السؤال
دكتور: كنت قد جاوبتني وأثلجت صدري باستشارة سابقة، بارك الله فيكم، أخبرتني فيها أن موتيفال وفلركسناتول بإمكاني أن أتناولهما فقط 4 أيام وقت الضرورة وبدون أعراض انسحابية أو جانبية.
هل إذا تناول المرء أي دواء نفسي سيكون عرضة طوال عمره لتناول هذه الأدوية؟
ثانيا: الموتيفال يفيد بتخليصي من الأعراض الفجائية التي تصيبني فجأة ليلا من دوخة وخفقان وجفاف شديد بالفم ورعشة بالجسم مع ارتعاش بالقدمين وتبول متكرر جدا بالساعة الواحدة بدون تناولي لحبة انديرال، أم أتناولهما كليهما معا؟
أرجوك دكتور أجبني واشرح لي كيف أتصرف عندما تأتني هذه الحالة الفجائية؟ وخاصة أنها لازالت تصيبني عند التعب الجسدي أو الانفعال ولو كان انفعالا في مواضيع سعيدة، مع العلم أن كل تحاليلي سليمة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فليس من الضروري أبدا أن يتناول الإنسان الدواء طول حياته، ليس هنالك ما يدعو لذلك إلا في حالات نادرة، مثلا الأمراض العقلية الشديدة والاضطرابات الوجدانية ثنائية القطب، هذه أمراض مزمنة بعض الشيء، وقد يحتاج الإنسان لأن يتناول الدواء فيها لفترة طويلة، أما بخلاف ذلك فحتى حالات الاكتئاب والقلق والمخاوف وكذلك الوساوس هذه أمور تعتبر عرضية لدرجة كبيرة، وغالبا ما تتحسن مع العمر، فليس هنالك أبدا ما يحتم أن يتناولها الإنسان طول عمره.
الموتيفال دواء خفيف جدا ودواء بسيط جدا، وفعاليته معروفة، والأدوية بصفة عامة تعمل من خلال التأثير الجيني، فكل إنسان له خارطته الجينية، أنا أأمل وأتعشم إن شاء الله تعالى أن الموتيفال سوف يكون مفيدا لك، وبالطبع التجربة خير برهان، والموتيفال لا شك أنه أقوى من حيث الفعالية إذا قارناه بالإندرال، فقد لا تحتاجين لتناول الإندرال مع تناول الموتيفال.
أفضل نصيحة أود أن أقدمها لك وأهم شيء هو أن تلجئي إلى الآليات العلاجية الأخرى، تطبيق تمارين الاسترخاء، ممارسة الرياضة متى ما كان ذلك ممكنا، تجاهل هذه الأعراض، أن تشغلي نفسك وتجعلي لحياتك معنى وهدفا، هذا كله يقلل بصورة واضحة جدا من ظهور هذه الأعراض النفسية التي تشتكين منها، ولا شك أن التعبير عن الذات وتفريغ النفس أيضا هي من المتطلبات المفيدة جدا.
باتباعك هذا المنهج – المنهج السلوكي – مع تناول الدواء عند اللزوم، لن تحتاجي للأدوية لمدة طويلة، هذا كله سوف يساعدك - بإذن الله تعالى -والإنسان في وقت الانفعالات ما دامت هذه الانفعالات تعود عليه بانفعالات أسوأ منها وأكثر شدة فيجب أن يتجنبها بقدر المستطاع، هذا مهم جدا، وهنالك ما يسمى بالتعليم الشرطي، أي الإنسان حين يمر بخبرة ما وتجربة ما إيجابية أو سلبية يمكن أن يتحكم فيها إراديا، إذا كنت أعرف أن الانفعالات السلبية سوف تكون ذات ضرر علي فيجب أن أتجنب ذلك بقدر المستطاع، وكما ذكرت لك حتى الانفعال يمكن أن ننقله ليكون حالة تحت التحكم الإرادي التام.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير.