كثرة التبول مصحوبا بآلام شديدة ناحية القلب والظهر

0 602

السؤال

السلام عليكم،،،

دكتورنا الفاضل:
أنا فتاة عمري 18، أعاني من مشكلة في التبول منذ أكثر من سنتين؛ حيث إنه تأتيني الرغبة في التبول كل عشر دقائق، يعني يبلغ عدد المرات التي أذهب فيها إلى الحمام خلال اليوم أكثر من 15 مرة.

المشكلة يا دكتور أنه حينما تأتي الرغبة في التبول لا أستطيع الصبر ولو لثانية واحدة، ولو تأخرت نصف ثانية وبدون مبالغة يأتيني ألم شديد جهة القلب، ويستمر إلى أن يؤلمني أيضا أعلى ظهري، وأشعر بشعور غريب ومزعج في أعلى البلعوم لا أستطيع وصفه مثل التخرشات، أشعر بأنه يوجد تخرشات أو تمزقات.

أيضا أعاني من غازات باستمرار، خاصة إذا أكثرت من الأكل، ونوبات إمساك وإسهال وحرقان في الشرج أثناء التبرز، وأحيانا حينما أصحو في الصباح أشعر بحموضة خفيفة جدا، وقد ذهبت إلى المستشفى أكثر من مرة، وقال لي الدكتور: ربما أن ألم الصدر بسبب الغازات، رغم أني أشعر بهذا الألم مرتبطا تماما مع الرغبة في التبول، وكلما ذهبت للحمام لا يخرج إلا قطرات قليلة.

استشرت دكتورا آخر، وقال لي ربما تكون تشنجات صدرية ترافق الرغبة في التبول، وعملت تخطيطا للقلب، وتحليلا للبول، وأشعة للصدر والنتائج سلمية، وقال لي الدكتور بعد الفحص على المثانة بأن لدي التهاب مزمن بالمثانة.

يا دكتور أرجوك ساعدني، كرهت حياتي، أصبحت أسيرة لمرضي، الأطباء في بلدي لا يعرفون شيئا، كل واحد منهم يعطيني توقعا مختلفا!

أرجوك ساعدني بكل ما تملك من معلومات عن مشكلتي، وأنا أيضا يا دكتور أشعر وكأن البول يرجع إلى الحجاب الحاجز، فهل من الممكن أن يرتد البول إلى الحجاب الحاجز مسببا الألم الذي أشعر به؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رخيه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن زيادة عدد مرات التبول عن المعدل الطبيعي يسمى زيادة نشاط المثانة البولية، وهو مرتبط بالحالة النفسية، وكذلك بوجود قولون عصبي, وقد يؤدي الإحساس المفاجئ بالبول إلى تهيج نفسي أو تهيج في الأمعاء بحيث تشعرين بمشاكل البلعوم, ولكن ليست هناك أي علاقة بين البول والحجاب الحاجز، ولا يمكن للبول أن يجد طريقا للحجاب الحاجز.

إن كثرة التبول له أسباب عديدة:

- مثل التهابات المثانة ومجرى البول.
- انقباض المثانة البولية بدون داع.
- كثرة كمية البول بسبب نقص الهرمون المضاد لإدرار البول.
- أو بسبب كثرة الشرب.

وزيادة نشاط المثانة البولية له أسباب عديدة مثل:
- احتقان عنق المثانة الناتج عن كثرة الاحتقان الجنسي.
- أو كثرة تأجيل التبول.
- أو التهاب المثانة البولية أو الإمساك المزمن.

فلا بد من الابتعاد عما يثير الغريزة، والمسارعة في تفريغ المثانة عند الحاجة لذلك، وإذا كنت تشكين من إمساك فلا بد من علاجه بالإكثار من تناول الخضروات، مع أخذ علاج مثل ال Lactulose.

وهذه الحالة منتشرة (خاصة بين الشباب), و هي تزول بزوال أسبابها, وهي ليست خطيرة.

يجب عليك أولا أن تعملي جدولا للتبول اليومي يبين كمية البول وكمية السوائل المتناولة وأنواعها, فقد تكون شكواك بسبب كثرة الشرب الذي يحتاج إلى كثرة الذهاب للتبول, وعندها يكون عليك أن تقللي من المشروبات (خاصة الشاي والقهوة) كذلك يتبين إذا كانت كثرة التبول تزيد ليلا أم نهارا.

ويمكن تناول علاج يقلل من انقباض المثانة البولية بدون داع, مثل ال Detrusitol قرصا مرتين يوميا, فإذا لم يكن هناك تحسن فيمكن اللجوء إلى التنشيط الكهربائي لعضلات الحوض عن طريق جلسات كل ثلاثة أيام لمدة شهر, أو حقن البوتوكس في جدار المثانة عن طريق المنظار.

نسأل الله أن يلبسك ثوب العافية.
==============================
انتهت إجابة د. محمد حمودة أخصائي الباطنية/ تليها إجابة د. أحمد عبد الباري أخصائي التناسلية والذكورة.

فبالنسبة للأعراض الأخرى التي تشكين منها من إمساك وإسهال وغازات، فهي أعراض قولون عصبي، وكما تعلمين فإن القولون العصبي مرض وظيفي وليس عضويا، أي أن الفحوصات كلها تكون طبيعية ويشكو مريض القولون العصبي، وهو مرتبط ارتباطا وثيقا بالحالة النفسية للإنسان، فتزداد الأعراض مع القلق والتوتر والضغوطات النفسية، وكثير من المرضى يشكون من أعراض أخرى غير أعراض القولون، ومنها: الغثيان، والصداع، وآلام الظهر، وكذلك الاضطراب في المثانة، وتسمى المثانة العصبية أو المضطربة irritable bladder .

ومن ناحية أخرى أيضا فإن هناك ارتباطا بين أنواع معينة من الغذاء وزيادة أعراض القولون العصبي، ومنها: مشتقات الحليب والقهوة والمشروبات لغازية، وأحيانا البقوليات، وهذه تختلف من مريض لآخر؛ لذا يجب أن تنتبهي إلى ما يثير الألم وتتجنبيه.

وكما قال لك الدكتور عبد الباري: فإنه لا يمكن للبول أن يرتد إلى الحجاب الحاجز، وإنما بسبب التوتر، فقد تحصل تقلصات في أماكن أخرى كالظهر والصدر والحجاب الحاجز.

ومرض القولون العصبي قد يبقى مع الإنسان كل العمر؛ لذا يجب أن يتعايش معه، وهو لا يتحول إلى مرض آخر، وإنما أعراضه قد تزداد وتخف حسب الحالة النفسية للإنسان؛ ولذا ينصح بالابتعاد قدر الإمكان عما يزيد الأعراض.

من الأدوية التي تخفف من الأعراض بإذن الله:
- mebeverine ويؤخذ ثلاث مرات في اليوم.
- وللغازات dysflatyl ثلاث مرات.
- وللإمساك عليك بتجنب شرب الشاي الثقيل، والإكثار من المشي وشرب السوائل قدر الإمكان إن كان ذلك لا يزيد مشكلة البول، ويمكن تناول الدواء الذي أشار إليه الدكتور.

ومن الأمور التي تفيد بإذن الله بالإضافة إلى انشغالك في أي رياضة هو تمارين الارتخاء، وهي مفيدة جدا إن شاء الله.

والأدوية النفسية تفيد بإذن الله، ومنها:
زيروكسات (seroxat)، والجرعة في البداية هي نصف حبة ليلا لمدة أسبوع، ثم تزيدين الجرعة إلى حبة كاملة، وتستمرين على ذلك لمدة شهر، ثم تجعلين الجرعة حبة ونصف، وتستمرين عليها لمدة شهرين، ثم ترفعينها إلى حبتين لمدة شهرين آخرين، وبعدها تبدئين في تخفيف العلاج بمعدل نصف حبة كل أسبوعين.

نسأل الله لك العافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات