السؤال
عندي طفلان، الكبير 4 سنوات، والأصغر سنة وتسعة شهور، ومن شهرين حملت وقد أجهضت بنفس الشهر، وكنت أتناول الأنديرال، فهل له علاقة بالإجهاض بمعدل حبة يوميا؟
دكتور سؤالي ما هي أعراض الاكتئاب بعد الحمل؟ لأنه بابني الأول كانت ظروفي صعبة بسبب الحالة التي ولد فيها، وأصابه ضعف بعضلة القلب، ناتج عسر الولادة ونقص أكسجين على القلب، وبقيت سنة كاملة الله يعلم بنفسيتي المحطمة جدا، حتى أكرمنا الله بشفائه وحملت وكان عمره سنة وثمانية شهور، وبعد ولادتي بالثاني أخبرتني الدكتورة أن سبب عصبيتي وتوتري الشديدة هو اكتئاب بسيط بعد الولادة، وأعطتني سلبيريد 50 حبة مساء.
لكن لم ألتزم بالدواء، وكنت أشعر دوما جسمي متعبا، ومرهقة جدا، مع مواظبتي على الفيتامينات الشاملة، إلى أن جاء يوم وابني الصغير أنحبس بالسيارة لنصف ساعة حتى تأتي الشرطة وتفتح سيارتنا، ومن وقتها نوبات الهلع معي من سنة يعني والآن الحمد لله أخف كثيرا، وسؤالي لو حدث حمل الآن هل تتحمل نفسيتي بدون أي أدوية؟ وهل هذه النوبات لها احتمالية أن تعود؟ وكيف؟
مع أني فقط الآن عند الضرورة أتناول أنديرال حبة واحدة، وهل أدوية مضادات الاكتئاب لها أي آثار جانبية كأن تسبب إدمانا من قبل الشخص نفسه وليس من قبل الجسم بذاته؟ ولماذا الناس والأطباء يتخوفون منها كثيرا؟ وما نصيحتكم لي؟ وخاصة لأجل الحمل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فبارك الله فيك وجزاك الله خيرا، أشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
فقضية العلاقة بين الأدوية والاختلافات التخليقية بين الأجنة -ولا نحب أن نسميها بالتشوهات- هذه معروفة، والاندرال هو من الأدوية التي ربما تسبب خللا تكوينيا في الأجنة، وهذا نادر، ومن رحمة الله تعالى أن سبعين إلى ثمانين في المائة من الأجنة التي تجهض قبل اكتمال الثلاثة أشهر، هي أجنة غير طبيعية، هذه رحمة كبيرة من رب العالمين.
فالإجهاض الذي حصل لك ربما يكون في الأصل أن هذا الجنين جنين غير طبيعي، وربما يكون الاندرال قد تسبب في ذلك، وهذا احتمال ضعيف، ولكن كحقيقة علمية يجب أن نذكرها، وعليه فلا ننصحك بتناول الاندرال في أثناء الحمل.
السؤال الثاني: ما هي أعراض الاكتئاب بعد الحمل؟ الاكتئاب يأتي في صورته المعهودة، وأكثر الاكتئاب ما بعد الحمل يبدأ باضطراب النوم، ويكون هذا هو العرض الأول، وبعدها يأتي افتقاد الشهية، وعدم الشعور بالراحة العامة، كما أن مشاعر الأم نحو الطفل قد تتبلد، وتحس الأم بالذنب لأنها مقصرة في خدمة وليدها، وهناك أعراض كثيرة قد تظهر في هذا النوع من الاكتئاب، ولكن هذه الأعراض الجوهرية.
ولا أريدك أبدا أن تشغلي نفسك بها، لأن الإنسان إذا شغل نفسه بأمر نفسي ما، ومن خلال ما يسمى بالتأثير الإيحائي ربما يتصور أن الأعراض قد أصابته وتكون الحقيقة مخالفة لذلك.
الحمد لله أن ابنك قد شفي من العلة التي كان يعاني منها، أما بالنسبة لحالة الهرع والهلع التي أصابتك بعد أن حبس ابنك في السيارة هذه لا شك أنه حدث ليس من الحالات السهلة على النفس، فالحمد لله كانت النتائج سليمة، ولكن يظهر أن استعدادك للقلق والتوتر، هو الذي أدى لتولد نوبة الهلع لديك.
بالنسبة للحمل، الحمل دائما يعتبر من الناحية النفسية أمرا إيجابيا، وكثير من الذين يعانون من الأعراض النفسية، تجد أن هذه الأعراض تختفي في أثناء الحمل خاصة إذا كان الحمل منتظرا، ومخططا له، ومرغوبا فيه، إذا الحمل يعتبر دعامة نفسية، لكن فترة ما بعد الولادة تعتبر فترة هشاشة نفسية بالنسبة لبعض الأمهات فقد يظهر ما يسمى باكتئاب ما بعد النفاس، إذن الذي أريد أن أصل له أن نوبات ما بعد الحمل بعيد جدا، وإن شاء الله لن تحدث لك، وأرجو أن تطمئني لذلك، ولكن لا أنصحك بتناول الإندرال.
تمارين التنفس الاسترخائية ستكون كافية جدا، مع النظرة الإيجابية والتفاؤل، وكما أوضحت لك أن الحمل في حد ذاته يعتبر فترة وقائية من كثير من حالات النفس، ومنها حالات القلق.
سؤالك حول هل الأدوية المضادة للاكتئاب لها آثار جانبية كأن تسبب الإدمان، نعم هذه الأدوية لها أثار جانبية ولكنها لا تسبب الإدمان، ومن آثارها الجانبية أنها قد تؤدي لزيادة في الوزن، وبعضهم يشتكون من بعض الصعوبات الجنسية، لكن بصفة عامة هي لا تسبب الإدمان، الخطأ الذي يحدث هو أن بعض الناس يتوقفون عن هذه الأدوية بصورة مفاجئة، وهذا خطأ كبير، الجرعات يجب أن تكون جرعة بداية وجرعة علاج ثم جرعة وقائية، ثم جرعة التمهيد للتوقف عن الدواء.
فإذن هذه الجرعات غير إدمانية والاختلافات الشخصية بين الناس في كيفية التفاعل مع هذه الأدوية لا شك أنها موجودة.
بالنسبة لسؤالك: لماذا الناس والأطباء يتخوفون منها كثيرا فما نصيحتكم وخاصة لأجل الحمل؟
ليس هناك تخوف من هذه الأدوية، هذه الأدوية أدوية ممتازة أضافت الكثير لحياة الناس، لكن في أثناء الحمل هناك تحوطات لا بد أن تتخذ، خاصة إذا كان الدواء لم يعط براءة السلامة من جانب الشركة المصنعة، والشركة المصنعة ونظرا لتحملها للمسؤولية القانونية هل الجهة الوحيدة التي يجب بسلامة الدواء في أثناء الحمل، مثلا عقار البروزاك الآن أخذ البراءة الكاملة بأنه دواء سليم أثناء الحمل، دواء تفرانيل وهو من الادوية القديمة والمفيدة جدا، له براءة كاملة، عقار لارجكتيل له براءة كاملة أنه سليم أثناء الحمل.
وتجد أدوية أخرى لم تعط هذه البراءة مثل السبرالكس مثلا، لكن الأبحاث مستمرة، فإذن مسألة إعطاء الدواء من عدمه في أثناء الحمل هي مسؤولية طبية، ويجب أن تكون تحت إشراف الطبيب العارف الحاذق المقتدر، ودائما توجد حلول إذا اضطر المريض لتناول الدواء.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، أسأل الله لك الشفاء والعافية.