السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد أن أعرف علاج حالتي.
أشعر باكتئاب معظم الوقت، وملل، وضيق، وقليل من العصبية, وأحب العزلة, وخجولة بعض الشيء، ولا أجتمع مع أهلي أو أقاربي إلا قليلا, ولا أخرج كثيرا من المنزل، لا أحب الذهاب للمناسبات، والمشكلة يا دكتور أنه كل ما تقدم لي شخص أكون موافقة مبدئيا ومقتنعة فإذا جاء وقت الجد أرفض، وأظهر به عيوبا، وأصعب الأمور، وأشعر بالقلق والخوف بداخلي, وأشعر بعصبية؛ لأنه سيمتلكني، وأصبح زوجة وأما، وسيترتب على الزواج مسئوليات، وسأعيش حياة جديدة, وهذا يشعرني بقلق وخوف، تعبت كثيرا, أكثر من مرة تقدم لي أشخاص، وشعرت بنفس الشعور، مع أن لي رغبة في الزواج، وتكوين أسرة، أريد أن أكون واثقة بنفسي، وأكون ثابتة على كلمتي أوافق، وأكون سعيدة دون خوف أو قلق أو حزن، بماذا تنصحني يا دكتور؟ وهل يوجد دواء للتغلب على حالتي أو مثل هذا المواقف؟
وشكرا جزيلا لكم, وجزاكم الله خيرا على هذا الموقع.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا لا أعتقد أنك تعانين من اكتئاب نفسي بمعناه العلمي المفهوم، لكن الذي تعانين منه هو نوع من القلق النفسي المصحوب بشيء من الوساوس، والوساوس في حالتك تظهر في عدم القدرة على اتخاذ القرارات والتردد في موضوع الزواج، هذا دليل على وجود العصاب – أي القلق – مع شيء من الوساوس البسيطة.
ربما يكون لديك عسر في المزاج، وهذا يعتبر ثانويا وليس أساسيا، ولذا لا نعتبر حالتك حالة اكتئابية.
هذا هو التشخيص وهذا من الأمور المهمة التي دائما نحاول أن نوضحها للناس، لأنها وسيلة من وسائل العلاج الجيدة.
الإنسان ليجلب لنفسه السعادة لابد أن يكون على رأس الأمر: مخافة الله تعالى، وأعرف أنك إن شاء الله حريصة على ذلك.
ثانيا: السعادة تأتي من نظرة إيجابية نحو الذات ونحو الآخرين، وأن يكون الإنسان مفيدا لنفسه وللآخرين، هذا يكفي تماما لأن يجلب الإنسان لنفسه الشعور بالسعادة والراحة النفسية والشعور بالرضا.
ثالثا: يجب أن لا ينزعج الإنسان كثيرا إذا أصيب بشيء من القلق والحزن أو الوسوسة أو المخاوف، هذه مشاعر إنسانية عادية جدا، بل هي طاقات نفسية مطلوبة، فالذي لا يقلق لا يندفع، لا ينتج، لا يعمل، والذي لا يوسوس لا ينضبط، والذي لا يخاف يتهور ولا يحتاط، وهكذا.
إذن هذه طاقات نفسية لكننا في بعض الأحيان نبالغ في تفكيرنا نحوها مما يجعلها تتحول إلى فكر سلبي.
هذا يقودني مرة أخرى إلى أن أقول: أريدك أن تفكري إيجابيا، وأريدك أن تغيري من نمط حياتك، لابد أن تخرجي للمناسبات، لابد أن تنخرطي في أي نوع من الأنشطة الثقافية أو الأعمال الخيرية، مراكز تحفيظ القرآن -الحمد لله تعالى منتشرة في المملكة العربية السعودية- وهذه في حد ذاتها تشعر الإنسان بالطمأنينة، ويبني الإنسان علاقات طيبة وحميدة، زيارة الأرحام، الذهاب إلى المناسبات الأسرية كما ذكرنا، لابد للإنسان أن يكون فعالا.
وبالنسبة للزواج أرجو أن لا تترددي، وسلي الله تعالى أن يهبك الزوج الصالح والاستقرار، وعليك بالاستخارة، هذا مهم، وقناعاتي الشخصية أنها من أفضل الطرق التي تقطع الطريق على التردد في حياة الإنسان، وأنت تعرفين كما ذكر سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن, هذا كلام عظيم، هذا في مفهوم العلوم السلوكية والنفسية يعتبر أرقى درجة من التفكير والنقلة التي إذا نقل الإنسان نفسه لها لن يتردد كثيرا.
إذن أرجو أن تتبعي هذه الخطوات، ورأيت أيضا أنه من الأفضل أن أصف لك دواء بسيطا سليما فعالا يحسن من مزاجك، يزيل القلق والتوتر وهذه الوساوس إن شاء الله تعالى، دواء غير إدماني غير تعودي، لا يؤثر أبدا على الهرمونات النسائية، الدواء يعرف تجاريا باسم (فافرين) ويعرف علميا باسم (فلوفكسمين) يمكنك أن تبدئي في تناوله بجرعة خمسين مليجراما، تناوليها ليلا بعد الأكل، وتناول هذا الدواء بعد الأكل ضروري لأنه في الأيام الأولى للعلاج إذا تم تناوله على معدة خالية من الطعام ربما يسبب زيادة في إفراز العصارة المعدية مما يسبب بعض الأحماض؛ لذا نوصي باستعماله بعد الأكل، ولن يحدث لك إن شاء الله أي أثر جانبي, بعد أسبوعين ارفعي الجرعة إلى مائة مليجرام، وهذه جرعة كافية في حالتك، علما بأن هذا الدواء يمكن أن تكون جرعته حتى ثلاثمائة مليجرام في اليوم، لكنك لست في حاجة لمثل هذه الجرعة, استمري على مائة مليجرام لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضيها إلى خمسين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء, هذا هو الذي أود أن أنصحك به، ولي إضافة بسيطة وهي أن الرياضة أثبت الآن فائدتها وجدواها من أجل صحة نفسية متوازنة، فكوني حريصة على ذلك، وأي نوع من الرياضة يناسب الفتاة المسلمة أعتقد أنه سوف يكون مفيدا لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.