السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة يمنية، أعيش بالمملكة منذ10 سنوات تقريبا مع والدي حفظهما الله، وبقية أفراد أسرتي جميعهم باليمن، وقد أنهيت دراستي الثانوية وأود السفر إلى اليمن لإكمال دراسة الطب ولكن لا يوجد معي أحد يسافر معي لظروف عائلية، رغم أن جميع محارمي متواجدون في بلدي -أي أنني لن أبقى بدون محرم هناك- وعلما بأن هذا التخصص غير مسموح به للأجانب هنا، ولا يمكنني دفع نفقات الجامعات الخاصة، فما حكم سفري لبلدي للدراسة؟
أيضا والدي معترضان على سفري بحجه أنه لا يجوز للبنت السفر بدون أهلها، بالرغم من أن إقامتي ستكون في بيتنا الخاص هناك برعاية أعمامي وخالاتي.
ما حكم سفري إلى هناك؟ وإذا تواجد المحرم للسفر معي، هل يجوز لي بأن أسافر وأبقى مع أعمامي وأكمل دراستي هناك إذا لم توجد لي الخيارات بإكمال الدراسة هنا؟
أفيدوني جزاكم الله الجنة سريعا، لأني أود معرفة الحكم حتى أبدأ بالإجراءات.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنت اليمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحبا بك أيتها البنت الغالية في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله لك التوفيق والنجاح، وأن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك.
لا شك أيتها البنت الغالية أن ما قاله والدك من تحريم سفر المرأة من غير محرم أمر صحيح، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم) وهذا التشريع الإلهي المقصود منه حفظك وصيانتك، والحذر ممن أن تتعرضي للمخاطر.
وهذا من رحمة الله بعباده، فإنه لا يشرع لهم إلا ما فيه صلاحهم، فينبغي للإنسان المسلم أن تطيب نفسه لامتثاله لأمر الله تعالى، وينشرح صدره لامتثال أمر الله تعالى لقيامه بما كلفه الله عز وجل، فإنه سبحانه وتعالى لا يشرع لهم إلا ما فيه خيره وفلاحه في ديناه وفي آخرته.
أما إذا توفر للمرأة المحرم أثناء السفر، فإن هذا المحذور الشرعي يزول.
كونك ستكونين بين محارمك دون مخالطة للأجانب كأبناء الأعمام أو غيرهم، فإن المحذورات الشرعية سوف تزول بإذن الله، ولكن مع هذا لا ننصحك بالسفر بدون موافقة الوالدين، بل إذا رأيت أن الأمر يدعوك للسفر، وحاجتك للدراسة تدعوك إلى ذلك مع توفر المحرم، فينبغي أن تحاولي إقناع والديك، وتبيني لهم أن الحكم الشرعي هو الجواز في مثل هذه الحالة إذا أمنوا عليك أثناء إقامتك في بلد بعيد عنهم، أما إذا لم يأمنوا عليك وخافوا عليك فتنة وفسادا، فإنه يتعين عليك في مثل هذه الحال أن تنزلي عند رغبة والديك.
بالجملة فإن رأي والديك أيتها الغالية أسد وأصوب من رأيك لعلمهم بالناس وخبرتهم في الحياة وتجاربهم فيها، فهم أشد نظرا منك، مع ما يجتمع في قلوبهم من المحبة لك، والحرص والنفع لك، ولذا فنصيحتنا أن تنزلي عند رأيهم وتتشاوري معهم فيما يمكن فعله من أمور دراستك، فلا تقدمي على خطوة إلا وهم يشاركونك الرأي فيها والصواب.
نسأل الله لك أن يقدر الخير حيث كان وييسره لك.
والله الموفق.