السؤال
أنا حامل وبعمر 44 سنة، وقد كان عندي قبل الحمل نقص في الثايروكسين، وكنت أتناول الدواء وانتظم عندي الهرمون وحدث الحمل عندي بدون تخطيط، وعملت تحليلا لما يسمى تحاليل (بلاك تست) وظهرت كلها سليمة، حتى هرمون الثايروكسين منضبط في الأسبوع السادس.
الآن أنا خائفة على صحة الجنين، فهل ستحدث به تشوهات؟ وقد أخبرتني الطبيبة الانتظار إلى أن يكتمل 12 أسبوعا، وسوف تعمل له نفس تحاليل ( البلاك تست) فبماذا تنصحونني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إلهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لم يتبين لي ماذا قصدت الطبيبة بتحليل البلاك تست, فلا يوجد تحليل مخبري يجرى في الحمل بهذا الاسم, وقد تكون ما قصدته الطبيبة هو التحليل الثلاثي أو ( تربيل تست TRIPLE TEST ) وهو تحليل لثلاثة هرمونات في دم الأم، ومقارنتها بالنسب الطبيعية المقبولة في الحمل الطبيعي, وهذا التحليل يعتبر تحليلا ماسحا وليس مشخصا, وهو يجرى في الدم عند الأم، ولا يجرى عند الجنين.
بالنسبة للغدة الدرقية، فبما أن الحمل قد حدث والغدة بحالة استقرار, فهنا لن يكون لها تأثير سيء على الحمل - إن شاء الله - لذلك لا داعي للقلق بهذا الشأن, واستمري بتناول دواء الغدة الدرقية بانتظام، مع عمل تحليل لهرمون الغدة بشكل دوري, لأن الجرعة قد تحتاج إلى تعديل مع تقدم الحمل.
من المعروف بأن الحمل بعد عمر الأربعين يحمل زيادة في نسبة حدوث بعض المشاكل, سواء للأم أو للجنين, فمثلا تزداد نسبة الإجهاض, ارتفاع السكر والضغط مع الحمل, وحدوث انفصال في المشيمة، كما تزداد نسبة حدوث تشوهات في الجنين، فتصبح احتمالية إنجاب طفل منغولي هي (1 على 40) أي أن من بين كل 40 سيدة حامل في مثل عمرك, يكون هنالك احتمال أن تحمل واحدة منهن بطفل منغولي - لا قدر الله - ولذلك فإن التحليل الثلاثي يهدف إلى إجراء مسح لمعرفة من لديها احتمالية أعلى لإنجاب طفل منغولي, فإن كان التحليل غير طبيعي, فهنا يجب اللجوء إلى الطرق المشخصة الأخرى، وأهمها فحص عينة من السائل الأمنيوسي لدراسة خلايا الجنين.
هنالك بعض المراكز الطبية التي تفضل اللجوء إلى تحليل السائل الأمنيوسي، حتى لو كان التحليل الثلاثي طبيعيا، أو منذ البداية عند كل سيدة تحمل وهي فوق الـ 35 سنة, وذلك كنوع من الاحتياط، وهذا متبع بشكل روتيني في الدول الغربية.
نسأل الله عز وجل أن يكمل لك الحمل والولادة على خير.