السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب لم يرزقني الله كثيرا من الجمال والحسن، وأشعر بقهر وغيظ، بل وحزن وهم في نفسي إذا رأيت شخصا رزقه الله ما لم يرزقني، سواء على أرض الواقع أو في الشاشات، عرضت مشكلتي مرة على والدتي فحاولت حلها بطريقة لم تقنعني، وهي فقط أن قالت لي إني لست بقبيح، وأنا أعلم أنها تجاملني لأني ابنها.
هل الاهتمام بالحسن والجمال - بشكل زائد - من خوارق الرجولة؟ وأنه شيء خاص بالنساء؟ وكيف أقوم بتحسين شكلي، مع العلم أنه سبب لي الإحراجات وجعلني في خوف من مقابلة الناس.
أرجو مساعدتي ، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا يا أخ محمد على السؤال، وعلى أنك ذكرت لنا عمرك، لأهمية هذا الأمر، وعلاقته بالموضوع.
فغالبية المراهقين، وممن هم في عمرك، بل هو مرحلة للتطور الطبيعي عن المراهقين أن يبدأ المراهق، الشاب الذكر بالإضافة للمراهقة البنت، يبدأ يهتم بمظهره وهيئته، على غير العادة عن الأطفال الأصغر، فعندما كنت صغيرا كنت لا تبالي بمظهرك وهيئتك، بل ربما لم تكن في تلك المرحلة المبكرة من الانتباه للآخرين، أو لرأي الآخرين فيك، بينما الآن، وأنت في هذا العمر من المراهقة، بدأت ومنذ عدة سنوات، بالاهتمام بمظهرك، والانتباه لمن حولك من الناس والأصحاب.
فللجواب على سؤالك، نعم يمكن للشاب أن يهتم ويعتني بهيئته ومظهره، وليس في ذلك تعارض مع "الرجولة" وليس هذا قطعا من خوارم الرجولة.
الإسلام أمرنا بحسن المظهر والهيئة، فقال تعالى "خذوا زينتكم عند كل مسجد"، وتعاليم الرسول الكريم من إكرام الشعر ودهنه بالزيت، وغيره من التعاليم التي يمكن الاطلاع عليها في كتب السنة النبوية.
بعد هذا، لابد أيضا من التنبه إلى أن قيمة الإنسان ليس في ملامح وجهه ولون عينيه وطول أنفه أو أذنيه.
إنما قيمة الإنسان بخلقه وسلوكه وتعامله مع الناس، نعم صحيح أن هيئة الإنسان قد تترك انطباعا على الآخرين، ولكن معظم الناس يفضلون العيش مع إنسان طيب كريم وخلوق، وإن كانت ملامح وجهه أقل من الآخرين، ويفضلون هذا على من هو شديد الوسامة إلا أنه يصعب العيش معه لسوء خلقه ورداءة سلوكه.
هذا بشكل عام، ولكن إن كانت هناك ما يسمى بالعيوب والتشوهات الطبيعية، فلا بأس من استشارة طبيب أخصائي في الجراحة البلاستيكية، ويمكن أيضا الرجوع إلى الفتاوى الشرعية المتخصصة في هذا الموضوع.
تتنوع فتاوى العلماء بحسب شدة العاهة، هذا إن وجدت عاهة حقيقية، وطبعا العاهة شيء وطبيعة ملامح الوجه شيء آخر، ونحن لا نقول بالجراحة التجميلية لمجرد أن ملامح الشخص لا تعجبه، ولابد هنا من الاستشارة الطبية والفتوى الشرعية.
والله الموفق