أعاني من تخدر في الأطراف وضعف فيها ومن غثيان وأرق.. فهل هو مرض نفسي؟

0 462

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ فترة شهر أعاني من تخدر في الأطراف وضعف فيها، وخاصة اليد اليمنى مع الإحساس أحيانا بالغثيان، والأرق، والصداع، وصعوبة النوم، وقد أثر هذا الشيء على تركيزي في العمل، مع العلم أني أعاني من الصداع التوتري المزمن منذ ثلاث سنوات تقريبا، وأعاني من كثرة التوهم بالمرض، فهل الأعراض السابقة من المحتمل أن تكون نفسية فإلى أي طبيب مختص أذهب؟ وما هي نصيحتكم لي؟

بارك الله فيكم وجزاكم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الأعراض التي ذكرتها من خدر في الأطراف، وكذلك الإحساس بالغثيان، والأرق والصداع، وصعوبة النوم، هي أعراض نفسية مائة بالمائة، لكن موضوع الضعف في الأطراف إذا كان هذا أمرا واضحا وملاحظا هذا لا نستطيع أن نقول أنه عرض نفسي، إلا في بعض الحالات النادرة التي نسميها بالاضطراب العصابي التحولي، بمعنى أن الإنسان قد يكون لديه نوع من القلق الداخلي واختزان الغيظ، وهذا يؤدي إلى ضعف في بعض أعضاء الجسم، كاليدين مثلا، والبعض قد يشتكي من صعوبة في النظر أو صعوبة في السمع، وقد شاهدنا بعض الحالات الذين فقدوا القدرة على النطق، بالرغم من أنه لا توجد أي أسباب عضوية.

أنا أعتقد أن حالتك نفسية، لكن كنوع من التحوط أرجو أن تذهب إلى طبيب الأمراض الباطنية، وسوف يقوم بإجراء فحوصات عامة لك، سوف يفحص الدم للتأكد من نسبة الهموجلوبين، ونسبة فيتامين ب12، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، وإذا كان هنالك حاجة أو إمكانية لإجراء صورة مقطعية للدماغ هذه أيضا سوف تكون مطمئنة جدا، والطبيب سوف يقوم بإجراء ما يسمى بالفحص السريري، أو الفحص الإكلينيكي، ومن خلال هذا الفحص يستطيع أن يحدد الطبيب هذا الضعف الموجود في الأطراف هل هو ضعف عضوي أم هو نفسي، وأنا كما ذكرت لك أكثر ميولا أنها حالة نفسية، وهذا يجب أن يطمئنك، لكن هذا لا يعني أن لا تذهب إلى الطبيب، اذهب إلى الطبيب، وإذا قال لك الطبيب كل شيء على ما يرام، هنا إذا كان توجد إمكانية لأن تذهب إلى الطبيب النفسي هذا سوف يكون جيدا، وإذا لم يكن هنالك إمكانية سوف أصف لك دواء أعرف إن شاء الله تعالى أنه ممتاز وأنه سوف يفيدك.

الدواء الذي أريد أن أصفه لك يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) واسمه العلمي هو (سلبرايد) والجرعة المطلوبة في حالتك هي كبسولة في الصباح وكبسولة في المساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة واحدة في المساء لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم يتم التوقف عن تناوله.

وهنالك دواء آخر يعرف تجاريا باسم (زولفت) أو (لسترال) ويعرف علميا باسم (سيرترالين) وربما يكون له مسميات تجارية أخرى في فلسطين المحتلة، وجرعته المطلوبة هي حبة واحدة (خمسون مليجراما) يتم تناولها ليلا لمدة ستة أشهر، ثم حبة يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم يتم التوقف عن تناوله.

إذا كان السيرترالين – أي الزولفت – غير متوفر أو أنه باهظ التكلفة هنا أقول لك أن العلاج البديل دواء يعرف تجاريا باسم (تفرانيل) واسمه العلمي هو (إمبرامين) وهذا متوفر تقريبا في جميع الدول، كما أنه ليس باهظ التكلفة، والجرعة المطلوبة هي خمسة وعشرون مليجراما ليلا، يتم تناولها لمدة شهر، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجراما صباحا وأخرى ليلا لمدة أربعة أشهر، ثم خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

هذه أدوية مفيدة جدا لعلاج القلق والتوترات والأرق وكل الأعراض النفسية التي وردت في رسالتك.

أنا لا أريدك أن تتهم نفسك بالتوهم المرضي، لأن القلق هو نفسه مرض وليس توهما - كما يعتقد بعض الناس – والقلق يجعل الإنسان يشفق حول صحته النفسية والجسدية ودوره الاجتماعي، فأنت لست متوهما، أنت غالبا تعاني من القلق، والآليات التي ذكرناها إن شاء الله سوف تساعدك على العلاج، وأريدك أن تضيف إليها ممارسة الرياضة، فالرياضة تجدد الطاقات النفسية والجسدية بصورة فاعلة جدا، كما أنني أنصحك أن تراجع الطبيب مرة واحدة كل ستة أشهر للتأكد من الفحوصات العامة، وسوف يقوم الطبيب بالفحص السريري، وهذا إن شاء الله تعالى يطمئنك كثيرا.

لابد أيضا أن تغير من نمط حياتك، أن تكون إيجابيا، ومتواصلا اجتماعيا، وتطور من مهاراتك، وأن تبحث عن العمل، العمل فيه تأهيل اجتماعي ونفسي وجسدي ومالي كذلك للإنسان، وعليك بالحرص في العبادات، ونحن الآن مقدمون على شهر رمضان موسم الخيرات، هذه فرصة كبيرة، أسأل الله تعالى أن يحفظك وأن يعافيك وأن يرفع عنك كل الكرب والبلاء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التوصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات