السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابنتي عمرها 9 سنوات، لا تتحدث إلا مع المقربين منها فقط، ولا ترد على غيرهم، تكتفي بالمصافحة دون أن تقبلهم، مثلا لو سألها أحد ما اسمك أو بأي صف، لا تتجاوب، عندما أسألها لماذا لا تتحدثين مع الناس مثل ما تتحدثين معنا؟
ترد بأنها تتمنى ذلك ولكنها تخجل.
أرجو افادتي!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ add حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فأولا يجب أن نتأكد أن مستوى الذكاء والمقدرات المعرفية طبيعية لهذه الابنة، ولمعرفة ذلك إما أن يتم فحصها عن طريق أخصائي نفسي، أو إذا كان مستواها الدراسي جيدا، ومقارنتها مع أقرانها من البنات إذا لم توجد فوارق كبيرة في المستوى الدراسي والنضج العام، فنستطيع أن نقول أن مستوى الذكاء لديها طبيعي.
فإذن هذه هي نقطة البداية التي يجب أن نتأكد منها، بعد ذلك يبدأ العلاج الذي يتكون في الأساس مما نسميه بتطوير المهارات الاجتماعية.
أولا: تطوير المهارات الاجتماعية يبدأ من المنزل، وذلك بأن نعطي هذه الابنة المهام داخل المنزل، ونشعرها بشيء من الاعتبار وبأنها مقدرة وبأنها مقتدرة، وبأنها محبوبة، اجعليها تشارك في بعض المهام المنزلية، أن تدير شؤونها الخاصة، ترتب غرفتها، ملابسها، حتى تساهم في الإشراف على إخوتها الأصغر منها إن كان لديها أخوة صغار، وهكذا. المهم أن تعطى فرصة لأن تشارك في شؤون الأسرة ويكون التركيز عليها من خلال تشجيعها وتحفيزها ومكافأتها.
ثانيا: نحاول أن نبني لها شبكة اجتماعية من هم في عمرها من البنات، الأقارب، الجيران، اجعليها تتخير صديقتين، ثم بعد ذلك توسع من شبكتها الاجتماعية.
ثالثا: لابد أن يتم التواصل مع معلمة الفصل وإخطارها وإخبارها بأن هذه الابنة تحتاج إلى تطوير المهارات الاجتماعية، والمدرسة يمكن أن تكون عاملا فاعلا جدا في هذا الأمر، بمعنى أن تطلبي منها أن تتكلم أمام زميلاتها، أن تحفزها وتعطيها أيضا بعض المهام، هذا يساعدها كثيرا ويطورها كثيرا.
رابعا: يمكن أيضا أن تلعبي معها أدوارا تساهم في قدرتها على الكلام والإفصاح بما في داخل نفسها، وذلك من خلال محاورتها أو تقومي بأي دور تمثيلي معها، اجعليها تلعب دور الشخص الغريب، وأنت تعلبين دور الشخص المعروف بالنسبة لها، وبعد ذلك تتبادلا هذه الأدوار، هذا مهم جدا.
حاولي أن تعطيها أمثلة: أريدك أن تكوني مثل فلان وفلان، اجعليها مثلا تؤم في الصلاة مع أخواتها الأصغر منها، وهكذا.
هذه كلها مهارات اجتماعية يتم اكتسابها من خلال التدريب وإتاحة الفرصة للتفاعل الاجتماعي، ويجب أن لا نشعرها أبدا بأنها ناقصة من حيث التواصل الاجتماعي، وأن نشجعها وأن نحفزها على ذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا ونسأل الله تعالى أن يحفظها وأن يجعلها من المتفوقات.
ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ومن الله التوفيق والسداد.