السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور الفاضل:
وصفت لحالة مشابهة لحالتي دواء أندرال 10مليجرام، وقد بحثت عن هذا العلاج وما حصلت إلا 40 مليجراما، واشتريته وجربت حبه واحده ولكن لم ألحظ تحسنا في حالتي، والسؤال: كم الجرعة التي آخذها في اليوم حتى تظهر النتيجة؟ وكم المدة؟ وهل الدواء يسبب السمنة؟ علما أن حالتي نفس هذه الحالة.
"أشكو أغلب الأوقات من رجفة باليد -والحمد لله- لا أعاني من أمراض، ولكن وقت الراحة وعندما أكون بالبيت في بعض الأحيان ألاحظه، وبعض الأحيان لا ألاحظ، وحتى عندما أكتب اسمي بالبيت لا تكون هناك رجفة، وصار أكثر شيء يعقدني بالحياة، حتى عندما أمسك بدلة الشاي أو عند صب القهوة.".
أنا صرت أعتزل الزيارات لهذا السبب لأن يدي ترتجف أمام الآخرين عند مسك فنجان القهوة أو الشاي أو مسك قلم والكتابة أمام الآخرين، وحتى كلامي يظهر عليه التغير وسببت لي الإحراج، وحتى الوظيفة أتردد في التقديم عليها لهذا السبب، وأنا يؤرقني هذا الشيء، الرجاء إيجاد حل لمشكلتي في أقرب وقت.
ولك جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المطيعة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن نصيحتي لك أيتها الفاضلة الكريمة هو أن لا تتعجلي في تناول الدواء حتى وإن كان هنالك حالات وصفت في هذا الموقع أو غيره وكانت مشابهة لحالتك.
الخطوات السليمة في مثل هذه الحالة حسب نوع وطبيعة الشكوى التي أوردتها في رسالتك ونقول لك إن هنالك عدة أسباب تؤدي إلى الرجفة في اليد، منها القلق النفسي، والخوف الاجتماعي، وزيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية، وهنالك أسباب أخرى، لذا نقول وكقاعدة طبية سليمة: اذهبي، قابلي الطبيب، دعيه يقوم بالفحص اللازم، سوف يطلب منك إجراء بعض فحوصات الدم، ولا بد أن يكون هنالك تركيز على مستوى الهموجلوبين لديك، وكذلك إفراز هرمون الغدة الدرقية.
هذه أسس طبية يجب أن نلتزم بها جميعا، وهذا هو الأفيد والأصلح بالنسبة لك، وإذا اتضح أنه لا توجد أسباب أو أن سببا كان ناتجا لقلق نفسي بسيط يحدث عند المواجهات الاجتماعية مثلا عند صب القهوة أو الانخراط في أي تفاعل اجتماعي، هنا نقول لك إن العلاجات سهلة جدا وهي أن تكثري من المواجهة، وأن تتجاهلي هذه الرجفة، وأن تمارسي تمارين الاسترخاء، وأن تمارسي التمارين الرياضية، وأن تكوني أكثر ثقة في نفسك، وإن كان هنالك أي نوع من القلق لا مانع من تناول بعض الأدوية البسيطة.
هنالك عقار يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول) من الأدوية الممتازة جدا لعلاج القلق، يمكن تناوله مثلا بمعدل حبة واحدة في اليوم لمدة شهرين أو ثلاثة، ويتم تناول الإندرال معه بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء، أو حتى عشرين مليجراما صباحا ومساء، ليس هنالك ما يمنع -أي أن الحبة التي بها أربعين مليجراما يمكن أن تقسم إلى نصفين- ويكون الاستمرار على جرعة الإندرال لمدة شهر، ثم تخفض إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة شهر آخر، ثم يتم التوقف عن الدواء، ولا مانع من استعماله عند اللزوم. هذا هو المنهج الأفضل.
أما بالنسبة للإندرال فهو لا يسبب السمنة مطلقا، فقط حين يتم تناوله بجرعة كبيرة – ثمانين مليجراما أو أكثر – ربما يؤدي إلى انخفاض في ضغط الدم، كما أنه يمنع استعماله لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض الربو أو الذين يكون لديهم بطء في نبضات القلب، وهذه حالات لا نشاهدها حقيقة في صغار السن.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، نسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.