ابنتي تضرب الجميع وكلما أضربها تزداد عنفاً!!

0 489

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي طفلان: طفلة في عمر سنة ونصف وطفل في عمر ثلاثة شهور، البنت دائما تضرب أخوها، وتقرص أو تعض فينا بيدها، وكذلك تضرب وجه أي أحد، ولا تأكل جيدا، وهذه مشكلة ثانية، وجسمها يدل على أنها في عمر سنة واحدة لا سنة ونصف، وكلما أضربها تزيد عنفا، وأنا دائما أترك الطفل الصغير ومسكة البنت .
أرجو الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على سؤالك أيتها الأخت الفاضلة.

كنا تعلنا في أيام المدرسة (كل فعل له رد فعل مساوي له بالقوة ومعاكس له في الاتجاه) فضرب هذه الطفلة قطعا ليس هو الحل، وخاصة أن المشكلة التي نريد حلها معها هو عين الضرب والقرص، فالأمر على هذا الأساس لا يستقيم، وكل مرة نضربها نكون في نفس الوقت نعلمها بشكل غير مباشر الضرب، وبأن الضرب من الوسائل المتاحة للإنسان للتصرف وحل مشكلاته.

فالطفلة في السنة والنصف -ويا له من عمر صغير جدا جدا- بإمكاننا -حقيقة لا كلاما - صياغة سلوكها كما نشاء، ففي هذا السن، إنها كالصفحة البيضاء نكتب فيها ما نشاء، أو كالعجينة نشكلها على الشكل الذي نريد، هذا إن امتلكنا المعرفة والرفق والصبر، (علم قبله، ورفق معه، وصبر بعده) كما نقل عن الإمام ابن تيمية في غير هذا النطاق.

في كتابي (أولادنا من الطفولة إلى الشباب) وفي فصل هام من الكتاب بعنوان (أسباب السلوك المتعب عن الأطفال) أقول فيه: إن أهم سبب لسوء تصرف وسلوك الطفل هو رغبته بجذب الانتباه، وأنه إن لم يحصل على انتباه أحد والديه أو كلاهما بالخير فسيحصل عليه بالسلوك المتعب، كهذا السلوك الذي تقوم به هذه الطفلة.

والنصح ما يلي:

أولا: قدمي لها كل انتباهك ورعايتك لها عندما تحسن السلوك -أي عندما لا تضرب- فالقاعدة السلوكية تقول (إن السلوك الذي نعطيه الانتباه يتكرر مع الوقت) ونحن طالما نريد تكرار السلوك الحسن، فعلينا أن ننتبه إليه، ونلاحظه، ونعطيه الانتباه - أي عكس ما نفعل عادة في حياتنا اليومية - .

ثانيا: لا تقدمي انتباهك للطفلة عندما تسيئ السلوك بالضرب والقرص، وإنما تجاهلي مثل هذا السلوك، بالرغم من صعوبة ذلك، وطبعا لا تتجاهلي السلوك إذا كان فيه ضرر أو أذى للآخرين ، والقاعدة تقول (إن السلوك الذي نتجاهله يخف ويختفي مع الوقت) فطالما لا نريد لها تكرار هذا السلوك السلبي، فعلينا أن لا نغذيه بكثرة الانتباه إليه. أو عكس ما نفعل أيضا في حياتنا اليومية.

ثالثا: عندما تصرفي عنها الانتباه عندما تسيئ السلوك بحيث كأن شيئا لم يحدث، وعندما تتراجع هي أو تتوقف عن هذا السلوك، فمباشرة أعيدي إليها الانتباه والرعاية، وأغرقيها هنا بالعطف والرعاية واللعب.

ولا بأس أن يستعين الإنسان في تربية أولاده - خاصة أنه يحبهم ويهتم بأمرهم - أن يستعين ببعض الكتب التربوية العملية المفيدة، فتعلم الإنسان الصيد خير له من أن يملتك سمكة ولا يعلم عن الصيد شيئا.

والأمر الأخير، إن استمر مثل هذه التصرفات عند الطفلة بالرغم من اتباع الخطوات السابقة، فإني أنصح بعرض الطفلة على طبيب أطفال لفحصها سريريا والتأكد من سلامتها من أي علة جسدية تتعلق بالنمو، وخاصة بعد أن ذكرت أن وزنها ونموها أصغر من سنها الحقيقي، فقط من باب الاطمئنان.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات