أسباب ارتجاع المريء وعلاجه

0 940

السؤال

أشعر أحيانا بآلام أعلى المعدة, وشخص الدكتور الوضع على أنه التهاب وارتجاع مريء، حيث يأتيني تجشؤ كثير, وكتمة, وأحيانا أحس أني سأختنق، مما يجعلني أضطرب، فأراقب أنفاسي وأتوتر وأقلق، وأحس أحيانا بتعب شديد عند النوم فلا أستطيع النوم، أشعر بشيء غريب كأني في سكرة مستيقظ وغير مستيقظ، مع دقات قلب عالية, أشعر بأطرافي تهتز معها, وصداع، وحرقة في العين، وأحيانا أبلع ريقي ولا أشعر به، كأني أبلع هواء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لقد ذكرت أن الطبيب شخص لك أن سبب الأعراض التي تشكو منها هو: ارتجاع حموضة المعدة إلى المريء، ولم تذكر أنه تم إجراء منظار للمعدة, وإنما كان التشخيص مبنيا على الأعراض التي تشكو منها.

من المعلوم أنه يوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة, وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكل سليم فإنه لا يعود هناك ما يمنع عصارة المعدة من الرجوع منها صاعدة إلى المريء، مسببة ارتجاع العصارة المعدية الحامضة إلى المريء، والذي بطبيعته لا يتحمل حموضة المعدة العالية الحموضة, وبالتالي يحصل تخريش لمخاطية المريء, وقد يسبب بالإضافة إلى الأعراض التهابا في المريء, وتضيقا أحيانا.

من أهم أعراض الارتجاع هو: الإحساس بالحرقة في منطقة أسفل الصدر وأعلى البطن, وقد يصحبه عدم ارتياح, أو ألم في المعدة، خصوصا بعد تناول بعض الأطعمة، ومن الأعراض الأخرى الإحساس بطعم حارق في الحلق, أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، وقد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه وهو يحس بشرقة, أو بضيق حاد في التنفس, وعلى ما يبدو فإن هذا سبب ما تسميه الكتمة, وهذا يسبب القلق عند الإنسان, ومع القلق يزداد التوتر, وهذا يزيد من إفراز الأدرينالين الذي يسبب اليقظة, وتسارع ضربات القلب, وأحيانا ارتجاف الأيدي.

ومن أعراضه أيضا الكحة المزمنة، والتغير في الصوت، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب، ومن ناحية أخرى فإن تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثرا وأشد ضررا، وهناك عوامل تسبب هذا الارتخاء, أو التوسع, أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة، وهي:

- امتلاء المعدة بالطعام.
- السمنة.
- تناول بعض المأكولات والمشروبات مثل:
- الدهون.
- المقليات.
- المشروبات الغازية.
- الشاي والقهوة.
- الشكولاته.
- الفلفل.
- الشطة.
- المأكولات الحراقة.
-النعناع.
- الكاتشب.

وزيادة حموضة المعدة له أسباب متعددة, منها:

- تناول الأدوية المسكنة.
- التدخين.
- تناول الكحول.
- تناول الأطعمة الحارة.
- الفلفل.
- البهارات.
- قرحة المعدة.
- القلق والتوتر.

ولتشخيص المرض فإنه يفضل عمل منظار للجزء العلوي من الجهاز الهضمي، وقد يحتاج الأمر إلى قياس ضغط المريء، وتركيب جهاز خاص لمدة أربع وعشرين ساعة لقياس درجة الحموضة في البلعوم والمريء، ومما يزيد الأمور صعوبة أنه قد تفشل كل هذه الفحوصات في تأكيد وجود ارتجاع بالرغم من أن أعراض المريض تؤكد ذلك، والعلاج يعتمد على الالتزام بالتالي:

- تجنب المأكولات والمشروبات التي ذكرتها, والتي يلاحظها المريض أنها تزيد الأعراض بزيادة الارتجاع.

- تجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لا بد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات.

- كما ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق بوضع مخدتين إلى ثلاث تحت الرأس, بارتفاع مسافة 15 سنتيمترا حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق.

أما العلاج الدوائي فيكون بالأدوية المخفضة لحموضة المعدة، مثل: (Losec, pariet , Nexium , lansoprazol)، وهي تؤخذ مرة واحدة في البداية قبل الأكل بربع ساعة, وأحيانا نحتاج لأخذها مرتين إذا كانت الأعراض شديدة، والعلاج الدوائي قد يستمر لعدة أشهر, وأحيانا لسنوات, ونتائجه بشكل عام جيدة، وفي بعض الحالات التي لا تستجيب يتم اللجوء للعمل الجراحي.

نسأل الله لك الشفاء العاجل.

مواد ذات صلة

الاستشارات