شعرت ببعض التحسن على السبرالكس، فهل أستمر عليه؟

0 416

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وأنتم بخير، وجعل الله هذه الصفحة في ميزان حسناتك.

الإخوة الأعزاء أشكو منذ ما يقارب السنة تقريبا من قلق شديد وخوف وأرق، وتعب عام بالجسم، مع خمول وضيق بالصدر، وعدم الاحساس بالواقع، وعدم الشعور بالسعادة.

راجعت الأخصائي النفسي، بعد أن قمت بتحاليل كثيرة، منها الغدة الدرقية، ووظائف الكلى والكبد، ومراجعة باطني وأخصائي قلب، وما إلى ذلك، والنتائج سليمة بحمد الله، وقد وصف لي الأخصائي النفسي سيبراليكس 20 وأنا لي الآن ما يقارب الشهرين ونصف أستعمل الدواء ليلا، وقد شعرت ببعض التحسن والحمد لله.

سؤالي هو:

1/ هل أستمر على السيبرالكس لوحده وإلى متى؟

2/ هل ستتوقف هذه الحالة تلقائيا؟

3/ هل هناك داعي لعمل فحوصات جديدة؟

4/ ما سبب الخمول والتعب الشديد بالجسم والأرق الذي يلازمني؟

5/ ما زلت أشعر بوجود القلق والخوف بحياتي، وشعور بعدم الواقع، لكن بنسبة أقل من البداية، إلى متى تستمر معي؟

شكرا جزيلا لكم وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن هذه الحالة التي أصبت بها هي نوع من قلق المخاوف، وقلق المخاوف بالفعل يعطي شعورا بعدم السعادة وبالضيق، ويكون تفكير الإنسان وتوقعاته دائما ذات طابع تشاؤمي.

الدواء الذي وصفه لك الطبيب وهو سبرالكس دواء فعال وممتاز جدا، فهو يتميز بأنه يزيل القلق والتوتر والمخاوف، وكذلك الوساوس، كما أنه محسن جدا للمزاج، وهو قليل الآثار الجانبية السلبية، ويعتبر من الأدوية السليمة جدا وغير الإدمانية.

أنصحك -أخي الفاضل- بأن تلتزم بجرعة الدواء التزاما قاطعا، وهذا هو المعيار والعامل الرئيسي الذي يؤدي إلى نجاح مثل هذا العلاج إن شاء الله تعالى.

أنا لست متأكدا من المدة التي حددها لك الطبيب لتظل على الدواء، لكن عموما في مثل حالتك يتطلب الأمر أن تظل على السبرالكس بجرعة عشرين مليجراما، على الأقل لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك تخفض الجرعة إلى عشرة مليجرام لمدة ستة أشهر، بعد ذلك تخفضها إلى خمسة مليجرام لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف من تناول الدواء.

هذه إحدى الطرق لاستعمال هذا الدواء، لكن بالطبع سوف يكون من الأفضل أن تتابع الطبيب الذي قام بوصف الدواء، -وإن شاء الله تعالى- بمتابعتك لإرشاداته سوف تجد أن الأمر قد تحسن كثيرا وأنك أصبحت تتمتع بصحة نفسية جيدة.

الحالة -إن شاء الله تعالى- سوف تتوقف، لا نقول تلقائيا، لكن نقول بمساعدة الدواء وباجتهادك أنت لتغيير نمط حياتك بصورة إيجابية، لذا أدعوك لأن تكون نشطا، أن تجتهد في عملك، أن تتواصل اجتماعيا، أن تمارس الرياضة، أن يكون دائما فكرك إيجابيا.

هذه هي الأسس الرئيسية لأن يرتقي الإنسان بصحته النفسية ويتخلص من مثل هذه الأعراض.

التركيز على الرياضة مهم جدا، وفي الوقت ذاته إذا تدربت على تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء سوف تكون ذات فائدة كبيرة جدا بالنسبة لك.

أنا لا أعتقد أنك في حاجة لأي فحوصات أخرى، -فالحمد لله تعالى- كل الأمور سليمة، فقط تأكد من نسبة الهموجلوبين لديك، لأن الشعور بالخمول والتعب الشديد في بعض الأحيان قد يكون مرتبطا بضعف الدم، لكن نعرف أنه في مثل حالتك أيضا قد يكون السبب الرئيسي هو عسر المزاج ووجود هذا القلق والمخاوف.

إذا كان الهموجلوبين طبيعيا -وهذا هو الذي نرجوه- ليس هنالك أي إجراء تحتاج أن تتخذه، فقط تواصل في علاجك وتمارس الرياضة وتكون متفائلا، -وإن شاء الله تعالى- سوف ينتهي هذا الخمول وهذا التعب.

أما إذا كان هنالك نقص في مستوى الهموجلوبين -فإن شاء الله تعالى- يمكن للطبيب أن يعطيك العلاج المعوض من مكونات الحديد وحمض الفوليك الذي يستعمل في مثل هذه الحالات.

بصفة عامة أيضا أنصحك بالتوازن الغذائي الجيد، تناول الثلاث وجبات اليومية في وقتها، يجب أن تكون المكونات الغذائية تحتوي على كل المتطلبات الغذائية المعروفة من بروتينات وكمية معقولة من الدهنيات والسكريات والنشويات والفيتامينات والأملاح الأمينية، وهذه بالطبع تتواجد في قليل من اللحوم والإكثار من تناول الخضروات والفاكهة والحليب.

هذا الشعور بالقلق -إن شاء الله تعالى- سوف ينتهي، أنت لا زلت في بدايات العلاج، وإن شاء الله تعالى بتناولك للدواء بصورة منضبطة وملتزمة وتطبيقك للإرشادات التي ذكرناها سوف تجد أن الأمور قد تبدلت بصورة إيجابية جدا.

ولمزيد الفائدة راجع: العلاج السلوكي للقلق: (261371 - 264992 - 265121).

العلاج السلوكي للمخاوف: (262026 - 262698 - 263579 - 265121).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك ثقتك في هذا الموقع.

مواد ذات صلة

الاستشارات