تسارع دقات القلب فجأة ولعدة ثوان، ما سببها؟

0 885

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسعد الله صباحكم بكل خير.

مشكلتي هي أني أشعر وبشكل مفاجئ بضربات قلبي بقوة وبسرعة، وشعور غريب كأنني فــي حالة خوف أو مثل هذا الشعور، لكنني فــي حالة طبيعية جدا، ولا تستمر أكثر من ثوان قليلة ثم يعود الأمر طبيعيا، وأشعر بذلك فــي أوقات متفاوتة، وأحيانا تكون متقاربة، يعني تقريبا ساعة، ولي عدة أشهر منذ أن بدأت معي هذه الحالة، علما بأنني لا أعاني من أي مرض، وعمري (16) عاما، فهل هذا طبيعي أم لا?

أفــيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فيتكون الإنسان من مزيج من العناصر المتداخلة بشدة، فهناك ما في جسمه مع العضلات والأعصاب، وهناك النفس بكل ما فيها من أفكار وعواطف ومشاعر وخيالات وذكاء، وما بين الاثنين، وخاصة الجملة العصبية اللاإرادية والهرمونات، وكل هذه العناصر تتداخل مع بعضها، بحيث إذا أثيرت واحدة من هذه الأمور تفاعلت الأمور الأخرى وبمنتهى السرعة، وخاصة في مثل سنك من المراهقة، حيث يعظم نشاط الهرمونات، ونشاط حياتك النفسية.

ما ذكرت يمكن أن نعتبره أمرا طبيعيا لحد ما، سواء كان مصدره جسديا من نشاط الهرمونات والجملة العصبية أو نفسيا من عدة حالات، وأشهرها ما نسميه نوبات الذعر، وهو قريب مما وصفت في سؤالك، حيث تشعرين وبشكل فجائي بسرعة ضربات قلبك، والشعور الذي وصفت وكأنه حالة من الخوف؛ ولذلك نسمي الحالة نوبات الذعر أو الخوف، ونسميها نوبات لأنها هكذا تأتي بشكل نوبات فجائية، وليس هناك من ضابط يضبطها ويضبط توقيتها أو طول مدتها، تماما كما حصل معك.

وننصح عادة، وخاصة إذا لم تكن شديدة تقعد الإنسان عن عمله وتكبله بحيث لا يستطيع فعل شيء، ننصح في الحالات - والتي هي ربما قريبة من حالتك - بالتالي:

- أن تتفهمي طبيعة الأمر، وأنها نوبات ذعر، تبدو مخيفة، إلا أنها لن تسبب ما يؤذي، بالرغم من أنها تخيف صاحبها، حيث يشعر وكأنه سيغمى عليه؛ ولذلك تكون الأعراض أخف وأكثر تقبلا إذا كان معه شخص آخر يعرفه، بحيث إذا حصل له شيء - وهو لن يحصل معه شيء بإذن الله - ولكن إن حصل شيء فهناك من يقوم بإسعافه.

- لا تحاولي مقاومة هذه النوبة كثيرا، فتجارب كثير من الناس أنهم كلما قاوموا هذه النوبات وحاولوا دفعها كلما اشتدت قوتها!

- تذكري أن هذه النوبات قد لا يكون لها بالضرورة معنى نفسي، وأن عليك أن تكتشفيه أو تحلي لغزه، فقد لا يكون هناك أي معنى ممكن الإدراك، فلا تتعبي نفسك بالبحث عن السراب.

- يفيد جدا أن تقرئي وتطلعي على مفهوم نوبات الذعر والتعرف على أعراضها وطرف التكيف معها، وأفضل شيء أن تقرئي كتابا أو بحثا في هذا الموضوع، ويمكنك قراءة بعض الأجوبة الواردة لتساؤلات قراء هذا الموقع.

- في حالات قليلة، وبحسب شدة الأعراض يمكن أن نصف أحد الأدوية المهدئة أو المضادة للاكتئاب، وفي بعض الحالات فقط.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات