السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أبلغ من العمر الآن 18 سنة، من خريجات هذه السنة ولله الحمد، وقد من الله علي بنعمة القبول في الجامعة، ولكن بدأ يراودني إحساس أنها نقمة والعياذ بالله (اللهم لا تؤاخذني) والسبب هو أنني عند ولادتي بفترة تبين أن لدي ضمورا في إحدى رئتي -والحمد لله- على ما أخذ وأعطى.
وأنا عشت طيلة هذه السنوات بصحة جيدة بل أفضل -والحمد لله- حيث أنني لم أحتج يوما للذهاب للمستشفى لضيق في التنفس أو ما شابهه عدا مرة، ولكن أظنه بسبب توتر نفسي، وكنت أعمل أشعة لرئتي وتكون دوما سليمة ولله الحمد.
لكن ما يقلقني الآن أنه كما هو معروف لدينا بالجامعة أن المسافة بين المباني كبيرة جدا، وتحتاج إلى مجهود أكثر في المشي، ولذلك أنا أخاف على رئتي كثيرا، أخشى أن يحدث لها مثلما حدث للأخرى -أي الضمور وما شابهه-.
أحيانا أفكر أن أنتقل إلى الكلية، لأنها تشبه نظام ومبنى المدرسة إلى حد ما، حيث أن المبنى صغير ولا يتعب، ومن ناحية أخرى لا أريد أن أفرط بالجامعة، حيث كان حلمي الدراسي أن أصل إليها، وكما هو معروف أن نظام الجامعة بل كل شيء فيها يختلف اختلافا جذريا عن المدرسة، وهذا هو سببي في عدم اقتناعي بالكلية، أعلم أنه سبب غير واقعي، ولكن أنا أريد الشيء المختلف الممتع.
هل أحرم نفسي منها بسبب عذر قد لا يلامس الصحة؟
بعدها، هل يؤثر المشي كثيرا على رئتي؟ بالرغم أنني لا أتأثر بالروائح كثيرا، حتى المشي في الأسواق وغيرها لا أتعب، لكن هنا الوضع مختلف، حيث سيكون المشي يوميا، وأحيانا أضطر أمشي بسرعة لأصل إلى المحاضرة قبل فواتها علي.
أيضا حينما أصعد الدرج أو أنزل بسرعة أتعب، ولكن ذلك يستمر لعدة دقائق، وحتى الركض فأنا لا أركض، لأنني أتعب بسرعة، وأعتقد أن ذلك طبيعي.
هناك شيء آخر، وهو أنه بدأت تأتيني وساوس أنه مثل حالتي قد لا يعيشون طويلا فأيامهم محدودة، وأن رئتي لن تبقى سليمة طوال الحياة بل سيحدث لها مثل الأخرى.
وختاما: ما هي النصائح التي ترونها لمثل حالتي؟ وكيف أحافظ على رئتي من خطر الالتهاب؟
أفيدوني في كل هذا، فأنا في هم وقلق لا يعلمه إلا الله.
عوفيتم من كل شر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المهتمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
من الواضح جدا أن مخاوفك هي وسواسية في الأصل ولا شك في ذلك، فما شخص بضمور في الرئة عند الولادة، هذا يحدث لكثير من الأطفال، والرئة من خاصيتها وبفضل من الله تعالى أنها تتمدد، وتأخذ وضعها الطبيعي، فيجب أن تتجاهلي تماما هذا الأمر، فأنت بفضل الله تعالى صحتك في صحة كاملة وقد أكد لك الأطباء ذلك، وهذا الرابط الوسواسي –أي دخول الجامعة وبعد المسافة وموضوع الرئة والتنفس– يعالج بأن يحقر، بل على العكس تماما أنا أريدك أن تمشي مسافات أطول، وهذا سوف يثبت لك أنك في صحة جيدة.
إذن: تحقير الفكرة واعتبارها فكرة سخيفة وفكرة وسواسية، وعدم مكافأة الفكرة -أي أن لا تغيري الكلية- لا تبحثي عن مسافات أقصر، وبهذه الطريقة تكونين قد قاومت وتجاهلت وحقرت فكرة الخوف من المشيء لمسافات طويلة، وهذا يضعف الوسواس؛ لأن الوسواس لم يكافأ ولم يعزز..إذن: الأمر في غاية البساطة.
أنا أعرف أنك سوف تجدين شيئا من القلق والتوتر حين تبدئين في المقاومة، لكن الإنسان حين يعرض نفسه لمصدر خوفه ووسواسه باستمرار سوف يجد أن القلق بدأ في النقصان حتى يتلاشى تماما.
هذا هو العلاج، وليس هنالك أي إشكال أو مشكلة في موضوعك، عليك باليقين التام أنك في صحة جيدة، واقطعي كل هذه الروابط الوسواسية، وفكرة أن الذين في مثل حالتك قد لا يعيشون طويلا فأيامهم محدودة، هذه أيضا فكرة يجب أن تحقر، فالأعمار بيد الله، والخوف من الموت لا يزيد ولا ينقص في عمر الإنسان ثانية واحدة، وأنت الحمد لله تعالى في كامل الصحة وفي كامل العافية، ولكل أجل كتاب.
وأمر آخر: أنا متأكد أنك تعرفين أناسا كثر قد عاشوا لسنين طويلة، وهذا ينطبق عليك؛ لأن الرئتين لديك في صحة جيدة وعملية الضمور والانكماش قد عولجت تماما من خلال تمدد الرئة وهذا أمر طبيعي جدا.
أريدك أن تنزعي فكرة أنك قد ولدت برئة غير طبيعية، انزعي هذه الفكرة تماما، فهذه المسميات الطبية قد لا تكون دقيقة في ذاك الوقت مع احترامي وتقديري للأطباء الذين قاموا بالتشخيص.
الموضوع كان موضوعا عارضا وقد انتهى تماما، فعيشي حياة سعيدة، اذهبي إلى الكلية التي أنت فيها، واستمتعي بدراستك، ابني علاقات جيدة وطيبة مع الصالحات من الفتيات، ووسعي من آفاقك ومداركك، فالحياة الجامعية ليست فقط للتعلم الأكاديمي إنما لتعلم أشياء كثيرة في الحياة.
ولمزيد الفائدة راجعي هذه الروابط عن علاج الخوف من الموت سلوكيا(259342 - 265858 - 230225)
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.