، لكن مشاعر تسيطر على الإنسان وتستحوذ على تفكيره، وتفرض نفسها عليه بصورة قهرية.
هذه الحالات ربما يكون السبب فيها أن الإنسان يقرأ كثيرا عن الأمراض، أو أنه سمع عن شخص ما أصيب بمرض شديد وتوفي بعد ذلك، أو شيء من هذا القبيل، كما أن المعلومات الطبية أصبحت في زماننا متداولة بكثرة، منها ما هو صحيح ومنها ما هو غير صحيح، فهذه الظروف المحيطة بالناس جعلت الكثير يتخوف من المرض.
الذي أرجوه منك هو أولا أن تقتنع أن هذه الحالة حالة نفسية بسيطة، ونسميها بالمخاوف الوسواسية.
ثانيا: أنصحك بأن تقوم بمقابلة الطبيب مرة واحدة كل ستة أشهر، طبيب الأسرة، أو طبيب الرعاية الصحية الأولية، أو أي طبيب باطني، وذلك من أجل عمل الفحوصات الشاملة العامة، هذا يعطيك -إن شاء الله- شعورا كبيرا جدا بالطمأنينة.
ثالثا: يجب أن تحقر هذه الفكرة، فكرة أنك مريض، وأن الآخرين يعرفون ذلك ويخفونه عنك، وأنك مصاب بمرض خطير، لا بد أن تحاور نفسك، لابد أن تناقش نفسك، لابد أن تنفد هذه الأفكار وتعتبرها أفكارا وسواسية كما أوضحنا لك، والوساوس دائما تعالج بالتجاهل وبالتحقير، قل لنفسك: (الحمد لله أنا في صحة جيدة، أنا في حفظ الله، أنا في كنف الله) وعليك بالدعاء لنفسك، وأن تستعيذ بالله العظيم من الأسقام والأمراض وأن يعطيك الصحة والعافية.
رابعا: أرجو أن تمارس الرياضة، الرياضة تعطي الإنسان الشعور بكينونته النفسية والجسدية، وهذا يطمئن الناس كثيرا.
خامسا: أرجو أن تستفيد من وقتك بصورة صحيحة، ركز على دراستك، كما ذكرت لك مارس الرياضة، تواصل اجتماعيا، شاهد البرامج المفيدة، اقرأ القراءات غير الأكاديمية، فالإنسان حين يزود نفسه بالثقافة العامة وبالعلم الديني، هذا يفيده كثيرا في حياته ويجعله يكون مطمئنا.
سادسا: الانخراط في الأعمال الخيرية والثقافية أيضا وجد أنه ذو مردود إيجابي كبير جدا على الصحة النفسية للإنسان.
سابعا: سوف أصف لك دواء من الأدوية الفاعلة والممتازة التي تقهر هذه المخاوف الوسواسية -إن شاء الله تعالى- الدواء يعرف تجاريا باسم (زولفت) ويعرف أيضا تجاريا باسم (لسترال) ويعرف علميا باسم (سيرترالين) تناول هذا الدواء بجرعة حبة واحدة، وقوة الحبة هي خمسون مليجراما، تناولها ليلا بعد الأكل، استمر عليها لمدة شهرين، بعد ذلك ارفعها إلى حبتين في اليوم، يمكن أن تتناولها كجرعة واحدة ليلا –أي مائة مليجرام– أو يمكنك أن تتناولها كجرعة متجزئة –حبة في الصباح وحبة في المساء– المهم أن تستمر على هذه الجرعة –حبتين في اليوم– لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك خفضها لحبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وهذا الدواء سليم وفاعل، وهو مضاد قوي جدا للمخاوف الوسواسية، وسوف تستفيد منه كثيرا.
هنالك أيضا دواء آخر مدعم أعتبره جيدا في مثل هذه الحالات، الدواء يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) ويعرف علميا باسم (سلبرايد) وله مسميات تجارية مثل (مراسيا mersa) تناول هذا الدواء بجرعة كبسولة واحدة صباحا وأخرى مساء لمدة شهرين، ثم اجعلها كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهرين أيضا، ثم توقف عن تناول الدواء.
أرجو أن تأخذ بكل الإرشادات التي ذكرناها وأوردناها لك في هذه الاستشارة، وأن تتناول الدواء كما وصف، وبالجرعة المطلوبة، وللمدة المقررة؛ لأن هذا مهم جدا، وختاما أسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرناه لك وأن يحفظك من كل سوء.
وبالله التوفيق والسداد.