أصلي الصلاة ولكن أشك في نطقي لتكبيرة الإحرام!

0 473

السؤال

جزاكم الله خيرا على ما تبذلون من جهد، جعله الله في ميزان حسناتكم.

مشكلتي هي أني أصلي الصلاة ولكن أشك في نطقي لتكبيرة الإحرام، هل نطقتها نطقا صحيحا أم أني لم أكبر، وأنا الآن أصبحت أحقر هذا الشك، فهل هذا صحيح وأيضا أصلي الصلاة، وأشك هل ركعت أم لا وهكذا، ولكني أحقرها، وأصبحت أشك هل صليت الصلاة أم لا وأعيدها وهكذا، مثلا أصلي المغرب بعد ذلك يأتي وقت صلاة العشاء وأصليها، وأشك هل صليت المغرب أم لا، وأعود أصليها مرة أخرى، وهل ممكن أن أتخلص من هذا دون استخدام علاج دوائي؟ لأني لا أستطيع تناول الدواء.

لدي سؤال آخر: في شهر رمضان أريد الذهاب مع أسرتي للصلاة في المسجد، ولكن وللأسف منذ (3) أعوام تقريبا لم أفعل ذلك بسبب شك في الوضوء هل انتقض أم لا، وأحرج أن أذهب أمام الناس لكي أعيد وضوئي، وأحيانا أشعر أنه انتقض، فهل هذا يؤثر على صلاتي؟ مع العلم أنه يحصل لي في معظم الصلوات تقريبا أن أشعر أنه انتقض بخروج شي من الريح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالمبدأ العام أن الوساوس ذات الطابع الديني يجب أن تحقر وأن لا نناقشها كثيرا ولا نسترسل في شرحها وأن نحولها إلى حديث نفس متواصل، وكون الإنسان يفهم أنها وساوس هذا نفسه يجب أن يكون دافعا على تحقيرها، ويجب على الإنسان الموسوس أن يبني على اليقين، والعلماء جزاءهم الله خيرا أوضحوا أن صاحب الوساوس هو من أصحاب الأعذار، وأفضل وسيلة للعلاج هي أن لا أكرر، لا الوضوء، ولا أعيد الصلاة، ولا تكثري من سجود السهو، هذه هي الشروط الأساسية التي يمكنك من خلالها أن تتخلصي من هذا الشك.

أما بالنسبة لنطق تكبيرة الإحرام، فأرجو أن تأخذي نفسا قصيرا، املئي صدرك بالهواء قبل التكبيرة، ثم أخرجي الهواء، ثم كبري تكبيرة الإحرام. هذا الربط وجد أنه يساعد الكثير من الناس.

كنت أتمنى أن تقبلي تناول الأدوية، لأن الأدوية حقيقة فعالة جدا ومفيدة جدا، وهنالك إشارات علمية قوية تشير أن الوساوس لها مكون بيولوجي، وهذا المكون البيولوجي لا يمكن القضاء عليه إلا من خلال البيولوجي – أي من خلال الدواء - .

فأنا أقدر مشاعرك وموقفك، لكن لا أريدك أبدا أن تأخذي مبدأ وموقفا سلبيا من الأدوية، الأدوية الآن فيها ما هو سليم وفاعل، ونحن هنا في إسلام ويب نحرص على ذلك كثيرا.

من أفضل الأدوية عقار يعرف تجاريا باسم (بروزاك) والذي يعرف علميا باسم (فلوكستين) وجرعته هي كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر، ثم ترفع إلى كبسولتين يوميا لمدة ستة أشهر، ثم إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم يتم التوقف عن الدواء، وهو غير إدماني وغير تعودي ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، وفائدته مثبتة ومشهود له في علاج مثل هذه الحالات.

أنا ذكرت الدواء كواجب أخلاقي مهني، لكن بالطبع أقدر مشاعرك حين ذكرت أنك لا تستطيعين تناول الدواء.
هنالك علاج إرشادي في موضوع الشك في الصلاة بالنسبة للنساء، بما أن المرأة لا تستطيع أن تذهب إلى المسجد: هنالك طريقة وهي أن تقومي بتصوير نفسك بالفيديو وأنت تصلي الصلاة، دون أن يؤثر ذلك على خشوعك، وبعد أن تنتهي من الصلاة قومي بمشاهدة صلاتك مرة أخرى عن طريق الفيديو. في دراسة أجريت على حوالي سبعة وعشرين امرأة وجد أن ستة وعشرين امرأة منهن قد أدين الصلاة بصورة صحيحة، وواحدة فقط هي التي أتاها السهو في الصلاة.

هذه دراسة محترمة قوية مفيدة تؤكد أن صاحب الوساوس هو يعيش أصلا في تردد ونزاع ليس حقيقيا، وبالطبع حين يحس الإنسان أن صلاته أو يثبت أن صلاته كانت صحيحة بعد مشاهدة الفيديو هذا سوف يقلل الشك، وذلك بجانب ما ذكرناه لك من تحقير لفكرة الشك وعدم الإعادة أو سجود السهو.

بالنسبة للأمر الآخر وهو الشك في الوضوء، الشك لا ينقض الوضوء أصلا، وسوف يفيدك العلماء في هذا الموضوع، و يجب أن تبني على اليقين، في بداية الأمر حين تقاومي الشكوك سوف تجدي صعوبة، لكن بالإصرار على مقاومتها تجدي أن الشكوك بدأت في الضعف وتنتهي تماما.

الوضوء من إناء أيضا وجد أنه مفيد، أن يوضع الماء في إناء كإبريق مثلا، تحدد كمية الماء، حتى وإن لم يكن لديك شك التكرار وإعادة الوضوء، وجد أن تحديد الماء في إناء وأن يعرف الإنسان أن هذه الكمية من الماء هي المتاحة بالنسبة له ولا يوجد مصدر ماء آخر، وجد أن هذا يثبت تماما القناعة بصحة الوضوء، هذا يمكن أيضا أن تحاوليه كطريقة علاجية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.

مواد ذات صلة

الاستشارات