السؤال
من فضلك يا دكتور: هل من دواء يذهب عني أعراض الرجفة وخفقان القلب والبرودة الشديدة في الأطراف والجفاف بالفم وكثرة التبول عند بقائي فترة بدون طعام، وعند السفر، وعند تعبي الجسدي؟
ألاحظ ذلك خاصة عند المشادة الكلامية أو الانفعالات الكلامية، ولو بشيء طيب وجميل، أصبح الوضع يحرجني وخاصة عندما أكون خارج المنزل ووقت سفرنا؟
هل من دواء آمن وفعال وسريع يذهب عني هذه الأعراض؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاتنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فلابد أولا أن يعرف السبب في هذه الرجفة وخفقان القلب وبرودة الأطراف وجفاف الفم وكذلك كثرة التبول.
بالطبع أن من أهم وأكثر الأسباب شيوعا هو القلق النفسي، لكن لابد أن تكون هنالك قاعدة طبية سليمة وصحيحة، وذلك من خلال إجراء بعض الفحوصات الطبية من خلال الأطباء المختصين، فأنا أنصحك بأن تقابلي طبيب الأمراض الباطنية مثلا ليقوم بإجراء فحوصات عامة للتأكد من نسبة الهيموجلوبين ووظائف الغدة الدرقية ووظائف الكلى ومستوى الأملاح، أن يحلل البول أيضا للتأكد من أنه لا توجد التهابات أو صديد، أو شيء من هذا القبيل.
هذا هو المبدأ الصحيح، وإذا اتضح بعد ذلك أن السبب سبب نفسي – وهذا هو الغالب – فأقول لك أن الوسائل العلاجية كثيرة، والدواء يشكل جزءا بسيطا منها، ومن أهم الوسائل العلاجية هي:
أولا: ممارسة تمارين الاسترخاء في مثل هذه الحالات، وهذه يمكن التدرب عليها من خلال مقابلة أخصائية نفسية، أو تصفح أحد المواقع على الإنترنت، أو الحصول على كتيب أو شريط أو CD من أحد المكتبات يوضح كيفية ممارسة هذه التمارين.
ثانيا: مواصلة الرياضة بصورة مستمرة خاصة الرياضة التي تقوي عضلات البطن، هذه أيضا ذات فائدة كبيرة جدا.
ثالثا: تجنب الاحتقانات النفسية بقدر المستطاع، وذلك من خلال التعبير عن النفس وعدم الكتمان، وكذلك التفكير الإيجابي.
رابعا: إدارة الوقت بصورة صحيحة لها عائد إيجابي نفسي كبير، خاصة على أصحاب القلق.
خامسا: التمسك بكتاب الله تعالى وتلاوته بتفهم وتدبر يبعث على طمأنة النفوس، ولا شك أن الصلاة الخاشعة في وقتها هي من أهم الركائز التي يجب أن يعتمد عليها الإنسان في أمور دينه ودنياه، بل هي جوهر الأمر كله.
نأتي بعد ذلك للعلاجات الدوائية، فهي كثيرة جدا، وأنا حقيقة أحبذ دائما أن يتناول الإنسان الدواء الذي يزيل المرض وليس العرض فقط، هنالك أدوية للاستعمال الآني الوقتي مثل عقار زاناكس مثلا، هذا سوف يزيل كل هذه الأعراض، لكن يعاب عليه أنه ربما يؤدي إلى التعود والإدمان، وبعد التوقف عنه سوف تعود الأعراض، وهنالك عقار موتيفال وكذلك فلوناكسول كلها أدوية جيدة عند الحاجة السريعة، وكذلك عقار إندرال مثلا.
لكن الشيء المفضل هو أن تطبق الإرشادات السلوكية التي ذكرناها، ويتم تناول دواء من الأدوية الجيدة ولمدة صحيحة وبجرعة مطلوبة، هذا يبني قاعدة علاجية سليمة، أما تناول الأدوية عند اللزوم وبصورة متقطعة فهذا منهج غير مستحسن، وإن كان البعض الناس يضطر إليه ويتبع هذه الطريقة.
من أفضل الأدوية التي يمكن تناولها هو عقار يعرف تجاريا باسم (سبرالكس) ويعرف علميا باسم (إستالوبرام) وجرعة البداية هي عشرة مليجرام، يمكن تناولها لمدة شهر، بعد ذلك ترفع إلى عشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر مثلا، ثم بعد ذلك تخفض إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة ستة أشهر، ثم إلى خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
وبالنسبة لجرعة البداية التمهيدية والتي ذكرنا بأن تكون عشرة مليجرام – البعض يفضل أن يبدأ بخمسة مليجرام – أي نصف حبة – يوميا لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك ترفع إلى حبة كاملة، ثم الانتقال إلى الجرعة العلاجية وهي عشرون مليجراما، ومن ثم الجرعة الوقائية، وبعد ذلك جرعة التمهيد والتوقف كما أوضحنا.
هذا هو المبدأ الأفضل، وبالنسبة للأدوية السريعة والفعالة قد ذكرناها، لكنها ليست المنهجية الصحيحة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.