دواء سلبيريد ... هل يؤثر تناوله في رمضان على هرمون الحليب؟

0 406

السؤال

بارك الله لكم على هذه الصفحة، لدي استفسارات.
هل تناول دواء سلبيريد مرة واحدة باليوم بعد السحور لشهر واحد فقط برمضان يؤثر على هرمون الحليب بهذه الفترة القصيرة؟ وهل لو أثر عند التوقف عن تناوله لا يرجع مستوى الحليب ينخفض وحده وكل الأمور تصبح منضبطة بدون أي تدخل دوائي؟ وما سبب ظهور أعراض النفسو جسدية عند الأمراض النفسية كالقلق والأرق والوسواس والمخاوف إذا كان السبب في هذه الأمراض نواقل عصبية في الدماغ؟

وما هو الدواء الآمن والمؤقت الذي يؤخذ وقت الضرورة فقط ولأيام محدودة من أجل القلق؟ وهل ينفع سلبيريد 50 بجرعة واحدة وقت الضرورة فقط وعند اللزوم ليوم أو يومين أقصد؟

إذا لم يتناول المرء أي دواء من أجل القلق أو المخاوف، وحاول أن يسيطر عليها بإرادته، فهل في ذلك ضرر عليه ويسبب احتقانا نفسيا أخطر من حالته أم يستطيع تجاوز حالته وبدون خطر مستقبلي أو مضاعفات مستقبلية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رقية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأرجو أن تطمئني تماما من تناول عقار سلبرايد مرة واحدة في اليوم لمدة شهر أو شهرين، لن يكون له أثر سلبي على هرمون الحليب، خاصة أن جرعة الخمسين مليجراما تعتبر من الجرعات الصغيرة، ويلاحظ أن تأثير هذا الدواء على هرمون البرولاكتين يختلف من إنسان إلى آخر، بمعنى أن الفوارق الشخصية تلعب دورا في تأثير الدواء على مستوى الهرمون، وبصفة عامة هذه المدة القصيرة لا يوجد أي أثر سلبي بإذن الله تعالى، وحتى لو حدث بعض الارتفاع في هرمون الحليب إذا لم يخل بالدورة الشهرية فيجب أن لا تنشغل المرأة بهذا الأمر أبدا، وهذه الارتفاعات التي تحدث في هرمون الحليب تنخفض تماما وترجع إلى المستوى الطبيعي بعد التوقف عن تناول الدواء ودون أي تدخلات دوائية، هذا هو الشيء العام والمتفق عليه من الناحية العلمية.

سبب ظهور الأعراض النفسو جسدية هي أنه ليست النواقل العصبية وحدها هي التي تؤثر على النفس، ومن المعروف ومن المؤكد جدا أننا لا يمكن أن نفصل النفس عن الجسد، فالنفس تؤثر على الجسد، والجسد يؤثر على النفس، وذلك من خلال عمليات بيولوجية وفسيولوجية وومضات كهربائية، وأشياء أخرى كثيرة قد لا تكون معلومة حتى الآن، فالنواقل العصبية هي نظرية من النظريات المعتبرة ولكنها ليست كل شيء فيما يخص العوامل التي تؤدي إلى الأمراض العصبية، ويعرف أن مثلا السيروتونين له دخل كبير جدا في النوم، والسيروتونين له عدة مشتقات، فاستشعار القلق يؤدي إلى زيادة إفراز مادة الأدرانين، وزيادة إفراز الأدرانين تؤدي إلى الأعراض الجسدية، إذن الجسم والعقل أو الدماغ هي ميكانيكية واحدة لا يمكن أن نفصل ما بينها وما يؤثر على هذا يؤثر على ذاك.

بالنسبة للدواء الآمن والمؤقت: السلبرايد هو أحد هذه الأدوية الآمنة جدا والمؤقتة، واستعماله لفترة يومين أو حتى لمدة أسبوع لن يترك أي أثر سلبي حتى بالنسبة للنساء، والدواء الآخر هو الفلوناكسول بجرعة نصف مليجرام أيضا لا أثر سلبي له، وهنالك من يستفيد كثيرا من الموتيفال، وبعض الناس يستعمل الزاناكس، لكن هنالك بعض المحاذير من تناوله؛ لأن الزاناكس ربما يؤدي إلى التعود إذا أفرط الإنسان في استعماله.

بالنسبة لسؤالك الأخير وهو إذا لم يتناول أي دواء من أجل القلق أو المخاوف يسيطر عليه بأساليب أخرى هل يؤدي ذلك إلى ضرر كالاحتقان في النفس؟
أبدا، العلاج الدوائي هو جزء من الرزمة العلاجية، وليس من الضروري أن يعطى الدواء في كل حالات القلق، وهنالك تجارب علمية أثبتت أن بعض حالات القلق والمخاوف وحتى الاكتئاب النفسي قد تم علاجها فقط من خلال إزالة الأسباب، تغيير نمط الحياة، العلاج السلوكي، التفكير الإيجابي، ممارسة الرياضة، وتمارين الاسترخاء مثلا. وبعد أن تم فحص هؤلاء المرضى اتضح أن كيمياء الدماغ نفسها قد تغيرت، وذلك دون استعمال أي دواء، الفحص الأول عن طريق ما يسمى بـ (bet scan) أثبت أن الذين يعانون من القلق والمخاوف لديهم تغيرات في المستقبلات والناقلات العصبية، وبعد أن تم معالجتهم معالجة نفسية أو سلوكية أو هم قاموا فقط بتغيير نمط حياتهم وبالصبر والتجلد اتضح أن الأعراض قد اختفت تماما، وكذلك رجعت المستقبلات والموصلات العصبية إلى وضعها الطبيعي تماما، وذلك بعد أن تم الفحص مرة أخرى عن طريق (البت إسكان).

فهذه بشرى كبيرة جدا، وكثير من الأخصائيين النفسانيين خاصة الذين يميلون إلى المدرسة التحليلية والمدرسة السلوكية المطلقة يأخذون هذه النقطة كدليل على أن الأدوية ليست من الضروري أن تكون جزءا من العلاج، لكن المبدأ السليم هو أن يأخذ الإنسان بكل العوامل والآليات العلاجية التي يمكن أن تساعده، وأعتقد أن نموذجا بيولوجيا نفسيا اجتماعيا فيما يخص أسباب الأمراض النفسية وكذلك علاجها يجب أن ننتهج نفس المنهج، أي أن المسببات بيولوجية نفسية اجتماعية، وكذلك يجب أن يكون العلاج بيولوجيا نفسيا اجتماعيا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات